عبد الحسين سلمان
باحث
(Abdul Hussein Salman Ati)
الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 21:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الزميل حسقيل قوجمان
الصراع الطبقي و قضايا أخرى - 2
Cannot be ill, cannot be good. If ill,
MACBETH: 1.3....و ما من حقيقي ألا الذي ليس حقيقي... مكبث 1.3
حاولت في الجزء الاول عرض مراحل تطور كلمة ( الصراع الطبقي ) من وجهة ماركسية نقدية , وكيف أن ماركس بين في بؤس الفلسفة 1847 , ليس مبدأ صراع الطبقات تضمناً لجدلية السيد و العبد بل (( نقيضها)). وأكدنا على أن صراع الطبقات هو في شكل (( ظاهرة)) أو في (( المظهر الخارجي)) لتناقض مختلف و (( أكثر عمقآ )) بين القوى المنتجة من جهة و علاقات الانتاج من جهة ثانية .
و كذالك أتضح أن هذه الألفاظ الثنائية :الحر و العبد , الاقطاعي و القن...الخ, تستعمل بمثابة استعارات Metaphors , بدليل أن ماركس ذكر خمس طبقات في كتابه: لويس بونابرت...1852 و سبع في الحرب الاهلية في فرنسا ..1871 و اربع في البيان الشيوعي.
والنتيجة هي الزميل يغرد في عالم ليس له علاقة بمفهوم ماركس للصراع الطبقي (( اذا اخذنا قانون الصراع الطبقي على سبيل المثال نفهم من اسمه انه صراع يجري بين طبقات مختلفة...)) و ((...قد يقول البعض ان الصراع الطبقي نظرية وليس قانونا. وهذا مجرد خلط بين القانون والنظرية.)).
أن الصراع الطبقي : هو مبدأ شبة ماورائي وفي نفس الوقت هو تحديد لحقل من الظواهر يتكفل علم التاريخ بتحليلها و تتكفل الممارسة التاريخية بترجمتها الى مفاهيم.
قضية : قانون فناء الضدين
كتب الزميل بتاريخ 20-10-2009 مقالا بعنوان: ملاحظة حول قانون فناء الضدين
وارجو المعذرة لطول الاقتباس لانه يوضح الفكرة تماما.
يقول ((...هنا نأتي الى النقاش الدائر حول قانون فناء الضدين. النقاش يدور حول تسمية ما يحصل في واقع النظام الراسمالي. فليس هناك انسان واحد مالك لقواه العقلية لا يرى ان الازمة تؤدي الى الاضرار والخسائر والخراب والدمار لكلا طرفي المجتمع الراسمالي، الطبقة الراسمالية من جهة والطبقة العاملة وسائر الكادحين من الجهة الاخرى. ولكن النقاش كله يدور حول تسمية ما يحصل. سماها كارل ماركس وانجلز "هلاك كلا الطبقتين المتصارعتين". وسماها حسقيل قوجمان "قانون فناء الضدين". والاشخاص الذين يعترضون على تسمية كارل ماركس او على تسمية حسقيل قوجمان من حقهم ان يعترضوا. ولكن اعتراضهم لا يمكن ان يكون على ما يجري في المجتمع. ان اعتراضهم مقصور على تسمية ما يجري في المجتمع. فليطلقوا على ما يحصل في المجتمع ما يريدون من الاسماء. ولكن تعددت الاسماء والازمة واحدة! فما يحصل في المجتمع هو دائما نفس الشيء، هو ما نراه من افلاس ودمار في الجانب الراسمالي من المجتمع وعناء وشقاء في الجانب الكادح من المجتمع. ما يحدث دائما هو هلاك الطبقتين المتناقضتين او فناء الضدين.
عزيزي القارئ. انا فعلا اطلقت على ما يحدث في الازمات اسم قانون فناء الضدين واطلقت هذا الاسم للتعبير عن الحدث الموضوعي الذي يحدث في المجتمع بصورة حتمية نتيجة فعل القوانين الديالكتيكية في حركة المجتمع الراسمالي نتيجة لكل ازمة اقتصادية او مالية. ومن حق كل انسان ان يعبر عن ذلك بتسميته له. وكل هذه الاسماء هي تعبير ذاتي عن نفس الحدث الموضوعي المحتم الحدوث وفقا لحركة المجتمع الديالكتيكية. فقانون فناء الضدين، او هلاك الطبقتين او مصائب المجموعتين المكونتين للمجتمع هو قانون وهو قانون قائم في المجتمع مهما اختلف انعكاسه في ادمغة البشر واختلاف هذه الانعكاسات. نعم هناك قانون فناء الضدين لانه يعبر عن الازمة وما يرافقها من هلاك، فناء، خراب، دمار، خسارة، ضياع، انهيار او غير ذلك من الاسماء لكلا الطبقتين المكونتين للمجتمع.)) أنتهى.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189780
يعتقد الزميل هنا ازمة النظام الراسمالي الان تؤدي الى دمار لكلا طرفي المجتمع الراسمالي...
بداية هناك التباس كبير , حول جملة ("هلاك كلا الطبقتين المتصارعتين".)
يذكر النص الألماني van de strijdende klassen. ... الطبقات المتصارعة
http://www.marxists.org/nederlands/marx-engels/1848/manifest/manif1.htm
والنص الانكليزي the contending classes..... الطبقات المتصارعة
http://www.gutenberg.org/catalog/world/readfile?fk_files=1441328&pageno=2
والنص العربي كما جاء في ترجمة الياس شاهين..دار التقدم ..موسكو..47-48..... الطبقتين المتصارعتين .
وهذا له دلالة مهمة
أن ماركس الشاب 29 سنة لم يكن قد بدأ بدراسة المجتمع الرأسمالي, وكما ذكرنا في الجزء الاول : أن الالفاظ الثنائيه : الحر و العبد , الاقطاعي و القن...الخ, هذه الألفاظ تستعمل بمثابة استعارات Metaphors ,وهي تحمل بصمات الإرث الجدلي الهيجلي, أضف الى ذالك ان البيان الشيوعي هو بيان دعائي وليس دراسة تحليلية .
ما فعل الزميل : أستبدل "هلاك كلا الطبقتين المتصارعتين...ب "قانون فناء الضدين".
يعني : دمار كلا الطبقتين المتصارعتين يساوي "قانون فناء الضدين".
والله عجيبة : ماركس يقول (الطبقات المتصارعة) و حسقيل قوجمان يقول (الطبقتين المتصارعتين) .
هذا أولآ و ثانيآ : هل هناك من ضرورة لهذا ألاستبدال؟
أذا كان ماركس يقول على فرض : دمار كلا الطبقتين المتصارعتين , اليس هذا واضحا للقارئ.
في مقالة الزميل حسقيل : تعقيقب على التعليقات بخصوص مقالي الاخير
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=271894
علق البروفيسور د. حسين علوان حسين , ما يلي:
((مصطلحكم فناء الضدين رائع و هو أدق من مصطلح نفي النفي المترجم)) .
نحن الان ورطة.
أولآ : لم يعلق حسقيل ابدا على تعقيب الدكتور , و ترك القراء في حيصآ بيصآ, لم يقلْ حسقيلاً هل هذا صحيحآ أم خطئآ.؟
ثانيآ: و ما زادَ الطين بِله ما ذكره الزميل فؤاد النمري في مقاله (القانون العام للحركة في الطبيعة (الديالكتيك)
http://www.ahewar.org/m.asp?ac=1&st=2&r=60&i=1781&fAdd=
يقول (وفي المادة الثالثة، والتي تقول بنفي النفي، فغالباً ما يساء تفسيرها فيعتقد الكثيرون حتى من بعض أنصاف الماركسيين أن صراع النقيضين لا بدّ أن ينتهي بنفي أحدهما للآخر دون أن ينتفي هو نفسه ليدخل منتصراً في المرحلة التالية! مثل هذا المعتقد يجر صاحبه إلى متاهة لا خروج منها ويقع في إشكال لا حلّ له، مثلما وقع أحد كتبة البورجوازية الوضيعة وسخر من عبارة "فناء النقيضين" دون أن يعلم أنه إنما يسخر من جهالته. واقع الحال أن النقيضين ينتهيان فلا يدخلان في المرحلة التالية.))
يدخلنا هذا النص في ورطة جديدة: وهي نحن نواجه الان ثلاثة مصطلحات
فناء الضدين , نفي النفي , صراع النقيضين
أذا ((... (فناء الضدين : قوجمان) هو (نفي النفي) وهو( صراع النقيضين : النمري)...))
عندما سئلنا البرفيسور د. حسين علوان حسين أن يترجم لنا (فناء الضدين ), أجاب مشكورا ما يلي:
ترجمة مصطلح فناء الضدين
1. بالأنكليزية (sublation)
2. بالألمانية (Aufheben )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=271894
لكن كلمة Aufheben ..هي من مفردات هيجل و لا تنفع معها الترجمة الحرفية , وهي تعني عند هيجل : الغاء للمحدد النهائي.. و تعني تداخل interact بين الاطروحات thesis و antithesis .
أذا أتفقنا (لأنه لم يرد على تعليق د. حسين علوان حسين), على أن حسقيلاً يؤيد أن قانونه (فناء الضدين): هو (نفي النفي ) و هو (صراع النقيضين ) , نقول بكل أسفآ أن حسقيلاً لم يأتِ بجديدٍ.
معلوم تماما أن ماركس و أنجلز تحدثا عن ثلاثة (( قوانين)) للديالكتيك وهي:
الانتقال من الكم الى الكيف , و نفي النفي و وحدة الاضداد.
أما لينين لم يحتفظ , عند تأويله للديالكتيك في ( الدفاتر الفلسفية) ألا بمبدأ أساسي واحد, و أنتهى الحديث مذ ذاك عن ((قانون)).
وكذالك سار (ماو) على خطى لينين في مؤلفه ( حول التناقفض).
لكن أستبعد ستالين قانون نفي النفي في مؤلفه (( المادية الديالكتيكية و المادية التاريخية -1938 .
وهذا يقودنا الى الجزء الثالث من ورقتنا والي ستتناول ستالين و الستالينية.
#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)
Abdul_Hussein_Salman_Ati#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟