أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - امين يونس - إهمال الأطفال في العطلة الصيفية














المزيد.....

إهمال الأطفال في العطلة الصيفية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 14:28
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


في الزقاق الذي يوجد فيهِ بيتنا ، معظم العوائل لهم أطفالٌ دون الخامسة عشر من العمر.. وحين يجتمعون عادةً ، خصوصاً ونحن الآن في العطلة الصيفية ، وحيث انهم لم يتعوّدوا التحدث بصوتٍ عادي ، فأن الضجيج يتعالى ، وكما يبدو .. فأن مَنْ يصرخ بِقُوة أكبَر، هو الأشطر والأجدَر بزعامة المجموعة !. ولأن شبابيكنا حديدية قديمة ، وليست من البلاستك العازل للصوت .. فأن الصخب الناتج من إجتماع الاطفال ، يَقُض مضاجعنا ، ويمنع الإسترخاء او النوم منذ ماقبل الظهيرة وحتى العاشرة مساءاً . وعلى الأغلب هُم يلعبون الكُرة ، وأحيانا ترتطم الكرة بحماية الشباك الحديدية ، فيتولدُ صوتٌ كأنه إنفجار ، لاسيما إذا كنتَ غافلاً أو مُستغرقاً في القراءة .. وطالما هرعتُ لتقريعهم ولعنة سنسفيل آبائهم .. ولكن بدون أية جدوى ! . ومن الطبيعي انهم يتشاجرون بين الفينة والأخرى ويتبادلون الشتائم العجيبة والغريبة ، ثم يتصالحون وتهدأ الامور لبعض الوقت .. فتَعْتقِد انهم تعبوا ورجعوا الى بيوتهم ، ولكن فرحتكَ لاتستمر طويلاً .. فسُرعانَ ما يتعالى الصياح مرةً اُخرى !.
تحدثتُ مراتٍ عديدة الى آباء بعضهم ، حول خطأ ترك أطفالهم في الشارع لفتراتٍ طويلة ، والخطورة الصحية والاجتماعية الناتجة عن ذلك ، والعادات السيئة التي رُبما سيكتسبونها .. ولكن واحداً منهم افحمني بهدوءٍ وبكلماتٍ بسيطة .. حيث قال : ماذا تريدهُم ان يفعلوا ؟ لو كُنْتَ مكانهم ، لفَعلْتَ نفس الشئ ... البيوت صغيرة وضيقة ، وفي الحقيقة نحنُ أهاليهم ، اي الآباء والاُمهات ، ندفعهم ونشجعهم على الخروج .. فكما تعرف معظم دورنا مُكتظة والغرفة التي من المفروض ان يعيش فيها شخصان ، تضمُ اربعة او خمسة من الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة عشر ... ومن المتوقع ان " يفرض " الاخ الكبير هيبته ونفوذه على الأصغر منه ويتحكم فيه ويستغله.. والصِغارالذين تعودوا على ان شكاوايهم التي يعرضونها ، على الوالِدَين ، تذهب أدراج الرِياح ! . لأن الشائع هو ان الأب أيضاً " يُسيطر " من جانبهِ على الأم ، ويُمارس سُلطته الأبوية الذكورية على الجميع .. مِما يجعله ( يتفّهَم ) تصرفات إبنه الكبير . أما الام التي لاتستطيع تحجيم حتى اطفالها الصِغار ، فأنها لاتُمانع ان يقوم أحد ما بالقيامِ بذلك نيابةً عنها ! . ثم ان بقية القصة ، تعرفها جيداً .. في الخارج ، لاتوجد في المحلة كُلها ، ساحات يلعبون فيها ، ولا حدائق يستطيعون االجَري فيها والحَركة ، ولا مراكز عامة للشباب ، لتنمية قدراتهم الفنية والعلمية .. وكما تدرك ، فأن الاطفال في هذه الأعمار يمتلكون طاقة كبيرة ، وهي بحاجة الى التنفيس والتحَرُر .. فماذا يفعلون بالله عليك ؟ معظمنا نحن الآباء ، لانستطيع ان نُوّفِر لهم أجواء مُناسبة في منازلنا ، وفي المحلة لاتوجد أي أماكن لإستيعابهم ورعايتهم ... فهَل لهُم غير الزُقاق لكي يلعبوا ويتحركوا فيه ؟ حتى لو ذهبوا الى أزقةٍ اُخرى ، فأن المُشاجرات والمُشاحنات سوف تحدث ، وسوف تكون النتائج أسوأ ... فبالله عليك ، دَعهم هنا ، يفعلون ما يشاؤون تحتَ أنظارنا ، فذلك أهوَن الشرور !.
مسؤولية المجتمع ، تتجلى في إستمرار عادة التكاثر غير المنضبطة وغير المدروسة ، حيث ان تحديد النسل لم يكن من الأشياء التي يُفكرون بها " لغاية السنوات القليلة الماضية ، حيث ان الجيل الحالي يميل الى الإكتفاء بطفلَين او ثلاثة فقط " ، فترى معظم العوائل تتكون من ما بين 7 / 10 أشخاص ، ومن الطبيعي ان يحدث خللٌ ما بينَ الموارد المحدودة ، وبين المصاريف المتزايدة .. والتي يدفع الاطفال على الأغلب ، ثمنَ هذا الخلل ، ويتحملون نتائجه السيئة . إضافةً الى ضعف وعي العديد من الآباء والأمهات ، في مجال تربية أطفالهم .
أما الدولة ، فتتحّمل المسؤولية الأكبر ، في عدم توفيرها مُستلزمات رعاية الاطفال ، وإنعدام التخطيط السليم الهادف الى التنمية البشرية ، لاسيما في مرحلة الطفولة والشباب .. ان الإستثمار الناجح يكمن في تطوير مناهج التربية والتعليم والرعاية الصحية والسكن اللائق والتغذية المتوازنة .. وهذه كُلها من أولويات واجبات الدولة والتي ينبغي توفيرها لكُل المواطنين .
ان ترك الأطفال في المراحل العُمرية المُختلفة ، أثناء العطلة الصيفية الطويلة .. تركهم للشارع والزُقاق ، إهمالٌ مُستَهجَن من قِبل الحكومة والدولة ومؤسساتها ... ينبغي الإسراع في إتخاذ خطوات عملية لِمُعالجة الأمر .. وتوفير الساحات المُناسبة والحدائق والمراكز والقاعات ، والكادر المتخصص لرعاية وتطوير هذه البراعم .. التي هي مُستقبل هذا الوطن .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألشَرَف
- على هامش إجتماع قادة الكُتَل
- بالروح .. بالدَم نفديك
- رجعيو البصرة وشيوعيو الموصل !
- إبتسامات رمضانية
- إنقلابٌ صامت في تركيا
- الغُربَة .. وفُقدان الذاكرة
- جَشع التُجار .. وحماية المُستهلِك
- زيارات الرؤساء .. مَحَلِياَ
- ايران والحدود مع العراق
- سياسة فرنسا وتأثيراتها على العراق
- ترشيقٌ على الطريقة العراقية
- بين - الميتِنك - و - الإيتِنك -
- الصحة النفسية لرؤساءنا
- حكومتنا وصناعة الإحباط
- يومٌ إيراني مشؤوم في العراق
- - عصا - عُمر البشير
- الفساد و - الأثر الرجعي -
- المصريون و - الإستكراد - !
- الصحفيون العراقيون .. وكِلاب التفتيش


المزيد.....




- المجاعة في غزة: كيف يدفع أطفال القطاع ثمن الحرب والحصار؟
- فانس يعلق على قرار ترامب إقالة مستشار الأمن القومي وتعيينه س ...
- حقوق الإنسان في المنظمة: إخطار الاحتلال بهدم منازل في مخيمي ...
- الأمم المتحدة: 542 قتيلا مدنيا في شمال دارفور خلال ثلاثة أسا ...
- اعتقال المئات في إسطنبول ضمن حملة لقمع احتجاجات عيد العمال
- الأمم المتحدة تستعد لتنفيذ إصلاحات كبرى بسبب خفض التمويل
- تهديد لن يتبعه تنفيذ
- ما مدى خطورة ملف الأقليات على استقرار سوريا؟
- شبكة -سي أن أن- تعدل تقريرها.. الخارجية الأمريكية ومسؤول ليب ...
- ترامب يعين والتز -المقال- سفيرا لدى الأمم المتحدة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - امين يونس - إهمال الأطفال في العطلة الصيفية