أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - شهداء بالملايين














المزيد.....

شهداء بالملايين


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقتراب بداية العام الدراسي والكثير من المدارس في عموم البلاد مشغولة منذ أشهر بمثابة سجون ومعتقلات مؤقته لعشرات الآلاف من المحتجين والمتظاهرين المنادين بالحرية والكرامة والمطالبين بسقوط النظام ممن ضاقت عنهم سجونه الدائمة، وضع النظام السوري أمام مشكلة تستوجب حلاً سريعاً لإخلائها ولو جزئياً. بعض الحلّ القائم منذ زمن هو بقتل الكثير والتخلص منهم في البر والبحر بمثابة مفقودين، وبعضه بإطلاق سراحهم بعد دفع المقسوم أيضاً. أما ماجاء متأخراً، فكان بجعل السجون المدرسية أحد مصادر الدخل الوطني للنظام. ومن ثم فقد جاء من عدة أيام المرسوم التشريعي رقم 110 لعام 2011 بتعديل مادتين من قانون العقوبات ليضاعف الغرامة المالية مئتي ضعف، فأصبحت عشرين ألفاً بدلاً من مئةٍ على كل مواطن متلبس بحضور جمع أو اجتماع عام ليس له طابع الخصوصية وأشياء قريبة من مثله، ولينشيء غرامة مالية جديدة على المتظاهر قدرها خمسون ألف ليرة، بمثابة عقوبة رادعة موجعة للمواطن المعتّر والمنهوب فضلاً عن تعذيبه وضربه وإهانته، وهي مايساوي مرتب موظف عادي قرابة خمسة أشهر كاملة.
لاشك أن مكتشف هذا المصدر للدخل الوطني بأهدافه المتعددة من المستشارين العتاولة فائق الذكاء، وإنما ذكاءٌ من الصنف الذي يتميّز به المافياوييون في ممارسة جرائمهم تنفيذاً وإخفاءً، ولكنه يحمل أيضاً في تلافيفه غباء الذين يواقحون ولم يفهموا بعد أن النظام قد دنا أجله مذ أثخن في قتل مواطنيه وبالآلاف، وماعاد ينفعه مال يفرضه على الناس بعد أن خرج ماردهم من قمقمه يحطم الأغلال والأصفاد في وجه سجّانه معلناً نهاية القمع والاستبداد.
إن الانتفاضة السورية التي انطلقت في لحظة قدرية خارقة لكل المألوفات والحسابات، وخرج أبطالها السلمييون عراة الصدور، يواجهون الباطش المستبد ورصاصه وطيشه وإجرامه بمزيد من التظاهر والثبات، والإصرار على المطالب أكثر وأكثر، ويوماً من بعد يوم مما أذهل العالم، والتي لاشك أن أحد عوامل انطلاقتها وقوتها بعض رجالات النظام وشبيحته، الذين لعبطهم وعسر فهمهم يرجع الكثير من عوامل نجاحها وقوتها واستبسالها.
كيف يُقنع أذكياء النظام وجهابذته أنفسَهم أن متظاهرين بالآلاف بل ومئاتها وفي مئات الأماكن يومياً وعلى امتداد ستة أشهرٍ حسوماً، وعلى امتدادات أرض البطولات مدناً وأريافاً ومحافظات، قَتلوا منهم الآلاف واعتقلوا منهم عشراتها، وأخفوا منهم الكثير والكثير، واستخدموا معهم كل أساليب القمع والبطش المتوحش، فما وهنوا لما أصابهم وما استكانوا بل كانت وصية الشهيد فيهم للشهيد من بعده الوفاء بعهده وقسمه حتى الخلاص وسقوط النظام..!! كيف يُقنع أذكياء النظام ومفكروه أنفسهم أن شعباً بعشرات الآلاف يقفون في مظاهرة هنا ومظاهرات هناك، وقفة رجل واحد رافعين أيديهم بالعهد والقسم، ألا يثنيهم عن إسقاط النظام إلا الموت، كيف يَقنع الحمقى أن هؤلاء يمكن أن يُمنعوا عن كريم غايتهم ونبيل هدفهم بغرامة مالية قلت أو كثرت، وهم يرونهم عين اليقين يقدمون أرواحهم فداء مقدساتهم في الحرية والكرامة، ورسالتهم إلى من يهمه الأمر من الأغبياء والحمقى، والدهاقنة والمستشارين:
إن شعباً ورث الإباء والنخوة والشهامة كابراً عن كابر، يشمّ ريح الجنّة وهو ينادي في وجه القتلة: الموت ولا المذلة، ويحطّم أصنامهم وجدارياتهم ويمزّق صورهم ولوحاتهم، ويلعنهم أحياءً وأمواتاً، وهتافه وساحات الوقائع تشهد بمئات ألوفه: عالجنّة رايحين، شهداء بالملايين. إن شعباً أبياً عرف طريقه، واسترخص روحه، فصاح في أرجاء الكون: سوريا بدها حرية، وياللا ارحل يابشار، والشعب يريد إسقاط النظام، لم يعد ينفع معه كثير الغرامات المالية ولا قليلها، ولكن مَنْ يُفهّم الأغبياء والحمقى..!!
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=GNmHelXvQ9g
http://www.youtube.com/watch?v=BIvKw6Wt7CQ&NR=1
http://www.youtube.com/watch?v=q27vi1Ueaf0&feature=related



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة السورية العظيمة وفريضة الوقت
- نظام التشبيح والشبّيحة
- يالله ارحل يابشار
- فتشوا عن النظام السوري
- النظام السوري يمهد بممارساته للتدخل الدولي
- النظام السوري يبرر التدخل الأجنبي
- كلام في صميم الثورة السورية
- قطار النظام السوري والإعلام الكاذب
- كلام السيد المهري من عاصمة بني أمية
- مابين جمعة ارحل ولا للحوار
- نداء السوريين هيهات منّا الذلة
- للمرة الثانية، كلام على كلام نصيحة حسن نصرالله للسوريين
- النظام السوري وخطاب الرحيل 3/3
- النظام السوري وخطاب الرحيل 2/3
- النظام السوري وخطاب الرحيل
- النظام السوري في سكرات الرحيل
- تأثير الوقاحة والإجرام في قرار إسقاط النظام
- كلام عن التآمرات والتهديدات الخارجية في وجه السوريين
- إعلام النظام السوري ومجزرة جسر الشغور نموذجاً
- كلام في الخيار السلمي والتدخل الأجنبي


المزيد.....




- فيديو طريف.. ديك رومي غاضب يطارد رجلًا أمام منزله في نيويورك ...
- الإمارات.. قرقاش يبين ما هو المطلوب من إيران بعد استهداف قطر ...
- لوحات ضخمة في قلب تل أبيب تدعو لـ -شرق أوسط جديد-: من وراءها ...
- ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام ...
- محللون إسرائيليون يكشفون ما وراء دعوة ترامب إلغاء محاكمة نتن ...
- ترامب ينفي عزم واشنطن عقد صفقة نووية مدنية مع إيران بقيمة 30 ...
- حاكم كاليفورنيا يقاضي شبكة -فوكس نيوز- ويطلب تعويضا بـ 787 م ...
- صور أقمار صناعية جديدة تظهر نشاطا مكثفا في منشأة فوردو الإير ...
- واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
- ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - شهداء بالملايين