أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبودوح - موقعة الألتراس.. دروس وعبر لتلميذ لا يفهم














المزيد.....

موقعة الألتراس.. دروس وعبر لتلميذ لا يفهم


أحمد أبودوح

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 02:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن المعركة العنيفة التى وقعة فى مدرجات إستاد القاهرة ومن بعدها فى شارع صلاح سالم، وما نتج عنها من إصابات وتلفيات ودمار بالشىء الغير متوقع، وخصوصا بعد إطمئنان الألتراس الأهلاوى إلى نتيجة مباراة فريقهم مع كيما أسوان، وإنصرافهم إلى الهتاف ضد مبارك والعادلى والتنديد بقمع ووحشية جهاز الشرطة على مدار الثلاثة عقود المنصرمة .

هؤلاء الشباب الذين جمعهم عشقهم وتيمهم بالساحرة المستديرة ليجدوا فيها حرية الإستمتاع بأغلى وأنقى مراحل الحياة التى يعيشها المرء منذ ولادته وحتى مفارقته لها.. فى الوقت الذى كان يعيش الشباب المصرى فيه مرحلة من العذاب والتشتت والإنجراف خلف البحث عن لقمة العيش، بل وأحيانا الموت من أجلها .

ورغم صب إهتمامهم على متابعة كرة القدم وتفريغ كل ما يمتلكونه من طاقات بدنية وذهنية فى اللهث وراء أنديتهم التى ينتسبون إليها، إلا أنهم لم يكونوا فى يوم من الأيام بمنأى عما يدور فى وطنهم الكبير من أحداث، وما يتبعه النظام الساقط من سياسات كانوا هم ومن فى أعمارهم أول من تضرر منها.. حين كانوا يجتذبون إنتباهنا عن الوقائع السياسية المتسارعة إلى مدرجات الدرجة الثالثة بهتافاتهم التى كانوا يطلقونها بين الحين والأخر للتعبير عن رفضهم لواقع الحال الذى كنا نعيشه فى عصر الظلام البائد .

وقد تجلى هذا الكبت الناتج عن ملاحقة أجهزة المخلوع الأمنية لهذه المجموعات من الشباب يوم الثلاثاء الماضى حين هتفت ضد مبارك وداخليته ووزير داخليته، فى مشهد يحمل دلالات عميقة حول البطش الذى عانت منه كل أطياف المجتمع من دون أية إستثناءات، والذى وصل إلى تعكير صفو جماهير الكرة أيضا .

ولكن العجيب فى الأمر هو نجاح هذه الجماهير التى لا تملك أكثر من أصواتها لتهتف بها فى إستفزاز قيادات كبيرة وضباط بشنبات ذهبوا إلى المباراة لتأمينها، فتحولوا فى لحظات إلى المسبب الرئيسى فى ترويع الجماهير، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، بل وصل الأمر إلى إراقة الدماء .

صحيح أن هتاف هؤلاء الشباب لم يقف عند مبارك والعادلى فقط، وأنه طال وزارة الداخلية وضباطها وأفرادها أيضا.. ولكن، ألا يملك هؤلاء الضباط ولو قدرا ضئيلا من الثبات الإنفعالى وضبط النفس ؟.. أهذه هى الطريقة التى سوف يتعامل بها هذا الجهاز مع المواطنين بعد إستعادة عافيته من جديد ؟.. ألم يتخلص هؤلاء الضباط من الأمراض النفسية التى نجحت قياداتهم الفاسدة – للأسف – فى تغذية أرواحهم بها بعد ؟.. أليس من الأجدر بمن تواجد فى الإستاد من قيادات تحمل رتبا كبيرة، والذين تعودنا أن نراهم إما منهمكين فى إصدار الأوامر بقمع الإحتجاجات وضرب المتظاهرين أو نراهم منجعصين على كرسى بجوار أحد اللجان أو الأكمنة المرورية وقد وضعوا أرجلهم عاليا فى وجوه المارة.. ألم يكن الأجدر بهؤلاء النظر إلى هذه الهتافات على أنها هتافات تصدر من شباب كانوا جزءا لا يتجزأ من الثورة ضد نظام ترنح وسقط بفعل مثل هذه الهتافات ؟، أم أنهم مازالوا لا يؤمنون بهذا المصطلح – ثورة – من الأساس ؟!

أما عن وزارة الداخلية فحدث ولا تخجل.. أليست هذه هى وزارة الداخلية التى قمعت جماهير الألتراس وضيقت عليهم ومنعتهم من حضور المباريات أحيانا ؟.. أليست هذه هى عقلية الداخلية التى أسالت دماء المتظاهرين فى التحرير قبل الثورة، وأسالت دماء الألتراس فى إستاد القاهرة بعد الثورة ؟.. أليسوا هؤلاء هم قادة الداخلية أنفسهم الذين كانوا يعطون التحية لحبيب العادلى قبل الثورة، ولا يتوانوا فى إعطاءها له أيضا من بعد الثورة ؟.. ألم تكن وزارة الداخلية هى التى فرمت ومحت أدلة إتهام رموز النظام الفاسد ولم تبد أى تعاون مع هيئة النيابة العامة، بل ومازالت تضغط على الشهود لتغيير أقوالهم أمام المحكمة ؟!

رغم هذه الصورة القاتمة والمشهد الدراماتيكى الذى شاهناه جميعا بعد إنتهاء المباراة، إلا أننا نعود ونؤكد أن هذه الأحداث وما صاحبها من دمار وتخريب وإنتكاسات فى المشهد الأمنى تعتبر نقطة تحول إيجابية فى المسار العام للثورة ودعما كبيرا للثوار، حيث نتج عنها إنضمام عامل ضغط جديد متمثل فى جماهير الألتراس إلى القوى الثورية وأسر الشهداء، كما أنه يمكن النظر إليها على أنها ترجمة واضحة أيضا للعقلية المرضية التى مازالت تتمتع بها وزارة الداخلية، والتى على ما يبدوا لن تتغير أبدا.. !



#أحمد_أبودوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الثورة المضادة
- السياحة فى مصر..الى أين؟!
- الربيع العربى..ومخاطر التحول الديمقراطى
- توصيات -الفراق القومى-
- اسرائيل تلعب بالنار
- بين الدبلوماسية والجاسوسية..خط رفيع!!
- المجلس العسكرى...والجماعة!!
- حوار مع الجماعة
- مؤتمر الحوار الوطنى...أم مؤتمر للحزب الوطنى؟!!
- الجمهورية الخامسة..أم الجمهورية الثانية؟!!


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبودوح - موقعة الألتراس.. دروس وعبر لتلميذ لا يفهم