أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصص وحكايات من زمن جميل فات (14)















المزيد.....

قصص وحكايات من زمن جميل فات (14)


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 15:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كنت ألعب على الرصيف وقت الغروب. جاء والدي عائدا إلى البيت، فجريت نحوه أسأله: هل صحيح يا والدي الملك نزل من على كرسي العرش؟ أجاب مبتسما: نعم، نزل من على كرسي العرش وجلس على الأرض.

منذ شهور وأنا أسمع صدى الأخبار في الراديو. الناس تتجمع لسماع الأخبار الخاصة بتغيير الوزارات المتلاحقة باهتمام بالغ. ولمدة أيام عديدة، كنت أسمع، ولأول مرة، عبارات مثل أزمة نادي الضباط واللواء محمد نجيب والضباط الأحرار، وأنا في هذه السن، لا أفهم ماذا يدور في هذا البلد.

بعد ذلك، كان راديو دكان البقالة أمام منزلنا يذيع كل ليلة بعد نشرة الأخبار الأخيرة أغنية أم كلثوم من شعر حافظ إبراهيم: "مصر تتحدث عن نفسها" حتي حفظتها من كثرة تكرارها. خصوصا مقطعها الأخير الذي يناسب كل ثورة، وخصوصا ثورة 25 يناير العظيمة، الذي يقول:

قد وعدت العلا بكل أبي، من رجالي فانجزوا اليوم وعدي

وارفعوا دولتي على العلم والأخلاق، فالعلم وحده ليس يجدي

نحن نجتاز موقفاً تعثر الآراء، فيه وعثرة الرأي تردي

فقفوا فيه وقفة حزم، وارسوا جانبيه بعزمة المستعد

سعيد الوزيري كان زميلي في المدرسة الإبتدائية بمدينة فاقوس. يسكن بالقرب من منزلنا في منزل قديم أرضي، مع والدته ووالده وأخويه الكبار. يعمل والده في محل الصباغ التجاري.

في يومين أو ثلاثة من كل أسبوع، يأخذ والده، وكان نحيفا عجوزا، بقجته ويفرشها في الأسواق المجاورة لكي يبيع ما فيها من بضاعة تلزم الفلاحين.

الأخ الأكبر متزوج، كان يعمل مع والده في دكان الصباغ. يسكن مستقلا هو وزوجته، ثم استأجر محل خردوات في الشارع الرئيسي أمام محل الباشا بائع الطرابيش.

الأخ الثاني كان يكبرنا أيضا، يدرس في مدرسة المعلمين المتوسطة لكي يصبح مدرس ابتدائي. الأم كانت سيدة كبيرة السن ممتلئة القوام. كريمة جدا، وكلما كنت أزور ابنها في منزلها، كانت لا تبخل علينا بما عندها من أكل أو حلويات.

كان معنا في المدرسة تلميذا من الكفور أو النجوع القريبة من مدينة فاقوس. لا أذكر اسمه الآن. ظل يرجونا ويلح في الرجاء لكي نزوره في بلدته. وبعد أن أخذنا الإذن من ذوينا، قررنا أن نذهب يوم خميس بعد انتهاء الدراسة، لكي نزور صديقنا ونعود عصر يوم الجمعة التالي.

لم يكن صديقنا موجودا معنا يوم السفر، لكنه كان قد ترك لنا العنوان ووصف دقيق لما يجب أن نفعله: اطلبا من كمساري الأوتوبيس أن ينزلكما عند شجرة الجميز الكبيرة التي في الطريق أمام بلدة الرمادنة. هناك سوف تجدون من ينتظركما ويصطحبكما باقي الطريق.

أخذنا الأوتوبيس من الموقف بمدينة فاقوس المتوجه إلى مدينة التل الكبير. لم يكن الإنجليز قد غادروا مصر في ذلك الوقت، وكانوا يعسكرون بقواتهم في منطقة التل الكبير.

عند شجرة الجميز، طلبنا النزول وفقا للتعليمات الدقيقة. كان الجو رائعا بعد المطر الخفيف. الأرض مبتلة وأوراق الشجر على جانبي الطريق والنباتات في الحقول مغسولة بماء المطر. فبدت خضراء لامعة تعكس شمس العصاري الذهبة.

تلفتنا يمينا ويسارا، فلم نجد سوى حمارين حصاويين مربوطين بجزع شجرة الجميز. أين الرجل المرافق؟ لا أحد. الطريق الذي تمر عليه العربات ترابي ضيق. لا عربات تمر ولا مارة.

سماء زرقاء صافية يشوبها قليل من الغمام الأبيض الناصع الذي تصبغ وجنتيه حمرة أرجوانية بديعة. حمام يطير حول أبراج بيضاء عالية كأنه يرقص باليه وقت الأصيل. أبو فصادة ومالك الحزين (أبو قردان) بريشه الأبيض الناصع وأرجله الصفراء المشربة بالحمرة يبحث عن وجبة غذاء سهلة.

العصافير تطير حولنا تحاول أن تستشف سبب وجودنا في هذا المكان الذي لم يتغير منذ آلاف السنين. السكون مطبق تكاد تسمع أصوات الشهيق والزفير وأنت تتنفس، وصوت الهواء وهو يدخل أذنيك. لا يقطع الصمت سوى نهيق حمار هنا أو صوت كلب هناك، أو صوت فلاح ينادي آخر من بعيد.

بعد فترة غير قصيرة، ظهر لنا فلاح شاب فجأة كأنه جاء من تحت الأرض، يلبس جلبابا أزرق وطاقية بيضاء ويمسك عصا رفيعة قصيرة بيده. عندما رآنا هرول مسرعنا نحونا مرحبا. لا مؤاخذة لما تأخرتم قلت أروح أقضي مصلحة وأرجع تاني.

الحمار الحصاوي تجده أبيض اللون، أعلى وأغلى، وصحته أحسن من باقي الحمير. يشبه المرسيدس أو "بي إم دبليو" في عالم الحمير. يستخدم عادة في الركوب وفي إنجاب البغال. الحمار بصفة عامة، أليف من جنس الحصان. لكنه أصغر حجما، وأقصر ذيلا وأطول أذنين.

أنثى الحمار تسمى أتانا والصغير يسمى جحشا. الحمار هو إله الخمر عند اليونانيين: ديونيسوس. يتمتع بالصبر والجلد وحدة السمع، ويحفظ الطرقات الوعرة من أول مرة. ذكي جدا حذر حميم لعوب يتعلم بسهولة. وصفه بأنه غبي وصف غير صحيح بالمرة.

هو شعار الحزب الديموقراطي الأمريكي. كتب عنه توفيق الحكيم كتاب "حمار الحكيم". يوجد منه 44 مليونا منها 11 مليون في الصين وحدها. جاء في شعر الفرذدق حيث يهجو جرير:
وإنا لنضرب رأس كل قبيلة، وأباك خلف إتانه يتقمل.

تزاوج الحمار الذكر مع الحصان الإنثى ينتج عنه البغل. وإذا عكسنا ينتج النغل بالنون. مشكلة البغل أنه لا يستطيع الانجاب. السبب بيولوجي بحت. خلية الحصان بها 64 كروموزوم تحمل الصفات الوراثية، وخلية الحمار بها 62 كروموزوم. خلايا البغل أو النغل الجنسية غير قادرة على الإنقسام وتكوين الجنين.

الإنسان له 23 كروموزوم والشمبانزي له 24 كروموزوم. أحد كروزومات الإنسان عبارة عن 2 كروموزوم ملتحمان مع بعضهما. هذا يوضح التقارب الشديد بيننا وبين قرود الشمبانزي. لاحظ هنا إن التقارب في صفات الكائنات المختلفة يعتمد، على التقارب في عدد الكروموزومات بينها.

من القصص المعروفة عن الحمار:
جاء الجار إلى جحا يستعير حماره، لأن حمار الجار مريض. فاعتذر جحا بكون الحمار في الغيط. في ذلك الوقت، نهق حمار جحا من داخل الدار. فقال الجار، هذا هو حمارك يا جحا. كيف تنكره؟ فقال جحا: سبحان الله. أتكذبني وتصدق الحمار.

قصة أخرى: اتفق الأسد والثعلب والحمار أن يقوموا بالصيد سويا وتقسيم الغنائم فيما بينهم بالعدل. قام الأسد بصيد غزال. فطلب من الحمار القسمة بينهم حسب الاتفاق. قام الحمار بالقسمة بالتساوي على أتم وجه وأحسن ما يكون.

غضب الأسد وهجم على الحمار ومزقه إربا. ثم قال للثعب قم أنت بالقسمة بدلا من هذا البائس. جمع الثعلب لحم الحمار والغزال ووضعهما في كومة واحدة. ثم وضع في كومة أخري زيل الحمار. وقال للأسد: اختر أنت يا مولاي. تبسم الأسد وقال للثعلب: من علمك فنون القسمة العادلة. رد الثعلب على الفور: الحمار يا مولاي.

قصة رابعة: كان هناك رجل يعبر الحدود بصفة مستمرة بحمار وصندوق ملئ بالقش. كل مرة يشك فيه موظف الجمرك ويقوم بتفتيشه وتفتيش الصندوق. لكنه لا يجد معه شيئا، فيسمح له بالعبور. بعد عدة سنين، تقاعد موظف الجمرك وترك وظيفته.

أثناء سيره في الطريق، قابل مصادفة الرجل صاحب الحمار والصندوق. فخاطبه متسائلا: أنا عارف أنك تقوم بتهريب شئ ما عبر الحدود. فهل لك أن تخبرني ماذا كنت تقوم بتهريبة، وأعدك أنني لن أخبر أحدا بذلك. أجاب الرجل ببساطة: الحمير.

ركبنا أنا وسعيد الوزيري الحمارين، وكانا مجهزين ببرادع جديدة مزركشة، تبدو عليهما علامات الصحة وحسن التغذية. سارا الحماران واحدا خلف الآخر بين الحقول على حافة قنوات الري الضيقة حيث لا توجد سكة أو معالم واضحة، مسافة طويلة.

اختفى من خلفنا كل أثر للطريق الترابي الذي تسير فيه العربات. ومرافقنا يطمئننا أننا اقتربنا من الوصول، ويسلينا بحديث ممل لإضاعة الوقت لا أذكر منه شيئا الآن.

فجأة بدأت تظهر معالم القرية. مئذنة صغيرة وأبراج حمام ثم بيوت الفلاحين المعروشة بحطب القطن والذرة وقش الأرز. القرية على ما أذكر كان اسمها الرمادنة.

لا تقع قرية الرمادنة على طريق تسير عليه العربات. معزولة من كل الجهات عن العمران. لا توجد بها كهرباء ولا مياة جارية ولا مرافق من أي نوع. جزيرة رملية وسط الحقول الخضراء.

ربما يرجع اسم الرمادنة إلى قبيلة الرمادنة التي سكنت هذه المنطقة منذ قديم الزمن. فرع الرمادنة جاء من قبيلة القرارشة، نسبة إلى قريش. وهي قبيلة عربية استوطنت بلاد الطور في زمن مبكر جدا، وتحالفت مع قبيلة الصوالحة أقدم القبائل العربية استيطانا في جنوب سيناء. هناك قرى كثيرة في الشرقية سميت على اسماء القبائل العربية التي سكنتها. منها: السماعنة، السماكين، الحجاجية، الصوالح، إلخ.

في هذه البقعة، أنت معزول عن العمران والحضارة الحديثة تماما. لا تستطيع أن تصلك عربة إسعاف أو مطافي أو بوليس. المريض يؤخذ على حمار مسنودا من الجانبين إلى أن يصل إلى أقرب اسبتالية (مستشفى) في البندر.

في أغلب الأحيان، يكون السر الإلهي قد خرج قبل الوصول بمدة طويلة. عندما تسمع أن أبو محمد ودوه الاسبتالية، هذه أخبار موش ولابد. تعني أن واجب العزاء قريب بعد يوم أو إثنين.

كيف يحفظ الأمن في مثل هذه المناطق المعزولة؟ وكيف تفض المنازعات؟ عن طريق مجالس حق العرب. يحسم الأمر بالرجوع إلى الشرع في معظم الأحيان وخصوصا في مسائل الزواج والطلاق والحلال والحرام، ثم إلى العرف.

القاضي أو شيخ القبيلة يكون عادة رجل مشهود له بحسن السلوك كبير السن يرتضي الجميع بحكمه. يحكم غالبا بالدية في حالات القتل الخطأ وإتلاف المحاصيل. السرقة عقوبتها طرد اللص من القرية والتبرؤ منه.

لمعرفة السارق، يجلس المشتبه فيهم أمام شيخ القبيلة. يقوم الشيخ بحمي طاسة من الحديد في النار حتى تحمر. يطلب من كل متهم فتح فمه وإخراج لسانه.

ثم يقوم بوضع الطاسة المحمية على لسان المتهم. إذا كان بريئا، لن تصيبه النار. وإذا كان مذنبا، احترق لسانه وصرخ من شدة الألم. الطاسة تسمى عند قبائل سينا "البشعة".

هناك تفسير علمي للبشعة. المعروف أن اللص يكون مضطربا وفي حالة نفسية سيئة. بذلك ينشف ريقه ويجف حلقه. ومن ثم يحترق لسانه عند اقتراب البشعة منه.

أما البرئ، فيكون لسانه مبللا بسوائل الفم التي تعمل كحاجز وتحميه من الإحتراق. المعروف أن اليد المبللة بعد غمرها بالماء تستطيع أن تلمس الجمر أو حتى الرصاص المنصهر دون أي أذى.

وصلنا إلى بيت صديقنا وسط القرية، فوجدناه في انتظارنا. قابلنا بحفاوة، وطلب منا أن نلقي السلام على والده. وجدناه مريضا فاقد البصر جالسا على حصيرة في غرفة مقابلة لغرفة الضيافة.

ألقينا عليه السلام، رد التحية بصوت جهوري مثل الأسد الجريح، وأخذ يوجه كلامه إلى صديقي سعيد الوزيري ويسأله عن والده. فقد كان يعرفه ويشتري منه مايلزمه عندما ينزل إلى البندر. لا شئ يذل الإنسان مثل المرض.

عدنا إلى الحجرة المقابلة، فوجدنا طبقا من العسل الأسود وطبق بلح مجفف وطبق سمسم. طلب منا صديقنا أن نأكل. عندما شاهد ترددنا، بدأ هو الأكل، وأخذ بلحة بين أنامله وغطها في العسل، ثم رشها بالسمسم ووضعها في فمه. ضحكنا وقمنا بمحاكاته.

عندما غربت الشمس وأرخى الظلام سدوله، خرجنا لكي نذهب إلى المضيفة على بعد خطوات قليلة من منزل صديقنا. شاهدنا شوارع القرية الضيقة والحقول الممتدة، مع آخر ضوء تركته لنا شمس المغيب. هبات النسيم المنعش تداعب وجوهنا بين الفينة والأخرى.

بدأ البدر يشرق في الأفق البعيد. فبدا كقرص ناصع البياض. يشبهه ابن الرومي في شعره الرائع برقاق الخبز في استدارته:
إن أنس لا أنس خبازا مررت به، يدحو الرقاق كلمح العين بالبصر.
ما بين رؤيتها في كفه كرة، وبين رؤيتها قوراء كالقمر.

وعندما يكون هلالا، يطل علينا كابتسامة رقيقة. جاء في شعر ابن المعتز:
انظر إليه كزورق من فضة، قد أثقلته حمولة من عنبر.

وصلنا أخيرا إلى المضيفة. وهي بيت ريفي مستقل بفناء ترابي واسع. يطل على الفناء من داخل الدار، مايشبه التراس. تصعد إليه بعدة درجات. مفروش بالحصر ومضاء بمصابيح الكيروسين.

ظللنا نلعب ونجري هنا وهناك في ضوء مصابيح الكيروسين الخافته المختلط بضوء البدر الذي بدأ يعلو في سماء القرية. عند آذان العشاء، ذهبنا للصلاة في جامع صغير بالقرب منا.

عند عودتنا، وجدنا حوش المضيفة مفروش بالحصر وموضوع عليها عدة طبالي (جمع طبلية). أربعة أو خمسة لا أذكر. وبدأت الرجال تأتي بعد صلاة العشاء حاملة ما تستطيع من مختلف أنواع الأكل.

هذا يأتي بحلة محشي وفرخة محمرة. وذلك بحلة ملوخية وحلة أرز مطبوخ. وآخر بطاجن سمك مطبوخ بالصلصة. وغيره بصينية رز باللبن وعيش مخبوز. وفاكهة وخضراوات طازجة وكل ما ينتجه الريف من خير وبركة.

يضع كل منهم ما معه من أكل على الطبالي المفروشة بورق الجرائد أو بمفارش قطنية. يجلس الجميع على الحصر للأكل ومعهم أولادهم الصغار.

جلسنا معهم لتناول العشاء. وبعد العشاء تناولنا الحلويات مع الشاي وتناول الكبار القهوة. بعد ذلك، واصلنا اللعب كعادتنا، وواصل الكبار الحديث عن أمورهم الخاصة ومشاكل الزرع والحصاد والفلاحة.

كانوا جلهم فلاحين لا يعرفون مهنة غير الفلاحة. علمت من صديقنا أن أهالي القرية يفعلون هذا، كل يوم خميس. وهي فرصتهم الوحيدة للتجمع والسمر ومناقشة مشاكلهم.

لا يشترط أن تأتي بالطعام لكي تشاركهم العشاء. فليقدم كل منهم ما يجود به من عطاء، وليأخذ كل منهم ما يحتاجه من غذاء. قمة الإشتراكية التي تتحدث عنها الكتب.

قضينا ليلتنا مع صديقنا الرمادي. وفي الصباح تناولنا الفطار ثم ذهبنا للغيط. رأيت مساحات كبيرة مزروعة بالطماطم تركت لتفسد. وعندما سألته عن السبب. أخبرنا بأنهم وجدوا أن تكلفة نقل ثمار الطماطم أكبر من ثم المحصول. فقرروا تركها كسماد للأرض.

وقت العصر، أخذنا الحمارين الحصاوي والمرافق. وعدنا أدراجنا. انتظرنا الأوتوبيس عند شجرة الجميز ليعود بنا إلى بلدتنا فاقوس. بعد رحلة ممتعة ليس من الصعب نسيانها.

بعد حصول سعيد الوزيري صديقي ورفيقي في هذه الرحلة على شهادة الإعدادية، تطوع في الجيش لكي يصبح جاويشا. وظل يسأل عني ويزورني كلما نزل في أجازة.

أخبرني في أحد المرات أنه متواجد في منطقة نخل بوسط سيناء. ثم تزوج وجاء مع زوجته لكي يزورنا في بيت العائلة بالزقازيق قبل حرب 67 مباشرة.

بعد الحرب انقطعت أخباره ولم أعد أسمع عنه شيئا. وبينما كنت أبحث في كتبي، وجدت كتاب كليلة ودمنة مكتوبا عليه إهداء من سعيد الوزيري لي بخط يده.

تذكرته والأيام الجميلة التي قضيناها معا ونحن أطفال، عندما كنا نذهب سويا إلى السينما. فكم كانت سعادتنا برؤية أفلام أنور وجدي وليلى مراد. وبكيت ثم بكيت. فليرحم الله شهداءنا برحمته الواسعة.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآثر المسلمين واسهاماتهم في علم الفلك
- ماذا تعرف عن اللاشئ؟
- نحو دستور جديد خالي من المادة الثانية
- بعد ثورة اللوتس، هل هناك أمل في التحرر من السلطة الدينية؟
- ثورة اللوتس المصرية
- الفلسفة النفعية
- شوبنهور فيلسوف التشاؤم
- مشكلة الأقباط وحادث الإسكندرية
- نيتشة والرجل السوبرمان
- كارل ماركس
- حتى لا نكون رعايا وعبيد لحاكم مستبد
- قصص وحكايات من عالم الأحياء 04 - عالم النحل
- جرب فكري ودعارة خلقية
- عدم اليقين في العلوم الحديثة
- جان بول سارتر والفلسفة الوجودية
- سيجموند فرويد والتحليل النفسي 1
- قصص وحكايات من عالم الأحياء 03
- الديموقراطية والحالة المصرية
- فولتير رائد من رواد فلسفة التنوير فى القرن الثامن عشر
- قصص وحكايات من عالم الأحياء – 02


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصص وحكايات من زمن جميل فات (14)