أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام صفاء الذهبي - الانتهازية تهدم قيم المجتمع السامية














المزيد.....

الانتهازية تهدم قيم المجتمع السامية


حسام صفاء الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المصالح الشخصية حين تكون هي العامل المؤثر لنشاط الإنسان وأساس تعامله وتكوين علاقاته والمحرك لسلوكياته ستعكس طبيعة ما يختلج في الذات من أمراض خطيرة سياسية او اجتماعية تكون لها اخطر الآثار السلبية التي تشكل نواة الانحراف في مسيرة المجتمع عامة ، لأنه لا سمح القدر وتمكنت هذه النفوس من امتلاك السطوة والسلطة بأي شكل من الأشكال ستتلاعب بمقدرات المجتمع وستنشر هذه الثقافة السلبية التي تعتمد النفعية والانتهازية التي باتت اليوم تعتبر من اخطر الأمراض الاجتماعية التي تنخر في جسد المجتمع وأساسه وتهدم قيمه السامية ومبادئه الراقية ..
وهذا المبدأ والأسلوب صرنا نعاني منه اشد المعاناة اليوم لأنه صار يستند إلى قوانين وضوابط وأطر أخذت تُشرّعن وتُنظّر وتُجمّل هذا الأسلوب بحيث يصبح الشخص انتهازيا شريفا في نظر البعض وهذا ما يفقد أفراد المجتمع قدرة التمييز بين الحقيقة والزيف وتضيع بذلك الحقائق ومقاييس الصفاء وتؤول الأمة إلى أشلاء متناثرة كيف لا وهي تعيش بين رموز وشخصيات تتخذ مواقف سياسية أو فكرية لا تؤمن بها بالأساس ولكنها تتبناها من اجل تحقيق مصالح فردية او حماية مصالح شخصية ضيقة بحسب تغير الظروف وهذا النوع من الشخصيات الانتهازية يتميز بقدرته على تزييف الحقائق ويؤدي دوره في الخداع والتضليل السياسي والديني والفكري في سبيل تحقيق مصالحه الذاتية وان أدى هذا الأسلوب للإضرار بالمصالح العامة للمجتمع والوطن ، ويسعى بكل قوة لتجميد قوة التفكر عند المجتمع وفبركة المفاهيم لخدمة أهدافه الضيقة في مقابل تزيين الواقع وزخرفته لإقناع الجماهير المسحوقة والمعذبة والتي أهينت كرامتها وكل مقدساتها فيبذل كل ما يمتلك من جهد في سبيل عدم ظهور الحقيقة واتضاحها ، وفي اغلب الأحيان يكون هؤلاء الانتهازيون من الشخصيات التي ينجذب إليها اغلب المجتمع أو تتمتع بسلطة معينة تجعل الكثير يخضع لها ..
كما اننا اليوم نعيش تطبيقات ومصاديق واضحة للانتهازيين باختلاف التوجهات والغايات سواء كانت سياسية او دينية او غيرها وهذا ما لاحظناه بوضوح بعد احتلال العراق وسقوط نظام صدام حيث شاهدنا المؤسسة الدينية التقليدية وأبرز من يمثلها اليوم السيد السيستاني والتي كانت لا تؤمن بالتدخل في الشؤون السياسية ، شاهدنا تدخلها وبقوة في الشأن السياسي فأصبح بيدها حل وعقد أمور العراق وتدخلت بالصغيرة والكبيرة ولم تقتصر على الأمور الحسبية كما كانت تعتقد وتصرح ، فهل يعني هذا أنها صارت رافضة لفكرة المرجعية التقليدية الكلاسيكية الحسبية وتحولت الى مرجعية هادفة صالحة مؤثرة أو ان هذا هو أسلوب الانتهاز والوصولية والقفز على تضحيات المصلحين الذين كثيرا ما وقفت بوجههم هذه المرجعية الحسبية ..
وإلا لو كان الأمر خلاف هذا الشيء لرأينا المواقف مبدئية ثابتة لأن المصلح والمرجع الهادف شجاع موضوعي ثابت على مبادئه ولا يبني حياته على شقاء وآلام الآخرين بل يضحي بسعادته من أجل تحقيق المصلحة العامة كما كان منهج المرجع المرحوم محمد باقر الصدر الذي عانى ما عانى من سلبية مواقف المرجعية التقليدية لأنه كان يرى سعادته في سعادة الآخرين لا يقبل الظلم والقهر وكان ناقدا متحركا سلاحه الحقيقة حيث كرس كل حياته للكشف عنها وإظهارها للناس ..
فإذا برز وسيطر الانتهازي على المجتمع واستطاع خداعه فكريا وسياسيا بأفكاره المشوهة عندها ستحل المصيبة لأنه في هذه الحالة سيلعب دورا مهما وبكل حرية سواء في المؤسسات الدينية او السياسية او الثقافية والإعلامية أو غيرها لأنه سيكون له دورا في توجيه القرار المؤثر في المجتمع وبالتالي فان الانتهازي ليس له موقف صريح وواضح لأن مواقفه وآراءه لا تنبع من معتقداته بل من مصالحه المتسارعة والمتقلبة فهو يقول اليوم ما ينقضه غدا ويقول إذا ما تخلى عنه بعد غد وهو لا يطرح آراءه بشكل نظرية متكاملة بل بشكل مواقف آنية كما انه لا يمتلك أي شيء يمكن ان يقدمه للمجتمع ولا يمكن أن يكون عاملا إيجابيا في مرحلة من المراحل ولا يطرح نفسه كنظام بديل لأي شيء وإن كان يطرح نفسه كرمز من الرموز ومن أسباب ذلك عدم اهتمامه بتنظيم المجتمع بل بتحقق مصالح أنانية خاصة ..
وعليه فكل فئات المجتمع من شعراء وكتّاب ومثقفين تقع على عاتقهم مسؤولية التنبيه على مثل هذه الأخطار وتحديد شخصياتها والابتعاد عن العموميات التي لا يفقهها عامة الناس وضرورة ابتعاد المثقفين عن استعمال أقلامهم للمديح والثناء على رموز الانتهازية سياسيا ودينيا وفكريا وان يتعود المثقف على التعاطي مع هذه المسائل بكل شجاعة وان يتعلم تقبل مبدأ الرأي والنقد الذاتي لأن ذلك يعود على المجتمع بالخير والشعور بالثقة في الحياة



#حسام_صفاء_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحم الله العراق .. خذل الله أعدائه
- السيد السيستاني بين مطرقة البغدادي وسندان الحيدري
- ظاهرة تزوير الشهادات العلمية في العراق
- عناصر وأساسيات تغيير المواقف
- التكافل الاجتماعي لخدمة المحتاجين أم السياسيين؟؟
- امتناع المرجعية عن استقبال المسؤولين بين الواقعية والإعلام
- إيران تدعو بغداد للوقوف مع دمشق ماليا .. استخفاف أم وصاية ؟؟
- المؤسسة الدينية في العراق بين الانتهازية والإصلاح
- العراق بين قواعد اقتصادية إيرانية وأخرى عسكرية أمريكية
- اتفاقية التمديد بين المكاسب والأضرار
- الفدرالية مطلب شعبي أم مطلب أمريكي؟؟
- الإعلام بين النقد البناء وسياسة التبرير والإخفاء
- الاستغفال أشد علينا من الانفصال
- ثروات تسرق وسكوت مطبق
- العراقيون بين مطرقة التجميد وسندان التذويب
- الإحباط السني هل يبرر الانفصال؟؟
- الشعب العراقي بين التخيير والتسيير ..


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام صفاء الذهبي - الانتهازية تهدم قيم المجتمع السامية