أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد زكريا توفيق - هل الحجاب وتغطية الشعر فرض؟















المزيد.....

هل الحجاب وتغطية الشعر فرض؟


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 18:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا ردي على أحد القراء بخصوص فرضية الحجاب.

عزيزى المهندس أيمن,
تحياتي , وبعد
فقد وصلتني رسالتك البريدية بشأن فرضية الحجاب وإليك رأي بعض المفكرين ومنهم المستشار سعيد العشماوي بخصوص هذا الموضوع:

أولا، آية الحجاب:
الحجاب فى اللغة تعني الساتر. والآية القرآنية الكريمة التى وردت عن حجاب النساء تتعلق بزوجات النبي وحدهن وتعني وضع ساتر بينهن وبين المؤمنين. "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه, ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فإنتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن(أي نساء النبي) متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ... "إلى آخر الآية. (الأحزاب)

هذه الآية تتضمن ثلاثة أحكام:
1- تصرف المؤمنين عندما يدعون إلى طعام عند النبي.
2- وضع ساتر بين زوجات النبي والمؤمنين.
3- عدم زواج المؤمنين بزوجات النبي بعد وفاته.

ثانيا، آية الخمار:
"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن" (النور).

النساء كن يغطين رؤوسهن بالأخمرة، ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقى أعلى الصدر مكشوفا. فأمرت الآية بإسدال الخمار لتغطية الصدر العاري، (تفسير القرطبى).

لوكان الشعر هو المقصود بالستر لذكر مع الصدر. القرآن الكريم لا يترك الأمور المهمة للحدس والتخمين، لكنه دقيق فى التعبير، الدليل على ذلك الآيات التى تخص المواريث.

أما بالنسبة للجزء الخاص ب "...يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، فقد اختلف الفقهاء فى بيان ما ظهر من الزينة. وهو اختلاف بين فقهاء. أى آراء بشر قالوا بها فى ظروف عصورهم وليس حكما واضحا قاطعا.

من ذلك أن بعض الفقاء قالوا أن ما يظهر من الزينة هو كحل العين وخضاب اليدين والخواتم والأقراط والحلي. فهل يعقل السماح بإظهار العيون المكحلة والخواتم والوجه وهي أكثر فتنة وإغراء. ولا يسمح بإظهار الشعر الذى يعتبره المتشددون إثما وعورة.

هل الفتنة فى الشعر وحده. وماذا عن الوجه والعيون والحواجب والأسنان والصوت ونتوءات الصدر والأرداف والقوام والشباب ولون البشرة إلى آخره.

ثالثا، آية الجلاليب:
"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن جلاليبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" (الأحزاب).

سبب نزول الآية أن الأعرابيات كن يقضين حاجاتهن فى العراء. وكان بعض الفجار يتعرضون للمؤمنات على مظنة أنهن من الجواري، أو من غير العفيفات.

فشكون للرسول(ص) ومن ثم نزلت آية لتضع فارقا وتمييزا بين الحرائر من المؤمنات، وبين الإماء وغير العفيفات. وهو إدناء المؤمنات لجلاليبهن حتى يعرفن فلا يؤذين بالقول من فاجر.

كان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة قد أدنت جلبابها عليها, ضربها بالدرة محافظة على زي الحرائر (تفسير القرطبى). القاعدة فى علم أصول الفقه أن الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما.

إن وجدت العلة وجد الحكم، وإذا انتفت العلة انتفى الحكم. وحيث أنه لا توجد إماء اليوم، فلا يكون الحكم واجب التطبيق شرعا.

رابعا، حديث النبي(ص):
روي حديثان عن النبي(ص)، يستند إليهما فى فرض غطاء الرأس. روي عن عائشة عن النبي أنه قال: "لا يحل لإمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر إذا عركت أن تظهر إلا وجهها ويديها إلى هنا"، وقبض على نصف الذراع.

وروي عن أبي داود عن عائشة، إن أسماء بنت أبى بكر دخلت على النبى(ص) فقال لها: "يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يرى فيها إلا هذا" وأشار إلى وجهه وكفيه.

هذان الحديثان من أحاديث الآحاد, وليست من الأحاديث المجمع عليها، مثل الأحاديث المتواترة والأحاديث المشهورة. أحاديث الآحاد المنقولة من شخص عن شخص عن شخص، فى سلسلة نقل أحادية, هي أحاديث تؤخذ للإسترشاد والإستئناس. لكنها لا تنشئ ولا تلغي حكما شرعيا.

كما أنه هناك تناقض بين الحديثين. أحدهما يقول بأن النبي قبض على نصف الذراع, والآخر يقول بإظهار الكفين. الحديث الأول جاء بصيغة الحلال والحرام (لا يحل).

بينما الحديث الثاني يأتي بصيغة الصلاح (لم يصح)، أى من الأفضل والأصلح. كما أن الذين ينادون بالنقاب لا يؤمنون بصحة هذين الحديثين.

الحديث الذى يقول " إذا عركت المرأة,..." رواه أبو داود فى سننه, ولم يرد لا فى صحيح البخاري ولا فى صحيح مسلم، ولا فى مسند إبن حنبل، ولا فى سنن النسائى، ولا فى سنن إبن ماجه. وهى كتب الأحاديث المعتمدة والمعتبرة صحاحا.

يعتبر هذا الحديث ضعيفا، لأن أبا داود قال عنه أنه مرسل. خالد بن دريك الذى رواه عن عائشة لم يدركها(أى ولد بعد وفاتها)، فكيف يكون قد روى عنها, لذلك فالحديث واضح أنه موضوع، لا يصلح الاحتجاج به.

كما أن الحديثين لم يذكرهما البخارى فى صحيحه. وقد كانت أمام البخاري ست مئة ألف حديث (600000)، رفضها جميعا لأنه وجدها أحاديث ملفقة. لم ينتقي منها سوى أربعة آلاف حديث أو أقل.

كان الصحابة يأمرون بعدم تسجيل وكتابة الأحاديث، خوفا من أن يفتن بها المسلمون وينصرفون عن القرآن. كثرت الأحاديث الملفقة بسبب المنازعات السياسية والخلاف بين الفرق الدينية والزنادقة واليهود، الذين أرادوا بها أن يفسدوا الناس ودينهم والإبقاء على عاداتهم القبلية.

قال حماد بن زيد "وضعت الزنادقة على رسول الله (ص) أربعة عشر ألف حديث".

لذلك فإن شعر المرأة، وكذلك شعر الرجل، لا يعتبر عورة فى المفهوم الديني الصحيح. الزي والملبس من شئون الحياة، تتشكل وفقا للعرف السائد، وتتحدد طبقا للتقاليد، ولا تتصل بالدين أو الشريعة, إلا فى ضرورة أن تلتزم المرأة والرجل بالإحتشام والتعفف والتطهر.

شعر المراة ليس عورة، والذى يقول بغير ذلك يفرض من عنده ما لم يفرضه الدين، ويغير ويبدل من أحكام الدين.

الدين يسر لا عسر, والغلو فى الدين مهلك "إياكم والغلو فى الدين..." هذا رأيي الشخصي. والقرآن الكريم يشجعنا على التفكر والتذكر وإعمال العقل فى كل آية من ثمانية من آيات القرآن الكريم.

فلا يجب الانقياد وراء فتاوي عمرها آلاف السنين خوفا من الخطأ. القاعدة هي: للمجتهد المصيب أجران، وللمخطئ أجر إجتهاده.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هرش مخ وتسالي صيام
- هل الإنسان أصله سمكة؟ 2
- هل الإنسان أصله سمكة؟
- الثورة المصرية والجمعة الحزينة
- قصص وحكايات من عالم الأحياء (5) - عالم النمل
- الثورة المصرية إلى أين؟
- الدستور أولا إذا أردنا بناء دولة مدنية
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (15)
- كيف نكون حكومة جديدة عصرية؟
- كيف نشكل لجنة وضع الدستور المصري الجديد
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (14)
- مآثر المسلمين واسهاماتهم في علم الفلك
- ماذا تعرف عن اللاشئ؟
- نحو دستور جديد خالي من المادة الثانية
- بعد ثورة اللوتس، هل هناك أمل في التحرر من السلطة الدينية؟
- ثورة اللوتس المصرية
- الفلسفة النفعية
- شوبنهور فيلسوف التشاؤم
- مشكلة الأقباط وحادث الإسكندرية
- نيتشة والرجل السوبرمان


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد زكريا توفيق - هل الحجاب وتغطية الشعر فرض؟