أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد زكريا توفيق - الديموقراطية والحالة المصرية














المزيد.....

الديموقراطية والحالة المصرية


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 22:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كنت أظن أن مصر لا تستحق رجالا مثل الدكتور البرادعي، إلى أن قرأت مقولة توماس بين:" يقول جون آدمز، أينما توجد الحرية يكون وطني. وأنا أقول: لا، بل أينما تغيب الحرية يكون وطني". هذا يجعل وجود رجالات مصر المخلصين في هذا الوقت بالذات، واجب وطني وضرورة ورحمة من الباري في هذه الأيام العصيبة التي تغيب فيها شمس الحرية والديموقراطية.

يقول توماس بين أيضا: "الإنسان يولد وله حقوق طبيعية. لكن هذه الحقوق قد سلبت منه عن طريق السلطة الحاكمة والسلطة الدينية. الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية قامتا لإرجاع هذه الحقوق لأصحابها. "

ويقول اللورد البريطاني "أكتون" فى نهاية القرن التاسع عشر: " السلطة مُفسدة, والسلطة المطلقة فساد مطلق. والرجال العظام غالبا ما يكونون رجالا سيئين". ولعله أراد أن يقول: الرجال العظام غالبا مايكونون رجالا مجرمين. السلطة تفسد الصالح وتجذب الطالح.

ويقول جان جاك روسو في كتابه العقد الإجتماعي:"السلطة العليا في أي دولة، هي سلطة المجتمع، أو روح الجماعة. وهي التي تجعل المجتمع الديموقراطي أمرا ممكنا. طاعة القانون، وليست طاعة الطاغي، هي التي تحرر الإنسان من العبودية. الدولة تصبح ديموقاطية متى حكمتها القوانين. أما إذا كان الحاكم هو الذي يضع القوانين وينفذها، فليست هناك ديموقراطية أو دولة. بل طاغية وعبيد."

ويقول جان جاك روسو أيضا: "الدين لهداية البشر. لا حاجة بنا إلى أن نعلق أهمية كبرى على الفروق بين المذاهب والشيع التي تمزق الأديان. كل الأديان خير، إذا حسّنت السلوك وغذت الرجاء. من السخف أن نفترض أن أصحاب العقائد والأديان الأخرى، سوف يحكم عليهم بالهلاك. لو حكم رجال أحد الأديان على الباقي بالكفر والعقاب الأبدي، لكان إله هذا الدين أظلم الطغاة وأقساهم."

ويقول مونتسكيو: "القدر ليس قوة ميتافيزيقية. إنما هو محصلة عدة عوامل. لماذا سقطت روما؟ لأنها تحولت من جمهورية إلى دكتاتورية. الدول الديموقراطية تتوزع داخلها السلطات وتتوازن. فصل السلطات مبدأ هام وضروري."

ويقول أيضا: "الدكتاتورية تدمر الحرية وتشل نشاط المواطنين. هذا يؤدي بمرور الزمن إلى انتشار الخنوع والخمول والذل بين الجماهير. ويجعل الفقراء عالة على الدولة، ويضعف الأخلاق بسبب سوء توزيع الثروة وانتشار الفسق والفجور. وتسبب الدكتاتورية والاستبداد فساد رجال الإدارة وزيادة الضرائب، وهجر المزارع والحقول. وهي أيضا تستنزف الحيوية العسكرية للدولة وتجعل الجيش يسطر على الحكومة المدنية. ويصبح اهتمام الجيش، تنصيب الحكام وخلعهم، بدلا من حماية أمن البلاد. "

وكتب فولتير عن التسامح الديني: "كفى حرق الكتب, والإطاحة برؤوس الفلاسفة وإعدام الأبرياء بحجة أنهم يدينون بديانات مختلفة. هذا عار يجب أن يمحى. الإنسان يحب أن يتحرر من خرافات العصور الوسطى, ومن سلطة الحكومة الدينية. الإنسان يجب أن يحكم بالحجة والعقل."


وكتب أيضا وهو يبتهل إلى الله بالدعاء التالي: "إلهي, ألتجئ إليك يا خالق كل شئ, أن لا تجعل الكره والبغضاء بين البشر يستشري, بسبب الفروق التافهة بين طقوسنا أو ملابسنا أو قوانيننا, أو لغاتنا المختلفة أو عاداتنا المضحكة أو آرائنا الغبية أو مراكزنا الإجتماعية. هذه فروق تبدو عظيمة لنا بسبب جهلنا وغبائنا, لكنها متساوية وليست فروقا على الإطلاق بالنسبه لك. فاجعلهم يتذكرون دائما أنهم لا يزالون إخوة وأخوات".

أما نحن, فبعد أن تخلصنا من الحكم الملكى والاستعمار, وبعد ما يزيد على نصف قرن من الزمان, نصل إلى سُلطة مكدسة فى يد فرد واحد, وإلى نظام جمهوري ليس له علاقة بالجمهور, قد تحول إلى تكية أو أبعدية. وديموقراطية لا تنتمي إلى الديموقراطيات بصلة، ولا شئ فيها يتم إلا بتوجيهات السيد الرئيس. وأحزاب هي فى الواقع نوادي سياسية متآمرة مع السلطة المستبدة ومُخترقة منها. يرأسها رجال أعمال أو كهول يستميتون فى طلب السلطة بكل السبل حتى لو أدى هذا إلى إستخدام الأيدي والأرجل وإطلاق الرصاص وإشعال الحرائق داخل الحزب.

ورجال دين ودعاة جدد حاربوا العقل وشغلوا بالتراهات والمهاترات وحفظ الفروج وطمس ثلمة الأثداء، وآداب الحضرة وأصول الضرب بصنج الصوفية. تفقهوا في بول الرسول وإرضاع الكبير. وحرصوا على الدعاء لولاة الأمور بالتوفيق وطول العمر.

وهانحن نرى نتيجة إنتخابات مجلس الشعب 2010م. التي تعني، نفس الوجوه الصفراء الكالحة. نفس النظام ونفس الشلة. نفس المَلَل، ونفس الدواء الفاسد لعلاج نفس المرض العضال. حتى الأمل في التغيير السلمي لغد مشرق، بات من المحرمات ومن رابع المستحيلات. وعلينا أن ننتظر تشريف الوريث السعيد، القادم إلينا على جواده من بعيد. كشبح الموت، لا نستطيع منعه أوالهرب منه، كأنه أمر مقسوم وقدر محتوم.

لقد وصلنا إلى حالة فكرية بائسة. وأصبحنا نعيش فى وطن بلا دماغ. وأصبح المواطن منا كائن ممسوخ مرعوب من بطش الحاكم ومن سيطرة رجل الدين. هذا يستعبده جسمانيا وذاك يستعبده روحيا. لا يستطيع الفكاك أو التحرر من قيود الحاضر وثقافة الماضي. مكبل الفكر وغير قادر على الثورة. مواطن يعيش ثقافة ميتة فى رحلة تردي لا تعرف التوقف.

بعد أن كنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته، أصبحنا مهزلة للعالمين نعيش فى مجتمع يتجه إلى كارثة محققة. وإنتهينا إلى إفلاس فكري وحضاري ليس له مثيل. ليس أمامنا سوى مشروع جمعية وطنية من المخلصين، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, أو سفينة نوح من فكر جديد للتنوير والخلاص من مسلمات لا فكاك منها. حتى نستطيع أن نعيش كباقي شعوب الأرض بشئ ولو يسير من الكرامة والإباء. أعطني حريتي أطلق يديا، فهل من مجيب؟
[email protected]



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فولتير رائد من رواد فلسفة التنوير فى القرن الثامن عشر
- قصص وحكايات من عالم الأحياء – 02
- قصص وحكايات من عالم الأحياء - 01
- الإمام محمد عبده - رائد من رواد الإصلاح والنهضة المصرية الحد ...
- مونتسكيو وروح القوانين
- ملاحظات زائر لأرض الكنانة
- تداعيات نظرية التطور لداروين (4)
- تداعيات نظرية التطور لداروين (3)
- تداعيات نظرية التطور لداروين (2)
- تداعيات نظرية التطور لداروين (1)
- الفرق بين الكمبيوتر ومخ الإنسان
- خيارات الرئيس مبارك
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (13)
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (12)
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (11)
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (10)
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (9)
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (8)
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (7)
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (6)


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد زكريا توفيق - الديموقراطية والحالة المصرية