أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - البنك العربي واستخلاصاته الخاطئة














المزيد.....

البنك العربي واستخلاصاته الخاطئة


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2997 - 2010 / 5 / 6 - 19:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


البنك العربي واستخلاصاته الخاطئة
بعد الصدمة التي ألحقها البنك العربي في خطوته قبل ايام والتي أدت إلى الفصل الإجباري لثلاثة وسبعون موظفاً أقدم على خطوة اشد مفادها إغلاق فرعي البنك في كل من غزة وخانيونس والإبقاء على فرع الرمال فقط .
إن الخطوات التي اقدم عليها البنك العربي لا نجد أنها مبررة ، فإذا كان الهدف هو إعادة الهيكلية وتجاوز الخسائر كما يردد فيمكن تنفيذ تلك الخطوات بتراكم وتدرج دون أن يؤثر ذلك على أدوار البنك في خدمة الزبائن ودون أن يوحي بتدهور البيئة الاستثمارية بالقطاع الأمر الذي سينعكس سلباً على دور باقي البنوك ومؤسسات القطاع الخاص بصورة عامة .
صحيح أن هناك تراجع بالبيئة الاستثمارية والتنموية كما تفيد التقارير الاقتصادية الصادرة عن العديد من المنظمات المحلية والدولية ، من حيث إغلاق المصانع وتقليص عمل القطاعات الانتاجية الأخرى كالزراعة والخدمات والسياحة ، والبنية التحتية ، وكما يبرز من خلال ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بما لا يحقق الإرباح المطلوبة لصالح البنك وربما لغيره من البنوك الأخرى ولشركات القطاع الخاص .
ولكن الصحيح كذلك يؤكد على أهمية وجود دوراً اجتماعياً للبنك وعدم التخلي عن مسؤولياته في هذا المجال ، خاصة إذا أدركنا دور بعض البنوك المحلية في مجال تنفيذ المشاريع التنموية والتبرعات الخيرية لصالح الفقراء من الأطفال والمرضى وبما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتجاوز حالة التراجع والتدهور بالمعدلات الاقتصادية والاجتماعية بالقطاع .
وعليه فإن تدهور الأوضاع الاقتصادية بالقطاع لا يعطي المبرر للبنك العربي لهكذا خطوات حيث ستساهم في إضافة 100 شخص مع أسرهم وزجهم في دائرة البطالة علماً بأن معدلات الأسرة المتوسطة تتكون من خمسة أشخاص ، إضافة إلى تأثيراته السلبية في مجال وقف تقديم التسهيلات الاقراضية والائتمانية خاصة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي تعتبر هي السمة الأبرز لاقتصاد القطاع المبنى على المشاريع العائلية .
لقد حققت فروع قطاع غزة أرباحاً ملموسة لصالح البنك عندما كانت تتم العمليات المالية بالقطاع حيث كانت وزارة المالية والسلطة الفلسطينية تتواجد بصورة رئيسية بالقطاع ،كما شكلت أرباح قطاع غزة بين عامي 2000 -2006 أكثر من 25 % من أرباح البنك بالوطن ، الأمر الذي يستلزم القيام بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية من قبل البنك تجاه أبناء القطاع الذين يعانون من حصار ظالم غير شرعي ويشكل عقاباً جماعياً وفق القانون الدولي الإنساني.
أعتقد أن البنك العربي لم يحسن قراءة تفاعلات المحكمة التي لاحقته على خلفية تمويله لأحد المنظمات الخيرية التي اتهمت أي الأخيرة في دعم بعض العمليات العسكرية ، حيث تم ملاحقة البنك في محكمة في نيويورك بتهمة تمويل " الإرهاب " ، حيث أنه ورغم كسبه للقضية وخروجه منتصراً فقد أصابه الذعر من تلك المسألة وأراد أن ينأى بنفسه عن هذا التهمة عبر القيام بإجراء أداء إلى عقاب ذاته " أي البنك نفسه " كذلك عقاب الزبائن والاقتصاد والتنمية بالقطاع بصورة جماعية ، علماً بأن الاستخلاص الأفضل كان يكمن في الإبقاء على الموقف والصمود في وجه أية ضغوطات خارجية تحت حجج ومبررات تهدف إلى الحد من دور البنوك ومساهمتها بالعملية التنموية بالوطن ، وإذا تأكد قيام البنك بصفقة تفيد بإغلاق ملفاته أمام المحاكم الدولية مقابل إغلاق فروعه بالقطاع كما رددت بعض وسائل الإعلام ، وهذا ما لا نأمله ، فإن هذا يشكل الطامة الكبرى ، حيث تبرز استجابة البنك لهذا الابتزاز السياسي الذي سيؤدي إلى نتائج سلبية على اقتصاد القطاع ، وذلك بدلاً من اختيار مسار الصمود والمواجهة على أسس قانونية معززاً ذلك بانتصاره في محكمة نيويورك ونفي التهمة عنه.
لقد أحسنت سلطة النقد صنعاً في قرارها بفرض غرامات مالية باهظة على البنك نتيجة لقيامه بتلك الخطوات الدراميتكية والتي أدت إلى إرباك المؤسسة البنكية ، والمالية بالقطاع بصورة جادة وخلق حالة من عدم الشعور بالأمان والاستقرار لدى المودعين والزبائن وعزز من فكرة اعتبار قطاع غزة منطقة خطرة يجب ان تعتمد على المساعدات الاغاثية والإنسانية بدلاً من الدور التنموي والإنتاجي والذي تلعب به البنوك دوراً هاماً في تغذيته وتطويره .
ولكن خطوة سلطة النقد بحاجة إلى خطوات قانونية جادة من أجل عدم تكرار حالة البنك العربي وسحبها على البنوك الأخرى ، كما بات مطلوباً ليس العمل على إبقاء تلك البنوك مفتوحة بالأسواق المحلية بالقطاع ولكن من أجل تفعيل قرار سلطة النقد باقتطاع نسبة 30% من أرباح تلك البنوك باتجاه تنفيذ البرامج والتسهيلات الاقراضية والائتمانية وخاصة للفقراء الراغبين في تنفيذ المشاريع الريادية الصغيرة والمتوسطة .
جميعنا يشعر بالأسف وراء خطوات البنك العربي الأخيرة ، خاصة إذا أدركنا أن هذا البنك له سمعته وتاريخه الايجابي الذي نأمل أن يستمر بالحفاظ عليه .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في تداعيات خطوة البنك العربي في قطاع غزة
- بصدد مراجعة مشروع د. سلام فياض
- من اجل استثمار هبة القدس
- حتى لا يتم اسر الخيار الديمقراطي للأبد
- فى انتخابات النقابة اليسار يضيع الفرصة مرة أخرى
- التضامن الدولي حكومة ام مجتمع مدني
- في 25/1 - هل من حيدر جديد ؟؟ -
- الاتحاد الاوروبي تمويل ام ابتزاز
- برلمانيين بين السياسة والتموين
- نحو تفعيل المجلس التشريعي لصيانة الحريات العامة
- المجتمع المدني ومقومات النهوض
- السياسة الفلسطينية وفن إدارة الفوضى
- دور المنظمات الأهلية بالتنمية الشبابية
- نحو حلول خلاقة لتجاوز استعصاء المصالحة الفلسطينية
- تأنيث الفقر في فلسطين وآليات تجاوزه
- بعد خطابين حاديين ، هل من أفق جديد ؟؟
- المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون
- نحو اعادة احياء الفكرة التوحيدية الفلسطينية
- كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي
- خطوات ضرورية لخطاب جميل


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - البنك العربي واستخلاصاته الخاطئة