أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبودوح - اسرائيل تلعب بالنار














المزيد.....

اسرائيل تلعب بالنار


أحمد أبودوح

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 01:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، لاحت فى الأفق استعدادات اسرائيلية جادة لشن عملية عسكرية موسعة على قطاع غزة، بعد مقتل مواطنة اسرائيلية نتيجة تفجير وقع فى القدس الشرقية.. ولكن، أدى تصريح وزارة الخارجية المصرية التى حذرت فيه اسرائيل من القدوم على تنفيذ أى عمل عسكرى فى غزة، الى فرملة كل هذه الاستعدادات، ووقوف القادة السياسيين الاسرائيليين، فى موقف "كما كنت" .
أدرك الكيان الصهيونى عندئذ أنه من الأن فصاعدا لن يقابل بسياسة اللين التى تعود عليها أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع، وانه يجب عليه أن يقف وقفة تأملية، وأن يدرس الرسالة التى بعث بها الجانب المصرى جيدا، والتى كان مفادها أن مصر قبل 25 يناير، ليست هى مصر بعد هذا التاريخ .
فوجأ الجانب الاسرائيلى بعد ذلك، بالتوجهات المصرية الجادة الساعية لاتمام المصالحة بين القوى الفلسطينية، وكذلك الجهود المبذولة لتدعيم الفلسطينيين فى سعيهم لاقتناص اعتراف دولى "بدولة فلسطين" فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة التى سوف تنعقد فى سبتمبر المقبل..كما أدت أيضا تصريحات وزير الخارجية المصرى د.نبيل العربى حول فتح معبر رفح بصورة دائمة، ودعوته لتقوية العلاقات الدبلوماسية مع ايران الى فتح الصحف الاسرائيلية النار عليه، واصفة اياه "بالعنصر المعادى لدولة اسرائيل" .
كما جاءت عملية تفجير الخط الرئيسى المورد للغاز الطبيعى المصرى الى تل أبيب كصفعة على وجه مسئولى الدولة العبرية، فى ظل اعتقاد البعض بأن هذه العملية لم تكن مصادفة، بل كان التفجير مدبرا للضغط على اسرائيل، فى ظل اصرار مصرى على تعديل الأسعار (الغير منطقية) التى تحصل بها اسرائيل على كميات ضخمة من الغاز المصرى، كما أنها رأت فى هذا الضغط المصرى خسارة فادحة لسببين :
أولهما : تعطيل لحركة النهضة الصناعية فى اسرائيل التى ترتكز بشكل اساسى على الغاز الطبيعى المصرى ، لاعتماد اسرائيل فى نهضتها الصناعية على الطاقة النظيفة المتمثلة فى الغاز الطبيعى، فى اطار سعيها الدائم لمراعاة العامل البيئى .
السبب الثانى : هو ضياع الحلم الاسرائيلى التى كانت على وشك تحقيقه فى ظل حكم النظام البائد، عن طريق التوصل الى اطار تفاهم بين الجانبين، يتم على اثره الحاق اتفاق تصدير الغاز بمعاهدة السلام الموقعة بين البلدين عام 1979 ، وبالتالى تمتع هذا الاتفاق بضمانة الادارة الأمريكية .
أدت هذه التغيرات الواضحة التى طرأت على السياسات الخارجية المصرية فيما بعد الثورة الى شعور اسرائيل بحالة من " الارباك السياسى" لادراكها أن مصر بدأت بالفعل خطوات الخروج تدريجيا من مدار الهيمنة الأمريكية على المنطقة، مما سيؤدى بطبيعة الحال الى تحجيم لسياسات تل أبيب "الجامحة" فى المنطقة .
كما أن ساسة تل أبيب يعتقدون أن مصر اذا نجحت بالفعل فى الاستقلال التام عن التبعية للولايات المتحدة، سوف يصطدمون بنموذج ايراني أو تركي جديد فى المنطقة . ينتج هذا الشعور عن الغطرسة التى يتمتع بها صانعى القرار فى اسرائيل، فى ظل عدم تفهمهم للعمق الثقافى العربي بشكل عام، والبوتقة المصرية التى قامت بتصدير هذه الثقافات الى جميع الدول المحيطة بها بشكل خاص.. أى أن العدو الصهيونى لا يؤمن بأن الشعب المصرى بكل طوائفه ومؤسساته وقواه السياسية والاقتصادية، وبما يتمتع به من تعددية أيدولوجية وثقافية وفكرية، سوف ينجح فى انتاج نموذجا مصريا خالصا.. قادرا على قيادة المنطقة بأكملها خلال المرحلة المقبلة .
لم تهتم اسرائيل، فى حقيقة الأمر، بالثورات التى اندلعت فى عدة دول عربية مثل تونس، واليمن، وليبيا (مع اعتبار أن سوريا لها وضع خاص) وصبت تركيزها فى الاونة الأخيرة على الثورة المصرية لعدة عوامل منها حجم السكان، والموقع الجغرافى، والثقل السياسى...وغيرها .
ولكن يبدو أن ما يحدث الأن فى اسرائيل لا يقتصر فقط على التركيز على الثورة المصرية، وانما هى حالة من "الفضول" لمعرفة ما يجرى فى مصر، بعد أن تحولت الثورة من الميادين المفتوحة، الى المكاتب المغلقة، ونتيجة أيضا لحالة الصمت السياسى والعسكرى التى تهيمن الأن على الادارة المصرية .
بل نستطيع أن نستنتج أن حالة الفضول قد تطورت الى حالة من "الغليان السياسى" فى اسرائيل، بدأت شظياته تتطاير مع اعلان تل أبيب أنها سوف تلجأ الى محكمة العدل الدولية لمقاضاة مصر واتهامها بمحاولة التلاعب فى اتفاقية مبرمة بين الطرفين (فى اشارة الى اتفاقية تصدير الغاز الطبيعى)، وأيضا بالتزامن مع التحركات العسكرية الاسرائيلية على الحدود المصرية التى تبعث بالقلق .
وضح هذا الغليان على المستوى الشعبى عندما طالب بعض المتطرفون الجيش الاسرائيلى بحرق مصر (على حد تعبيرهم) اذا قامت بالفعل بفتح معبر رفح، وصولا الى المستوى السياسى حين دعى بعض أعضاء الكنيست الى الغاء معاهدة السلام الموقعة بين الطرفين، واعادة احتلال سيناء .
لم يقف تلويح الساسة الاسرائيليين بالحرب عند هذا الحد، بل وصل الأمر ذروته حين صرح نتنياهو نفسه الى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أن اسرائيل لن تتحلى بالصبر الى ما لا نهاية، وأنها قد تلجأ الى حلول "دراماتيكية" إذا اقتضت الضرورة منها إعادة احتلال سيناء وخلال أيام قليلة إذا لم تتوصل الحكومة الأمريكية إلي‮ ‬حل‮ ‬يعيد الأمور إلي‮ ‬نصابها‮.‬
ولكن أرى أنه لا داعى للقلق، وأن صانعى القرار الاسرائيليين قد لجأوا الى سياسة التلويح بالحرب فقط، دون الاقدام عليها، لأنهم يدركون جيدا أنه ليس من السهل الدخول فى اختبار للقوة مع مصر، وفى هذا التوقيت بالذات، بل أن كل هذه التصريحات هى فقط "بالونات اختبار" فى انتظار ردة الفعل التى قد تصدر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى أكاد أن أجزم أنه لن ينساق خلف هذه التصريحات التى تهدف بالأساس الى جر مصر الى الفوضى، وأنه سوف يكتفى بالمراقبة لما يحدث، مع المحافظة على اتزانه فى اتخاذ القرارات، خاصة تلك المرتبطة ارتباطا وثيقا بأمن مصر القومى .



#أحمد_أبودوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الدبلوماسية والجاسوسية..خط رفيع!!
- المجلس العسكرى...والجماعة!!
- حوار مع الجماعة
- مؤتمر الحوار الوطنى...أم مؤتمر للحزب الوطنى؟!!
- الجمهورية الخامسة..أم الجمهورية الثانية؟!!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبودوح - اسرائيل تلعب بالنار