أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - الوسطية والسمسرة ... قوالبٌ لتجميل الكذب














المزيد.....

الوسطية والسمسرة ... قوالبٌ لتجميل الكذب


قاسم محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على هامش التوأمة الوظيفية


عندما يقول المرء أنه مع تمويل "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" فهذا يعني (أقله في اللغة السياسية) أنه يدعم مسيرها ومسارها, ولكن, ما أن يخرج هذا الكلام على لسان الرئيس نجيب ميقاتي عليك أن تكون حذراً!
فنجيب ميقاتي يتعاطى الشأن السياسي على النحو الأتي:
إن كان خطابه مؤلف من صفحتين أعطى الأولى لفريق معين والثانية للفريق المنافس فيكتب الأول ما يروقه والثاني كذلك وما عليه سوى القراءة ... والتلعثم.
نحن ننأى بنفسنا عن البيان الرئاسي "الكوني" لإدانة العنف في سوريا, لكننا, نثني على الموقف التاريخي للملك عبد الله بن عبد العزيز, نوافق على القرارات "الحكيمة" لجامعة الدول العربية التي أُقرّت بالإجماع في القاهرة, لكننا, نصدر بيان رفضها من بيروت, ملتزمون بالمحكمة الدولية التي أنشئت "مبدئياً" لإحقاق الحق, لكننا, لن نسلمها المتهمين حتى وإن تجّول أحدهم على دراجة نارية قرب السرايا الحكومي, ملتزمون بالشرعية الدولية والقرارات المنبثقة عنها, لكننا, لا نطبقها بكافة مندرجاتها حرصاً على السلم الأهلي والعيش المشترك, نحن مع ضبط الأمن وفرض الإستقرار وتشجيع السّياح وتهدئة المواطن, لكننا, لن نعلق على خطف الأستونيين ولا على إطلاق سراحهم وكذلك "قـظـان" الرويس وعبوة أنطلياس وإستهداف اليونيفل ومقالة "التايم"!

تكثر الأمثلة وتطول الشواهد ولا من وصف ينصف دولته سوى ذكرى "مانوشار غوربانيفار" (وهو أحد السماسرة الإيرانيين الذي كان عراباً لصفقة السلاح الأمريكية – الإسرائيلية – الإيرانية) الذي قالت عنه صحيفة "نيورك تايمز" بأنه تعرض لإمتحان أمام جهاز كشف الكذب فتبّين أنه لم يقل الحقيقة إلا جواباً على إسمه!

القاسم المشترك بين السمسرة والوسطية هو الكذب, بل أن السمسرة والوسطية والكذب يخرجان من رحم واحد, فلا يُعقل أن تكون سمساراً ناجحاً دون أن تشرب الكذب مع الحليب, وكذلك هي الحال مع الوسطية وتحديداً الوسطية السياسية, فحينما يكون الشرخ عامودي والإختلاف جوهري عميق وتقول بأنك وسطي فهذا يعني في ما يعني أن ذلك فـيـلٌ ضخم يزن طنين ونصف ولكنه قد يطير إن أحسن إستخدام خرطومه!

"وسطيٌ" خاض المعركة الإنتخابية تحت عناوين سياسية تشكل طرفاً حاداً من طرفي النزاع القائم, وقف إلى يمين سعد الحريري يوم إعلان اللائحة في طرابلس - يقول المتابع- مصفقاً بحرارة عند كل كلمة همس بها "الشاب المعشوق", لم يعترض على مواقف سياسية من "الوزن الثقيل" ولم يصدر بياناً لينأى بنفسه أوليذكرنا بوسطيته, جلّ ما إجترحته وسطيته –يضيف المتابع- تمثل بقراءة واقعية لميزان الربح والخسارة أدرك على اثرها إستحالة دخول البرلمان بعيداً من "المحدلة" الحريرية.

وعليه, فإن الوسطية المزعومة لا تشكل حلاً بقدر ما تكون مشكلة قائمة بحد ذاتها, وهي مشكلة تتفاقم في وضع محموم كالوضع اللبناني, فلا يمكنك أن تجمع بين الشيئ ونقيضه, أن تكون مع العدالة وضدها مع الدولة وضدها مع حرية الشعوب وضدها أن تحمل قلماً تكتب فيه باليمنى وتمحي ما كتبته باليسرى (كما قال الرئيس السنيورة في جلسة الثقة), ... لا يمكنك أن تركب بحراً هائجاً بلا مركب ولا أشرعة ولا حتى ... سترة نجاة!

أن تكون سمساراً فهذا يعني أنك تُروج لصفقة معينة أدرجت في ركابها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بهدف إنجاحها, أما أن تكون وسطياً (على الطريقة الميقاتية) فذاك يعني أنك إجترحت وسيلة تنقّض من خلالها على الغاية وبالتالي لم تعد الغاية تبرر الوسيلة بل العكس هو الصحيح, ويبقى أن الكذب ملح الحالتين!

ختاماً, يستحيل على أي سياسي أن يبني مشروعه من دون قضية أو أن يستمربالمراوغة دون تسجيل موقف أو خارطة طريق, وعليه, أن يسرق ميقاتي السلطة في لحظة ضعف معينة لا يعني مطلقاً أنه قادرٌ على ملئ الهوة وسد الفراغ خاصة وأن سياسة الخطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف لن تؤتي أُكلها على الساحة السياسية ولن تُصرف أصواتاً في صناديق الإقتراع بل ستتحول جحيماً تحرق صاحبها وتُضعف عرشه السليب!



#قاسم_محمد_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نائبٌ -شاب- عن الأمة !
- الشعوب الثائرة ... وبداية التاريخ
- السنّية السياسية ... واللمسة الحريرية
- رؤوس أينعت وحان قطافها
- حزب الله ... كُل ما جنّ فرحلو
- الإعتدال والممانعة ... واجهةٌ لقمع الشعوب
- دمشق تشترط لإستقبال رئيس وزراء قطر ... إسكات الجزيرة وإعتذار ...
- بثينة شعبان ... المقاومة ضد منّ ؟
- الشعب يريد إسقاط السلاح ... كل السلاح
- نقد الهزيمة ... والعودة إلى صفوف الجماهير
- سيُصفق الجميع لسوريا حتى تحمّر أيديهم
- سوريا تحفر للحريري وحزب الله معاً
- سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان
- منير الحافي ... شخصيةٌ لامست القلوب والعقول
- لبنان ... ولعبة الأمم
- حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة
- الصهيونية والتطّرف ... وجهان لعملة واحدة
- على هامش التوأمة الوظيفية ... إيران وإسرائيل ... أكثر من مصا ...
- ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي
- محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت


المزيد.....




- تواصل معه سرّا دون معرفة ترامب.. هل تسبب نتنياهو بإقالة مايك ...
- السفير الصيني لدى الولايات المتحدة: واشنطن لن تتمكن من ترهيب ...
- الأمن اللبناني يمهل -حماس- يومين لتسليمه 4 أشخاص استهدفوا إس ...
- -اللواء- اللبنانية: السلطات السورية تفرج عن أمين عام الجبهة ...
- مصر.. شاب يقتل شقيقته بوحشية ويمثل بجثمانها 
- محافظ السويداء السورية: الاتفاق الموقع لا يزال ساريا وتعديلا ...
- حماس: ندين العدوان الإسرائيلي الغاشم على سوريا ولبنان
- قديروف: إحباط محاولة تسلل أفراد القوات الأوكرانية إلى أراضي ...
- السودان يتهم كينيا بالتدخل في شؤونه والتصرف كدولة مارقة
- إسفنجة المطبخ قد تحتوي على بكتيريا أكثر من مقعد المرحاض


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - الوسطية والسمسرة ... قوالبٌ لتجميل الكذب