أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - عن ايلول والدور الوظيفي للتمويل الخارجي















المزيد.....

عن ايلول والدور الوظيفي للتمويل الخارجي


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 17:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


التهديدات الأمريكية وإلى حد ما الأوروبية لقيادة السلطة الوطنية والخاصة بوقف المساعدات المالية إذا ما أصرت الأخيرة على خيار التوجه إلى الأمم المتحدة ، يكشف مرة أخرى الدور الوظيفي للتمويل الخارجي .
لقد بدأ التمويل للسلطة الوطنية بعد تأسيسها عام 94 وبدأت مؤتمرات المانحين تعقد اجتماعاتها بصورة مستمرة ومنتظمة بهدف ضمان سريان التمويل الدولي للسلطة سواءً من أجل تغطية نفقاتها الجارية بما في ذلك رواتب الموظفين أو فيما يتعلق بتنفيذ بعض المشاريع الاستثمارية العديدة التي نفذت بالوطن .
لم يكن غريباً مساندة إسرائيل لتلك الجهود التمويلية ، حيث كانت تخفف من أعباء الاحتلال وتدفع فاتورته بدلاً من قيام المجتمع الدولي بتحميل اسرائيل المسؤولية السياسية والقانونية وبالتالي المالية جراء ما تلحقه من أضرار بحق شعبنا وبنيته التحتية ومؤسساته ، خاصة إذا أدركنا ان التقهقر التنموي والاقتصادي كان يكمن سببه الرئيسي بالعقبات الاحتلالية سواءً عبر الحواجز العديدة والمكثفة المنتشرة بالضفة أو عبر نظام الكنتونات بالوطن بما في ذلك حصار قطاع غزة .
ولأن الدول المانحة لم تستطع الضغط على حكومة الاحتلال لتعويض شعبنا عن الخسائر سواءً الصغيرة منها عبر الإجراءات البيروقراطية اليومية أو الكبيرة الناتجة عن حصار أو عدوان كما تم في غزة في نهاية عام 2008 – بداية عام 2009 ،فإنها قامت بعقد العديد من المؤتمرات التمويلية تعهدت بها بدعم السلطة وبإعادة اعمار قطاع غزة إلا أن تلك الوعودات لم تترجم إلى برامج عملية وبقيت قيد الوعود إلا انها عكست استمرار التزام المجتمع الدولي بتمويل السلطة مالياً، لأنه يدرك ان في ذلك مصلحة له ولحالة الاستقرار بالمنطقة ومساعدة لإسرائيل للخروج من أعباء المطالب الفلسطينية أو الدولية الرامية إلى تعويض شعبنا عن الخسائر ودفع فاتورة احتلاله وعدوانه على شعبنا .
لقد أريد للسلطة على خلفية توقيع اتفاق أوسلو ان تكون أداة لتوفير الأمن تحت حجة مكافحة الإرهاب ، وهي التجربة الفريدة والوحيدة بالتاريخ الذي يطلب الاحتلال من الشعب الذي يحتله القيام بحمايته ، إضافة إلى أدارة شؤون السكان على المستوى الخدماتي دون التنموي الانتاجي ، ضمن معادلة استلابية للتنمية وابقاء شعبنا رهينة للمساعدات الانسانية الاغاثية وفاقداً لدينامية الانتاج ، والمبادرة التنموية ، في ظل استمرار الاحتلال بقضم الأرض وتوسيع الاستيطان ومصادرة الأراضي وترسيخ نظام المعازل العنصري .
وعليه فإن تمويل السلطة له استحقاقات وظيفية محددة ، فإذا خرجت السلطة عن هذا الإطار المرسوم فإن سيف وقف التمويل يبدأ بالتسلط على رقابها ، وقد حدث ذلك عام 2002 تحت شعار ضرورة الإصلاح وبهدف سحب صلاحيات الرئيس عرفات الذي رفض عام 2000 مقترحات كامب ديفيد وقد حصل ايضا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على خلفية اتفاق مكة ابريل 2006 ، حيث تعرضت السلطة إلى أزمة مالية جراء عدم اعتراف المجتمع الدولي بهذه الحكومة ، حيث إصرار الرباعية الظالم على شروطها المعروفة .
ومن الملاحظ ان هناك ترابط ما بين حركة المساعدات المالية وبين الموقف الإسرائيلي ، فبالوقت الذي ترضى به إسرائيل على أداء السلطة تزداد عملية المساعدات المالية الدولية زخماً ، وبالوقت الذي ترفض إسرائيل أداء وتوجهات وسياسات السلطة فإن المجتمع الدولي يجمد المساعدات المالية ، أو يبدأ بالتهديد بايقافها .
لقد رفضت اسرائيل اتفاق المصالحة الوطنية الذي وقع بالقاهرة في 4/5/2011 ، وقام نتنياهو بتخيير الرئيس محمود عباس ما بين السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل ، وصحب ذلك موقفاً مماثلاً من قبل الرئيس الأمريكي أوباما الذي اعتبر اتفاق المصالحة عقبة كأداء في مسيرة السلام ، وتبعه تصريحات لوزيرة الخارجية كلنتون التي طالبت الرئيس عباس بتمزيق الاتفاق ، وقد روفق ذلك بتهديد إسرائيل بوقف تحويل عائدات الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة وفق اتفاق باريس " المقاصة " والتي تقدر قيمتها ب 60% من الموازنة الشهرية للسلطة .
اليوم وبسبب رفض إسرائيل لتوجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة بعد فشل مسار المفاوضات المباشرة في ظل إصرار نتنياهو على رفضه لمبدأ تجميد الاستيطان أو حتى مجرد الإقرار بحدود عام 67 اساساً للمفاوضات ، بل اشتراطه الاعتراف بمبدأ يهودية الدولة حيث اعتبر باراك ان التوجه للأمم المتحدة سيكون بمثابة تسونامي لإسرائيل ، قامت الولايات المتحدة على ضوء الرفض الإسرائيلي بتهديد قيادة السلطة بوقف المساعدات المالية ، ضمن علاقة عنوانها دعم الموقف الإسرائيلي بصورة دائمة وثابة وإستراتيجية وذلك على حساب حقوق شعبنا المقرة بالأمم المتحدة وهي حقوق غير قابلة للتصرف بفعل القانون الدولي .
لقد اختلفت الصورة الآن عن المشهد الذي رأيناه ابان انعقاد مؤتمر انابولس في نهاية عام 2008، حيث تبع ذلك عقد مؤتمر باريس الاقتصادي والذي خصص مبلغ 7.4 مليار دولار لدعم السلطة الوطنية والذي تبعه ايضاً سلسلة من المؤتمرات الاستثمارية التي عقدتها السلطة في كل من بيت لحم ونابلس بهدف جذب المستثمرين الأجانب والعرب لتنفيذ مشاريع استثمارية بالوطن ، رغم ان تلك الوعودات من الأموال الناتجة عن المؤتمرات لم تترجم بصورة كاملة إلا ان ذلك عكسا توجهاً واضحاً يربط بإحكام بين تمويل السلطة ومسارها السياسي فالعلاقة بين التمويل والسلطة تكون ايجابية وطردية إذا كان هناك رضى وارتياح لتوجه السلطة كما تم في انابولس وتبعه مؤتمر باريس الاقتصادي وتكون سلبية وعكسية إذا لم تنصاع السلطة للضغوط الاسرائيلية والأمريكية بهدف ثنيها عن التوجه للأمم المتحدة ، كما هو حاصل اليوم وفق التهديدات الأمريكية التي اسمعها السفير الامريكي في اسرائيل للسيد صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات مؤخراً.
أمام مشهد الابتزاز التمويلي فقد بتنا مطالبين وامام عنوانين من الصراع ستفرض نفسها إذا ما أصرت قيادة السلطة للتوجه للأمم المتحدة ، وهو توجه ومطلب محق وشرعي فإن تحقيق الوحدة الوطنية بات ضرورة ملحة ، كما الاتفاق على استراتيجية وطنية فلسطينية تأخذ بعين الاعتبار والمتغيرات الجديدة بعين الاعتبار خاصة الريع العربي وأهمية تعزيز العلاقة مع القوى العربية وكذلك التضامنية الدولية كبديل للرهان على الخيار الامريكي والمفاوضات مع الإسرائيليين ، كما ان قضية المقاومة الشعبية وفرض المقاطعة على إسرائيل تشكل أحد أدوات الكفاح الضرورية بالمرحلة الراهنة ، حيث يعكس التوجه الأمريكي بأننا سنكون امام تحديات ومعيقات جدية و هامة تتطلب وحدة الموقف والعمل على صياغة خطة تعزز التلاحم والصمود والاعتماد على الذات كبديل للتمويل الذي يستخدم وسيلة للابتزاز السياسي .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني بين التمكين والتحجيم
- احترام الكرامة والحرية مقياس مصداقية المصالحة الوطنية
- الماركسية وقضيتي الديمقراطية والحرية
- التضامن الشعبي الدولي دروس وعبر
- تأخر المصالحة والعامل الذاتي
- الثورات العربية والمجتمع المدني الفلسطيني
- الحرية والتحرر صنوان لا ينفصلان
- حول مخاطر وابعاد مقالة غولدستون
- المطار والميناء في بحر غزة خدعة اسرائيلية جديدة
- الشباب الفلسطيني بالاتجاه الصحيح
- مفهوم واهمية المواطنة بالأوضاع العربية الراهنة
- الوطنية والمواطنة الخيار البديل للتفتت والطائفية
- الناخب الأمريكي وعقابه للوعود الكاذبة
- في مضمون فكرة يهودية الدولة ذات الطابع العنصري
- البنك العربي واستخلاصاته الخاطئة
- قراءة في تداعيات خطوة البنك العربي في قطاع غزة
- بصدد مراجعة مشروع د. سلام فياض
- من اجل استثمار هبة القدس
- حتى لا يتم اسر الخيار الديمقراطي للأبد
- فى انتخابات النقابة اليسار يضيع الفرصة مرة أخرى


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - عن ايلول والدور الوظيفي للتمويل الخارجي