أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (2) الكتلة الصامتة ومستقبل الثورة















المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (2) الكتلة الصامتة ومستقبل الثورة


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن ما تمر به مصر الآن من تطورات هى تطورات مهمة كونها تمثل خطوة قد تكون فارقة ما بين ما قبلها وما بعدها،
ولاشك أن تلك الخطوة تمثل أهمية تتجاوز هؤلاء المرابطون فى ميدان التحرير والمتظاهرون فى العديد من المدن المصرية إلى جموع الشعب المصرى من شارك منهم ومن لم يشارك
ولاشك عندى أنها خطوة مهمة تدشن لصوت مصر الذى ظن النظام أنه استطاع قمعه واسكاته
ومع دعمى للحركة المصرية القائمة فأن ما يشغلنى الآن هو التساؤل حول طبيعة الطرح السياسى للحركة المصرية ليس فقط فى علاقتها بالنظام القائم وضرورة تغييره، ولكن الأهم فى علاقته بالكنلة الصامتة ممثلة بملايين المصريين الغير مشاركين وهو محور حديثى هنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد الحالى:

على الرغم من تأييدى لضرورة الإصلاح والتغيير، وعلى الرغم من دعمى لجهود الضغط على النظام وضرورة اسقاطه بمؤسساته الفاسدة والقامعة واستبعاد كل ما يمت له من أفكار واليات من مصر المستقبل التى نرغبها الا ان هناك نقاط اساسية لا استطيع ان اتوقف عن التفكير فيها الان

فمن جانب يبدو المشهد السياسى مختلط ويعانئ من حالة عبثية من البيانات والبيانات المضادة، يبدو المشهد وكأن الجميع يريد تقاسم ما لم يحصلو عليه بعد وهو الكرسى
وتقاسم من لم يفوضهم بعد وهو عموم الشعب المصرى

يشعر "الشباب" أنهم مختطفون من كبار لم يبدأو معهم ولم يضحوا بحياتهم ولم يثقوا بموقفهم من بدايته

ويشعر "الكبار" أنها فرصة لتولى مناصب وتسجيل مواقف

تبدو القضية من جانب الشباب هى التواصل والاستمرار والصمود فى ميدان التحرير

ومع شعورى بالفخر والاجلال الكبير لمشاهد الثورة السلمية والهتافات الثورية المصرية التى جفت كثيرا فى مصر خلال العقود السابقة، ومع تقديرى لنضالهم واستمرارهم رغم كل المخاطر التى تعرضوا لها، ومع تقديرى لذلك خاصة وأننى بعيدة عن أرض الوطن ولا أشارك على أرض الواقع فان متابعة التصريحات والبيانات وما يناقضها تطرح الكثير من التساؤلات حول المشهد السياسى، وحول الحل الممكن للمشهد الذى تحول فى جزء كبير منه إلى الفضائيات والتصريحات

تعدد الاشخاص والمقترحات والفاعلين الحقيقيين الذين دشنوا الثورة، والمنتمين تاليا والمنتفعين والساعين لاختطاف الثورة ايا كانت الوانهم أمر بدوره يعقد المشهد القائم ويمثل فرصة للنظام لكسب المزيد من الوقت
المزيد من الوقت الذى يحصل عليه النظام يعنى بدوره اكتساب المزيد من تعاطف القوة الصامتة الجالسة فى منازلها والتى تمثل عموم الشعب المصرى واغلبيته


الكتلة الصامتة:

أعود للتفكير فى الجانب الأخر من الصورة، الجانب الآخر هو معظم الشعب المصرى الذى لازال فى منازله، لم يشارك فى الثورة نعم، لم يعبر عن رأيه أكيد، مقموع وخائف من أفعال النظام بلا شك ولكنه يبقى شعب مصر وهدف التغيير المنشود
هذا الشعب الذى تؤكد معظم البيانات ان جزء كبير منه يعيش تحت خط الفقر بنسبة تصل إلى 40٪ تقريبا، والذى نعرف أن الكثير منهم يكسب رزقه يوما بيوم
وان الكثير منهم لا يحتفظ بمخزون يكفيه وقد لا يمتلك المال الكاف حتى وان توفرت السلع فما بالك لو لم تتوافر؟

هؤلاء هم مصدر قلقى الآن وقدرتهم على التحمل نقطة أساسية ودعهم للتغيير على المحك

فلابد أن نتفق ان قبولهم للتغيير ودعمهم له أمر ضرورى للغاية، وأن مساندتهم ولو معنويا لحركة التغيير أمر لا يقل أهمية عن الصمود على مطالب التغيير ذاتها
وأنهم قادرون على قلب المشهد بابعاده لصالح ايا الطرفين التغيير او النظام

هؤلاء الصامتون شعر الكثير منهم بالخوف بعد مشاعر الفوضى التى بثها النظام من خلال سحب الشرطة والافراج أو المساعدة على الافراج عن المساجين
تلك العيون الخائفة والكلمات المعاتبة لدور الثورة فى تهديد الحياة العادية السابقة لأحداث 25 يناير، والتى جاءت من مصر بعد عودة الانترنت وظهور العديد من التعليقات الخائفة على الفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل عبرت بشدة عن حالة الخوف التى انتجها النظام والتى لازال يحاول استمرارها من خلال التركيز على أعداد المساجين الفارين ومدى خطورتهم رغم مسئوليته عن هذا الوضع تؤكد على أهمية موقف تلك الجموع لأنهم المعنيين بالمشهد وتطوراته ومصر ومستقبلها

تلك الكلمات الخائفة والمعاتبة التى تراجعت قليلا الآن جعلتنى أفكر مرات ومرات من سيعيد الأمان للعيون الخائفة

قد يرى البعض فى كلماتى تراجع بالترويج للعودة للقمع دعما له باسم الاستقرار ولكننى لم اغير موقفى
فقط اهتمامى الاول والاخير هو جموع الناس، جموع المصريين
لا يعنينى من يشكل لجان، ومن يتحدث فى الفضائيات ومن يتحدث عن صمود التحرير اذا ضعف صمود القوة الصامتة فى البيوت المصرية

المشكلة ان قررت تلك القوة الصامتة أو جزء كبير منها ان بقاءها كان افضل فى ظل الوضع السابق لأحداث 25 يناير
المشكلة أن ترى تلك الجموع ان الاعداء هم الجالسون فى التحرير
المشكلة ان سياسة ارهاب الشعب وتخويفه بحديث الفوضى ونقص الطعام وتوقف الحياة يمكن ان تفرز انعكاساتها السلبية ان استمرت الأمور بلا افق سياسى مطروح
المهم بالنسبة لى كيف نحقق تغيير يضمن دعم الكتلة الصامتة او على الأقل ضمان الا تتحول لقوة رفض للتغير ودعم للوضع السابق
الوصول إلى هذا المشهد سيكون السيناريو الأسوا للثورة لأنه سيجهض الثورة حاليا وسيجمدها لسنوات وعقود أخرى قادمة
أن الوصول لهذا المشهد يمكن أن ينتج حالة قمع أسوا مما كانت قبل 25 يناير

السؤال اذن كيف يمكن الوصول لحل يضمن نجاح الثورة بمعنى حدوث التغيير الكلى للنظام بالياته من جانب والحفاظ على دعم أو عدم معارضة القوة الصامتة


ما البديل؟

لا أعتقد أن طرف بمفرده يملك حل للمشهد الحالى، ولكننا فى حاجة لحل سريع وعملى يضمن حدوث التغيير والحفاظ على القوة الصامتة بعيدا عن حالة رفض الثورة
وأعود لأؤكد أننا لا نخترع التاريخ وان هناك الكثير من الحالات المشابهة فى العالم التى ثار فيها الشعب وتم اقصاء النظام الفاسد بالياته والتحول لنظام ديمقراطى
لا أحد يقول بأن هذا هو الوقت للجدل الممتد حول الدستور ومواده ومن يعطيه الشرعية
لا أحد يقول بأن التفاصيل هى محل الطرح الآن فالشيطان يكمن فى التفاصيل كما يقال
المطلوب ان يتم التركيز على تحديد الأهداف الكبرى والآليات التنفيذية

من جانب تبدو الأهداف الأساسية هى تلك التى طرحت منذ البداية والمطالبة برحيل الرئيس واسقاط النظام
هذه الأهداف الكبرى تنطوى بدورها على خطوات تنفيذية، خطوات تتضمن تغيير الدستور ولكنها لا تنتهى عندى
خطوات يجب ان تشمل بدورها التفكير فى النظام الانتخابى المتبع من اجل ضمان ديمقراطية حقيقية
تغيير حقيقى فى مؤسسات تعانئ من مشاكل وخلل جوهرى وعلى رأسها وزارة الداخلية المصرية بكل ما انتجته من عنف تجاه المواطنين، وضرورة اعادة انتاج خطاب حماية المواطن وليس حماية النظام على حساب المواطن
ضرورة تغيير النظام الإعلامى بكل ما يشمله هذا من اليات داخلية ومؤسسات
ضرورة تشكيل لجنة للتحقيق فيما يتعلق بأموال وحقوق مصر وخاصة ما يتعلق باستغلال الأراضى وتخصيص الكثير لرجال الأعمال بدون وجه حق وبدون قيمتها الحقيقية او حتى قيم قريبة من قيمتها الحقيقية

تلك فقط بعض الاشياء التى لابد ان يشملها التغيير القادم وهنا يصبح من الضرورى التفكير فى حل يقوم على مرحليتن

مرحلة أولى تتضمن وضع اسس تنفيذ الأهداف الكبرى
ومرحلة تنفيذ الآليات المرحلية
وصولا للمرحلة الثالثة الممثلة فى أجراء انتخابات حرة تكفل حرية الشعب فى الاختيار بوصفه مصدر السلطات

الآن يصبح السؤال فى الاختلاط القائم فى المشهد، الضرورى توحد كافة القوى على هدف واحد هو تنفيذ الشق الأول
ثانيا تشكيل مجلس لادارة مصر من القضاء تحت حماية رمزية للجيش
ثالثا القيام بعملية تغيير دستورى وتشريعى والإعداد للانتخابات خلال فترة محددة

التحدى الآن هو ضمان عدم معارضة الكتلة الصامتة من جانب، عدم اعطاء النظام القائم المزيد والمزيد من الوقت
والتخلص من صورة الصراع السياسى بين القوى الموجودة على الساحة

وجود خيار لادارة مصر يعد حل افضل من تولى ايا من القوى المتصارعة حاليا وضمان لاعطاء الشعب المصرى فرصته للتعرف على تلك القوى وبرامجها وليس كلماتها امام الفضائيات فى ميدان التحرير

الوقت عامل حاسم ليس لصمود التحرير فقط ولكن لصمود ملايين المصريين فى البيوت وبعيدا عن ساحة المظاهرات

لا أملك التوقف عن التفكير فى أحوال المصريين الذين لا يملكون ميكروفونات ولا يملكون بدائل
ولا أملك لهم ولمصر الا الدعاء بأن ينتصر صوت الحق والحرية سريعا ولازلنا جميعا قادرين على الصمود
نصر الله مصر وعاشت والمصريين بخير وحرية



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الثورة المصرية (1) استعادة الجماهير للسيطرة على الش ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (2) الكتلة الصامتة ومستقبل الثورة