أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (١٢): حادث كنيسة أطفيح ورسائل مهمة للمستقبل














المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (١٢): حادث كنيسة أطفيح ورسائل مهمة للمستقبل


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أولا : مشاهدة الحدث والمناشدات وما يحيط بالمشهد من صور وتعليقات لا تختلف عن صور أخرى شهدناها بأشكال مختلفة من قبل، تجعلنا ننسى صور مشاهد ميدان التحرير وغيره من ميادين تحرير مصر الثورة ونعود لمصر لم أعرفها يوما فى صغرى وتعجبت منها كثيرا قبل ٢٥ يناير وتخيلتها صورة قابلة للاختفاء بعد ٢٥ يناير. فالخبر يتحدث عن علاقة بين مسلمة ومسيحى تتطور وصول إلى اقتحام كنيسة الشهيدين بأطفيح- محافظة حلوان وإتلاف محتوياتها وإشعال النيران بها

ثانيا: الحدث يؤكد أن كلمات الإدانة وكلمات العزاء والمشاركة الوجدانية التى أعتدنا على سماعها تتكرر فى أحداث مشابهة غير كافية، وأشعر أن تكرارها لن يفيد لأن التكرار يقلل من المصداقية، ومع الوقت لا يكون أحد قادرا على تصديقها أو تصديق أنها المرة الأخيرة. وما لم توجد آليات جديدة تؤكد على وجود أفعال واضحة من أجل القضاء على تلك الأحداث والوقاية بدل من المعالجات الجزئية سيبقى الغضب المكبوت أو المعلن مسيطرا على المشهد حتى يعلن عن نفسه فى صورة أو أخرى.. فالمطلوب سياسات تمنع اشتغال النيران وليس مجرد مسكنات للحروق الناتجة عنها

ثالثا: علينا أن نتبنى رسالة واضحة تؤكد أن تلك الاعتداءات لا تمت للإسلام بأى شكل فالترهيب والتخويف وهدم دور العبادة لا يمكن أن يبرر تحت دعاوى دينية. وليس المقصود وجود تفسير دينى جمعى للحدث ولكن ضرورة التأكيد على هذا الموقف بوضوح من قبل الجميع حتى لا يتم استغلال أى حدث وإشعاله باسم الدين لدى البعض. فعلى من يقوم بهذه الأفعال أن يعرف بوضوح أنه لا يتحدث باسم الدين أو الفضيلة وأنه يغسل ضميره بطرق سهلة تخصه ولكنها لن تحظى بأى تعاطف أو تساهل فى التعامل معها لا من المجتمع فى عمومه ولا من الأفراد المحيطين به فى مجتمعه الضيق. فأن كان من يقوم بهذه الأفعال يتخيل بأى شكل أنها محل للتقدير الذاتى أو يفترض أن تكون محل للتقدير المجتمعى بمعناه الضيق أو الواسع فعليه أن يدرك بوضوح خطأ هذا التصور، وأن يدرك عواقب مثل هذه التصرفات ردعا لغيره

رابعا: لم يعد من الممكن القبول بآليات "الطبطبة"، ومقولات "كله تمام" والاكتفاء بالصور والقبلات المتبادلة للقول بأنه ليس فى الإمكان أحسن مما كان كما عهدنا لفترة طويلة خلال السنوات السابقة لأن الأحداث التى لازالت تقع تؤكد ببساطة على أن تلك المعالجة ليست حقيقية وليست كافية، وأنها غير قادرة على ترميم الصدع الذى يحدث بعد كل حدث مشابه

خامسا: علينا أن نستفيد من وجود القوات المسلحة على ساحة المشهد المصرى بما يعرف عنها فى السياق المصرى من حزم وشدة لتوجيه رسائل مهمة عبر حادث أطفيح من أجل مصر المستقبل. ومع إدراك حجم التحديات الراهنة والمسئوليات الملقاة على عاتق القوات المسلحة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أن التعامل بحزم مع تلك القضية سيكون رسالة مهمة بأن المساس بوحدة مصر الوطنية خط أحمر لا تسهل فيه، وهو أمر أيضا سيكون باعث على الطمأنينة لدى الجميع. ولهذا، على المجلس الأعلى للقوات المسلحة العمل على إجراء محاكمة عادلة وجادة للتعامل مع الأحداث، وقد يحتاج الأمر لتشكيل لجنة تقصى حقائق وحوار جاد بين القيادات الدينية والأهالى فى المنطقة من أجل المواجهة الواضحة وليس التهدئة الشكلية القابلة للانفجار مرات ومرات ليس فى أطفيح فقط ولكن فى مناطق أخرى فى مصر

سادسا: على الإعلام ورجال الدين إدارة حوار فكرى جاد وعقلانى حول تلك القضايا وخاصة الالتباس بين ما هو دينى وما هو مدنى من جانب، وبين ما هو شخصى للحق أن يحاسب فى حدوده وما يتعلق بالدولة القومية حيث القانون والنظام العام له آلياته وأساليبه. لا يمنع هذا طبعا من القيام بأى خطوات رمزية سواء فى ميدان التحرير أو غيرها من ميادين وشوارع مصر كما حدث بعد حادث الإسكندرية، ولكنه يؤكد فقط أن تلك التحركات الرمزية لا تكفى وحدها ولا تقضى على الغضب والألم والخوف والحزن المترتب نتاج لمثل تلك الأحداث

سابعا: رغم أن الكلمات لا تكفى، الا أننى لا أستطيع أن أنهى الحديث دون أن أعبر عن خالص العزاء لما حدث أولا لمصرنا الحبيبة وثانيا لكل مسيحى مصرى ولكل مواطن مصرى ضد العنف والطائفية. نشأت وكبرت دون أن يكون الدين عامل فى الفرز، فالكل مصر والكل أخوة، كان لى دوما جيران وأصدقاء نتبادل المباركة فى الأعياد المختلفة ونحتفل خلال الأعياد المختلفة إسلامية ومسيحية دون حساسيات.. نشأت لا أميز أحد بناء على دينه ولكن بناء على معاملته وسلوكه. ولهذا، أؤمن بأننا لسنا مجرد جيران فى الوطن، ولسنا معا بحكم الضرورة التى أوجدتنا معا ولكننا معا لأننا جميعا مصر ولأن مصر هى نحن.... لهذا أوجه العزاء لمصر أولا فهى الأم التى يجرحها ويألمها أن يروع الآمنين من أبناءها، والعزاء لمسيحيين مصر ومسلميها من يعرف منهم مصر كما أعرفها وطن واحد يسكنا لا نسكنه



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الثورة المصرية (١١): قرار استقالة وزير ...
- على هامش الثورة المصرية (١٠): المواطن المصرى وفو ...
- على هامش الثورة المصرية (٩): قالو وقلنا
- على هامش الثورة المصرية (٨): فى العالم العربى
- على هامش الثورة المصرية (٧): قائمة الشرف والعار: تصور ...
- على هامش الثورة المصرية (٦): تعليقا على خطاب العفو وال ...
- على هامش الثورة المصرية (٥): مشاهدات البشر على الفيسبو ...
- على هامش الثورة المصرية (٤): عالم من علامات التعجب
- على هامش الثورة المصرية (٣): كلمات شكر واجبة
- على هامش الثورة المصرية (2) الكتلة الصامتة ومستقبل الثورة
- على هامش الثورة المصرية (1) استعادة الجماهير للسيطرة على الش ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (١٢): حادث كنيسة أطفيح ورسائل مهمة للمستقبل