أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير ياسين - أن تقدر بأكثر من قدرك!!














المزيد.....

أن تقدر بأكثر من قدرك!!


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 10:35
المحور: الادب والفن
    



لعل القضية الأساسية التى يمكن أن تكون محل اتفاق تتمثل فى الضيق عندما نعامل بأقل مما نحب، أو عندما يتم تقديرنا بأقل مما نرغب أو نتوقع أو نستحق وفقا لرؤيتنا لأنفسنا. ولكن هل يمكن أن يغضب أحد أن تم التعامل معه بأكثر مما يستحق وفقا لرؤيته هو الذاتية عن نفسه؟

قد يتعجب البعض من تلك الصورة بوصفها صورة غير منطقية أو لا تمت لعالمنا البشرى المادى حيث الجوهر يتوارى فى كثير من الأحيان لصالح المظاهر البراقة، وحيث الصور والوسائل تبرر المكانة والغايات

وسط تلك الأوضاع يصبح الاتجاه السائد هو تقييم متضخم للذات، ويصبح من الطبيعى أن يرغب كثر فى تأكيد القامة المتفردة لذواتهم وأعمالهم

تصبح صورة البطولة المتفردة، والعنصر الأسطورى غالبة على المشهد، وتتحول كل الأعمال الصغرى لأعمال كبرى من خلال عملية التسويق القائمة مرة أخرى على مظهر السلعة المراد تسويقها، وطريقة تسويقها وطريقة الحديث عنها دون التطرق لما تمثله من جوهر فعلى أو قيمة حقيقية

تتحول كل الأشياء لسلع فى سوق مفتوح، سوق يعرض فيه البشر لاعتبارات وأسباب متعددة ليست من آخرين فى معظم الأحيان ولكن من البشر المعنيين أنفسهم. تتحول الكلمات لسلع، والمواقف لسلع، وغيرها الكثير والكثير من الأشياء التى تتحول لسلع

يتسابق كل شخص لوضع أسمه فى لوحة التجارة اليومية على بوابة السوق عبر وسائل متعددة قديمة ومستحدثة. ومع زيادة العرض تقل قيمة المعروض كما تقول أبجديات الاقتصاد، ومع استمرار عرض نفس السلعة تتحول لشئ عادى فالندرة فقط هى التى تحقق التميز للسلع فى السوق. ومع انتفاء حالة الندرة تصبح السلع عادية وأقل من العادية فهى السلع الأكثر توفرا فى السوق

تصبح المرآة المستخدمة أشبه بمرآة الساحرة فى قصة سنو وايت حيث لا يطلب منها إلا رؤية الأجمل فقط وحيث الأجابة المطلوبة معدة سلفا. وأن كانت مرآة الساحرة صادقة فأن مرآة النفس تقبل فى بعض الأحيان بحكم التعود والاستعداد أن تتغاضى عن قول الحقيقة حتى يصبح المتخيل حقيقى والباطل صواب وتصبح السلعة المتوفرة فى الأسواق عملة نادرة فى عين صاحبها فيراه آخرون ولكنه يعجز عن رؤية نفسه

فى تلك الحالة يزداد عدد من يشرب من نهر الجنون، فالجميع أبطال حيث يعيش ملايين من سوبر مان البطل الخارق، وحيث تعم الفضيلة فقط فى مرآة أصحابها

يرغب كل شخص أن يرى الآخر المشابه مثله بطل والا اتهم بأنه لا يرى ثوب الحاكم الغير موجود أصلا فيصبح بهذا غير جديرا بمكانته ومكانه، ويصبح الثوب الغير موجود حقيقة يقسم كل من شرب من النهر على وجوده

على الجانب الآخر من النهر يبقى القلة من الذين لم يشربوا بعد من نهر الجنون ولم يمتلكوا مرآة الذات سالفة الذكر. يظلون قادرون على رؤية ذواتهم كما هى، ذات بشرية تسعى للأفضل ولا تبلغه يوما. يشعرون بالضآلة أمام العلم والعالم

يبقى هؤلاء فى وجودهم قلة يدرك وجودهم الأغلبية بأكثر مما يدركون هم وجودهم الذاتى. تبقى القضية بالنسبة لهم ذاتية، رغبة فى الأفضل والأصلح لأن مرآة الذات الناقدة لا ترحم

لمن شرب من نهر الجنون تبقى تلك الأقلية ظاهرة غير صحية، حالة ينبغى القضاء عليها أو ضمها لهم ربما للقضاء معهم على أخر جزء فى الضمير يخبرهم بأنهم هكذا لأنهم شربوا من النهر وباعوا أنفسهم فى الأسواق ونظروا لمرآة تخبرهم بما يرغبون

يستيقظ من نومه بجوار النهر متعجبا من تلك الكلمات والصور التى دارت فى عقله أثناء نومه، يدرك أنه يتفلسف كثيرا كما يقال له، وأنه يرى نفسه بأقل كثير مما يخبره من حوله. يدرك أن الكلمة مسئولية وأنه لا يملك الحقيقة ولا يملك ألا رؤيته الذاتية لما يدور حوله، وأنه فيما يقول لا يأتى بشئ خارق يستحق كل هذا التقدير الذى يصبغه عليه من حوله

يقرر بينه وبين نفسه مجددا أن الحلم الفلسفى السابق ليس الا تعبيرا عما يمر به من صراع ذاتى بين رؤيته لنفسه ورؤية من حوله له، وبين رؤيته للآخرين ورؤيتهم هم لأنفسهم. يتأكد بأن النسبة قد تختلف من وقت لآخر، أو حسب زاوية النظر، ولكن النهر والمرآة والبشر تبقى دوما عناصر أساسية فى الصورة، ويبقى لكل منا مرآته الذاتية لنفسه وللآخرين والعالم من حوله ونهره الذى يشرب منه



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الثورة المصرية (١٨): عندما يستهدف الجيش ...
- على هامش كارثة (٣): عندما تتحدث الضحية
- على هامش الثورة المصرية (١٧): صديقى الفلاح وحادث ...
- على هامش الثورة المصرية (١٦): السخرية ما لها وما ...
- على هامش كارثة (٢): العودة لمصر بين الواقعية والإخلاقي ...
- مشاهدات على هامش كارثة (١): زلزال اليابان وتميز البشر
- على هامش الثورة المصرية (١٥): أمن الدولة: هل هو ...
- على هامش الثورة المصرية (١٤): مصر تريد رئيسا.... ...
- على هامش الثورة المصرية (١٣): مصر والثورات العرب ...
- على هامش الثورة المصرية (١٢): حادث كنيسة أطفيح و ...
- على هامش الثورة المصرية (١١): قرار استقالة وزير ...
- على هامش الثورة المصرية (١٠): المواطن المصرى وفو ...
- على هامش الثورة المصرية (٩): قالو وقلنا
- على هامش الثورة المصرية (٨): فى العالم العربى
- على هامش الثورة المصرية (٧): قائمة الشرف والعار: تصور ...
- على هامش الثورة المصرية (٦): تعليقا على خطاب العفو وال ...
- على هامش الثورة المصرية (٥): مشاهدات البشر على الفيسبو ...
- على هامش الثورة المصرية (٤): عالم من علامات التعجب
- على هامش الثورة المصرية (٣): كلمات شكر واجبة
- على هامش الثورة المصرية (2) الكتلة الصامتة ومستقبل الثورة


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير ياسين - أن تقدر بأكثر من قدرك!!