أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - نقد الهزيمة ... والعودة إلى صفوف الجماهير














المزيد.....

نقد الهزيمة ... والعودة إلى صفوف الجماهير


قاسم محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حضر في وعي تيار المستقبل بعد الإستشارات النيانية الأخيرة سؤال واحد: لماذا الخيانة ؟ وغاب أخر: لماذا الهزيمة ؟

ليست الهزيمة صدفة, فتيار المستقبل ومنذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط وهو يتعرض لحملة شرسة ويتلقى في صدره الضربة تلو الأخرى ما جعله يتداعى تحت ضربات مهلكة أنهكت جسده فأرغمته على ترك بعض الأولويات وتوجيه البوصلة حصراً نحو الهدف والعنوان السياسي العريض وهو بناء الدولة والمؤسسات القوية والقادرة والعادلة, هذا الإستنزاف السياسي المتواصل والتنازلات المتتالية خلق حالة تململ وركود شعبي واسع ضمن القاعدة الكبرى لهذا التيار حتى أن العبارات المذهبية والتحريضية ما عادت فاعلة بالشكل المطلوب, فجسور التفاهم بين القيادة والقاعدة بُنيت على سيول هادرة من العواطف الجياشة أبان إغتيال الرئيس الحريري وبالتالي فإن هذه السيول دخلت حسابات المد والجزر كونها لا تملك قاعدة ثابتة وراسخة, ولذلك, لا بد من التأسيس عليها وإعداد الكوادر الحزبية في مراحل حساسة تتطلب رباطة جأش وسيطرة على الخطاب المنفلت, ولا بد أيضاً من سعي متواصل لتحقيق نهضة شاملة على كافة المستويات بدءاً من القمة مروراً بالخطاب السياسي وصولاً إلى القاعدة الشعبية الكبرى مع ضرورة التواضع من قبل القيادات وتلمّس آلام الفقراء في مجتمعنا والعودة إلى قلوب الجماهير الأوفياء الذين قدموا طوال سنوات خلت كل ما يملكون في سبيل هذه القضية الوطنية وهذا المد الشعبي الهائل ما شكل بطبيعة الحال صاعقة ترددت أصدائها في العديد من الدول والمحافل.

صحيح أن سعد الحريري, الخارج من خيانة بعض الحلفاء والطعنات المتتالية التي لامست الإغتيال السياسي, كان يقاتل من أجل إستمرارية الدولة ومؤسساتها, ولكن الصحيح أيضاً أن القاعدة الموالية لسعد الحريري غير مهيأة لمغامرة غير محسوبة قد تضيّع كل شيئ في ظل غضب شعبي متصاعد نتيجة غياب غير مبرر عن إحتياجاتهم المعيشية وحرمانهم المزمن, فرغم أن إغتيال الرئيس الحريري شكل الشرارة الأساسية لإنطلاق ثورة الأرز, إلا أن الجميع يدرك بأنها ثورة متكاملة من كل جوانبها, ثورة إنتفضت على كل شيئ رافضة هذا الواقع التهميشي في كافة المجالات الوطنية, فشكلت هذه الثورة بالنسبة لهم نافذة الأمل نحو الحرية والسيادة والعيش الكريم, وبالتالي فإن تيار المستقبل يختلف إختلافاً جذرياً عن كافة الأحزاب والقوى السياسية في لبنان لإن ولادته العفوية والهائلة في لحظة سياسية معينة رتبت عليه مسؤليات جمة لضبط حالة الإنهيار بعدما لامس حيّز القمة أبان إغتيال الرئيس الحريري, ولهذا فإن القيادة مدعوة اليوم إلى نقد ذاتي بناء والذهاب إلى صفوف المعارضة لكسب المزيد من الوقت والهدوء تمهيداً لرسم خارطة الطريق نحو مشروع متكامل يجمع بين السياسة الواضحة والمطالب الشعبية المتنوعة لخلق ديمومة حزبية ترتكز إلى أساسات ثابتة, وتؤرخ لمرحلة سياسية زاهرة.

سعد الحريري مُطالب اليوم برسم سياسة إقتصادية وتنموية شاملة لتحسين الخيارات وإيجاد فرص العمل للشباب, ووقف التدهور الإجتماعي المقلق, والحد من تفاقم مشكلة الفقر المتقع, وهو مُطالبٌ أيضاً بأن يلبس خوذة العمل التي لبسها رفيق الحريري وأن يخرج لتدشين المصانع المتنوعة, والمعاهد الدراسية, والجامعات المتميزة, والمشاريع العملاقة من البقاع إلى الشمال مروراً بكافة المناطق الوفية مُحاطاً بأبنائها المخلصين ممن وجدوا فيه قائداً وزعيماً وحُلم.

يا دولة الرئيس, خسرت معركة تآمر فيها العالم بأسره ضدك وأصابتك خناجر الغدر في خاصرتك من كل حدب وصوب وشعرت بالخيانة والغبن تماماً كما شعر أحبائك وإخوانك, يا دولة الرئيس, إن كل ما حدث لا يتعدى كونه صاعقة عابرة في سماء زرقاء صافية, وإن أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم, عُد إلى صفوف الجماهير من الأن لنرص الصفوف ونبني المستقبل ونحقق سوياً حُلم الشباب وحُلم الوطن.



#قاسم_محمد_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيُصفق الجميع لسوريا حتى تحمّر أيديهم
- سوريا تحفر للحريري وحزب الله معاً
- سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان
- منير الحافي ... شخصيةٌ لامست القلوب والعقول
- لبنان ... ولعبة الأمم
- حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة
- الصهيونية والتطّرف ... وجهان لعملة واحدة
- على هامش التوأمة الوظيفية ... إيران وإسرائيل ... أكثر من مصا ...
- ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي
- محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت


المزيد.....




- 47 قتيلا في غزة بينهم مدير مستشفى وأفراد من عائلته بنيران إس ...
- الغارديان: إسرائيل استخدمت قنبلة زِنتها 500 رطل لقصف مقهى بغ ...
- غرق عبارة تقل 65 شخصا قبالة جزيرة بالي الإندونيسية
- مصدران أمريكيان: إيران جهزت ألغاما بحرية تحسبا لإغلاق مضيق ه ...
- حتى لا يغضب ترامب.. نتنياهو يقبل بهدنة تعزز سلطته وتمكنه من ...
- تحفيز الدماغ كهربائيا.. حل لمن يواجه صعوبة في تعلم الرياضيات ...
- كولومبيا تضبط لأول مرة غواصة مسيّرة عن بعد لتهريب المخدرات
- البنتاغون يؤكد استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ب ...
- بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، - ...
- يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس مع عصابة أبو الشب ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - نقد الهزيمة ... والعودة إلى صفوف الجماهير