أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بعض جذور المأزق الكردي















المزيد.....

بعض جذور المأزق الكردي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين تحقيق الأماني القومية المُشتَركة لل " الشعوب " الكُردية في كُل من العراق وتركيا وسوريا وايران ، وبين الواقع العملي ... فرقٌ شاسع . فإضافةً الى التخّلف التأريخي الذي رزحتْ تحته هذه الشعوب لمدة طويلة ، أكثر من الشعوب المُجاورة مثل العرب والفُرس والتُرك .. فأن عوامل اُخرى ساعدتْ على حالة الخضوع والتشرذُم والضعف والإنقسام ... لعل أبرزها " في إعتقادي على الأقل " ، هو النَمط الإستثنائي الذي إنضوتْ من خلاله تحت راية الدين الاسلامي ، قبلَ 1400 سنة .. حيث ان العرب أصحاب الرسالة الجديدة ، إنطلقوا من بداوة صحراءهم القاحلة ، الى آفاقٍ رحبة شاسعة بواسطة هذا الدين .. كذلك الفرس والترك إستفادوا منه وإستغلوهُ لاحقاً بحذاقة ، لِمصالحهم .. إلا الكُرد ، الذين قّدموا الكثير للدين الجديد ، ولم يحصلوا على شئٍ يُذكَر .. حيث ان كُل الآخرين " إستخدموا " الكُرد في حروبهم وفتوحاتهم وحتى ساهموا في الإرتقاء بالفقه والأدب والعلوم العربية والاسلامية .. لكنهم بَقوا على الهامش ، ولم تبرز لديهم طموحات حقيقية لإقامة دولتهم الخاصة الكبيرة ، بل غلبَ عليهم طابع الإنقسام والتفتُت .. مِما سّهلَ على الآخرين ، تسخيرهم لتحقيق أهدافهم .. ولعّلَ من الشواهد الواضحة على ذلك ، هو إرتضاء الكُرد لأنفسهم ، ان يكونوا مُجّرد " منطقة عازلة " بين إمبراطوريتَين : الصفوية والعثمانية ، وطالما كانوا وقوداً للحروب التي جرتْ بين الطرفَين ، وطالما إقتتلَ الكُرد فيما بينهم ، فمنهم مَنْ كان يُوالي العثمانيين ومنهم من يُؤيد الصفويين ! . ونتيجة للتخلف الثقافي والمعرفي للشعوب الكردية ، وضُعف الحركات المُطالبة بحقوقهم ، فأن الخارطة الجديدة للشرق الاوسط التي اُستحدِثَتْ بعد الحرب العالمية الاولى ، قد أهملتْهم ولم تُنصِفهم ، وظلوا مُوّزَعين على اربعة دول : ايران وريثة الإمبراطورية الصفوية ، وتركيا وريثة الامبراطورية العثمانية ، والعراق وسوريا ، الدولتَين الجديدتَين بشكلهما الحالي . ومن نافلة القَول ان هذهِ الدُول ، حاولتْ جُهد الإمكان ، صهر الكُرد وإحتواءهم على مّر عقودٍ من الزمن ... ولكن بالمُقابل ، ومع وصول شرارات الثورات العالمية الى المنطقة ، وبداية تّشكُل الوعي القومي ، فأن الكرد نجحوا بدرجاتٍ مُتفاوتة ، في مقاومة تذويبهم في القوميات الاخرى . وقامتْ حركات تمرُد وثورات كردية مُسلحة ولا سيما في تركيا والعراق وايران .. لكنها لم تخلو خلال مسيرتها ، من سلبيات ما ورَثَتْه من المراحل الماضية ، خاصةً فيما يتعلق ، بالمعارك الداخلية .
أدناه بعض الملاحظات العامة :
- إضطرار مؤازري الثورة الكردية العراقية ، في بعض الفترات " والتي دامتْ أحياناً لسنين متواصلة " ، اللجوء الى دول الجوار ، ولا سيما ايران ، وبدرجة أقل سوريا ... وإستخدام هذه الدول ، للكُرد كورقة ضغط ضد الحكومة العراقية ، ومن اجل الحصول على مكاسب .. ولعلَ موقف شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي ، وتخليهِ عن دعم الثورة الكردية في 1975 ، في تلك الصفقة المشؤومة التي تنازل فيها صدام حسين عن نصف شط العرب الى ايران ، خيرُ دليل على التلاعب الذي مورِسَ على الكُرد من قِبَل الحكومات الاستبدادية . بل ان قلة الوعي السياسي وإنعدام التنسيق بين الحركات الكردية في الاجزاء الاربعة ، أدى احياناً الى إستخدام المُسلحين الثوار الكُرد ، من اجل ضرب بَني جلدتهم ... كما حدث في أكثر من مرة ، حين قام الثوار الكُرد العراقيين المتواجدين في ايران ، بضرب اخوانهم كُرد ايران ، تنفيذاً لمُخططات المخابرات الايرانية .
- ما جرى من إقتتالٍ داخلي شَرِس بين pkk من جهة ، وحِزبَي السلطة في اقليم كردستان العراق في مُقتَبل التسعينيات ، وإستمرَ بصورةٍ مُتقطعة لسنوات ... لم تكن أصابع المخابرات السورية والتركية والعراقية ، بعيدة عنهُ .. فما عدا الأسباب الذاتية المتمثلة في تَصارُع الأحزاب بما فيها pkk ، على السُلطة والنفوذ والمال .. فأن مُخابرات الدُول الأربعة لم تُوّفر جهداً في سبيل وأد تجربة أقليم كردستان العراق ، ومنع إنتشار العدوى التي قد تصيب أكراد هذه الدول ! . وقد نجحتْ الى حدٍ ما في ذلك ، حيث ان آلاف القتلى والجرحى ، سقطوا نتيجة الحرب الغبية والعبثية بين ال pkk وحِزبَي سلطة اقليم كردستان .. والتي أدتْ في النهاية ، الى إستعانة إدارة الأقليم ، بال [ أعداء ] الأترك ، للَجِم والحَد من نشاط ال pkk ، ولا زالتْ القوات التركية [ الرمزية ] و [ المُنسِية ] ، متواجدة في مركز العمادية وبامرني وكاني ماسي والعديد من المناطق الاخرى لغاية اليوم ! ، ولا أحد يتحدث عن ذلك ، ولا احد يقول ان الظروف تغيرتْ وان تواجد هذه القوات ، غير شرعي وغير مرغوب فيه !. ينبغي القول بصوتٍ عالٍ ، ان محاولة ال pkk إقامة قواعد في اقليم كردستان العراق في 1994 وما بعده ، والتدخل الفَض في شؤون إدارة الاقليم ، كان تصرفاً غير مسؤول ، وإنجراراً وراء توجهات المُخابرات السورية والتركية .. وأدى بصورةٍ عَرضِية الى تلكؤ ونكوص التجربة الديمقراطية في اقليم كردستان العراق .. ووَفّرَ ذريعةً الى حِزبَي السُلطة ، للتَمَلُص من الإستحقاقات الديمقراطية .
- ليسَ سِراً ان العديد من عناصر ال pkk وكذلك ال بزاك ، متواجدون في جبال قنديل ، وغيرها من المناطق الحدودية ايضاً .. وليسَ سراً أيضاً ، ان هذه المناطق شديدة الوعورة ، و [ ليس في إمكان وقُدرات حكومة اقليم كردستان العراق ، حتى لو أرادتْ ، ان تمنعهم او تقضي عليهم ] .. وفي الواقع ، ان حتى ايران وتركيا ، بإمكانياتهما الكبيرة ، لاتستطيعان أكثر من القيام بغارات جوية وقصفٍ مدفعي بين الحين والآخر ... إذ ان [ إحتلال ] هذه المناطق وإخلاءها ، بحاجة الى إمكانيات بالغة التكلفة .. من قبيل شَق الطرق وإقامة معسكرات وقواعد ثابتة .. وذلك يفوق ما تستطيع ان تقوم به تركيا وايران !.
- من الناحية العملية ، ال pkk مثله مثل ال بزاك ، ومثل حِزبَي السلطة في اقليم كردستان العراق ، يحاول بإستماتة ان ( يحتكر ) الساحة لنفسه في منطقة نفوذه ، ولا يسمح قَدر الإمكان ، لأيٍ كان ان ينافسه ! . ومادامتْ تجربة اقليم كردستان العراق ، لها خصوصيتها وتحمل لواء الريادة كُردياً .. ومادامتْ إدارة الأقليم بحزبَيها ، قد أسَسَتْ قاعدة متينة للمصالح التجارية والاقتصادية ، بينها وبين الشركات التركية والايرانية .. فأنه من الصعب ، تَوّقُع مواقف " قومية " عالية السقف من إدارة الاقليم تجاه الإعتداءات التركية والايرانية هذه الايام !!. وما التصريح الذي صَدَرَ مُؤخراً عن الاقليم بإدانة العملية التي قامتْ بها عناصر ال pkk ضد الجنود الاتراك داخل تركيا ، إلا دليلاً على الإرتباك ، والإنقسام في الموقف الكردي ، تجاه الممارسات القمعية التركية .
- التجاذبات السياسية ، بصَدَد الاحداث في سوريا ، دليلٌ آخر ، على إنعدام الموقف الكردي المُوّحَد .. ففي حين ان فرصة ذهبية تلوح في الاُفق لكُرد سوريا ، مُشابهة الى حَدٍ ما ، لفُرصة كُرد العراق في 1991 ... نرى التشرذم الطاغي على الاحزاب والحركات الكردية السورية ، والتي تلعب فيها الاحزاب الكردية العراقية وال pkk ، دوراً سلبياً مُفّرِقاً ، وليس مُساعداً وداعماً لطموحات الشعب الكردي في سوريا .
- رغم كُل المآخذ ، على سياسات ال pkk أقليمياً ، ينبغي على أحزاب اقليم كردستان العراق ، العمل بكُل جد ، وعلى مُختلف الأصعدة .. في سبيل إلغاء صفة [ الإرهاب ] عن ال pkk ، بالضغط على الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية ، في ذلك الإتجاه . وبالمُقابل على ال pkk وال بزاك ، الإرتقاء بخطواتٍ ملموسة نحو التركيز على النضال السياسي والمدني في المرحلة القادمة ... وتقييم أداء العقود الماضية بصورةٍ موضوعية .
- أشد ما يحتاجه الكُرد ، في هذه المرحلة .. هو تنازُل القيادات السياسية المُختلفة ، عن نرجسيتها ومصالحها الذاتية واُفقِها الضيق ... والتوجُه نحو التنسيق فيما بينها ووضع خطط إستراتيجية واضحة وقابلة للتطبيق ، والتفاوض والتفاهُم مع الحكومات المعنِية ... فالعصر الحديث هذا .. بأساليبه السلمية والسياسية المدروسة ، رُبما يُحّقِق الكثير من المطالب ، افضل من اساليب البندقية والكفاح المُسلَح .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلومة
- الصَوم المُتقَطِع
- الموبايل
- إنتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان -1-
- الرأسمالية المُتوحشة
- إهمال الأطفال في العطلة الصيفية
- ألشَرَف
- على هامش إجتماع قادة الكُتَل
- بالروح .. بالدَم نفديك
- رجعيو البصرة وشيوعيو الموصل !
- إبتسامات رمضانية
- إنقلابٌ صامت في تركيا
- الغُربَة .. وفُقدان الذاكرة
- جَشع التُجار .. وحماية المُستهلِك
- زيارات الرؤساء .. مَحَلِياَ
- ايران والحدود مع العراق
- سياسة فرنسا وتأثيراتها على العراق
- ترشيقٌ على الطريقة العراقية
- بين - الميتِنك - و - الإيتِنك -
- الصحة النفسية لرؤساءنا


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بعض جذور المأزق الكردي