أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة الزباير - اُمْرَأَةٌ .. فَتًى .. وَ بُنْدُقِيَّةْ














المزيد.....

اُمْرَأَةٌ .. فَتًى .. وَ بُنْدُقِيَّةْ


نجاة الزباير

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 08:45
المحور: الادب والفن
    


هذه قصة نابعة من الجرح العربي النازف، لامرأة عانقت الموت مع ابنها. فإلى المرأة العربية و إلى نساء غزة وأبنائها تنحني حروفي.




اُللَّيْلُ يُبَعْثِرُ أَوْرَاقَهُ
هَلْ كَانَ يَقْرَأُ لَهُمْ بُرْجَ اُلْحَيَاةْ
مُتَأَمِّلاً خَـطَّ اُلْمَمَاتْ ؟!!
1
كَانَ يَمْشِي بِلَا هُويَّةٍ يَتَأَمَّلُ بِحُزْنٍ خُطَاهُ
مُرْهَـقًا مِنْ صَوْتٍ يِئِنُّ فِي حَنَايَاهُ
اُلْتَفَّ حَوْلَ كَاحِلِـهِ اُلْحَرِيقْ
وَفَـاضَتْ عَيْنَاهُ
ـ "لَا تَتْرُكِينِي أُمِّي لِذِئَابِ اُلْأَرْضِ
فَأَنَا يُوسُفُ اُلْقَادِمُ مِنْ بِئْرِ اُلْوَهْمِ"
صَـدَّتْـهُ
اُنْتَفَضَ جَنَاحَـاهُ :
ـ "دَعِينِي أَتَدَثَّرُ بِمِلْحِ اُلْأَرْضِ
وَأَرْكُضُ كَمَا يُوحَنَّا
لِيَقْتَاتَ مِنِّيَ اُلْمَوْت."


2
كَانَا لَا يَسْمَعَانِ غَيْرَ صَوْتِ اُلرَّصَاصِ
لَمْلَمَتِ اُلْمَرْأَةُ شَعْرَهَا
مَسَحَتْ بِلُطْفٍ عَنْ ثَوْبِهَا
تَعَطَّرَتْ بِقِنِّينَةِ اُلْحَرْبِ
وَرَكَضَتْ نَحْوَ بِحَارِ اُلدَّمِ.
وَقَـفَـتْ
تَأَمَّلَتْ مَصِيرَهَا.
كَانَ اُلْقَمَرُ حِينَهَا يُضِيءُ
وَكَانَتْ خُطُوَاتُهُمَا تُزْهِرُ
ـ "إِلَى أَيْنَ يَمْضِيَانِ ؟"
وَشْوَشَتْ مَحَارَةُ اُلْغَضَبْ.
3

اُلطَّرِيقُ طَوِيلٌ يَعُبُّ مِنَ اُلْخَوْفِ حَصَاهُ
وَكَانَ اُلْبَرْدُ اُلشَّدِيدُ يُقَوِّسُ ظَهْرَهَا
دَفَعَتْ فَتَاهَا نَحْوَ حُضْنِهَا
وَغَنَّتْ مَوَاوِيلَ
تَفْهَمُ وَحْدَهَا جُرْحَهَا.
جَلَسَتْ فَوْقَ أَعْضَاءِ حُلْمِهَا
تَعُدُّ سُبْحَةَ عُمْرِهَا
يَـا لَلْهَوْلِ !
كَمْ مَضَى تَقُولُ فِي سِرِّهَا
ـ "هَلْ كَانَ عَلَيْهَا تَوْدِيعُ أَنْفَاسِهَا؟!"
قَالَ ظِلُّ اُلْأَرْضِ وَهوَ يَعْدُو مِنْ جَفْنِهَا.

4
كَانَا غَرِيبَيْنِ أَنْهَكَهُمَا اُلظَّمَأْ
دَنْدَنَ اُلْفَتَى بِلَحْنٍ حَزِينٍ
"أَنَا اُلْأَرْضُ
وَاُلْأَرْضُ أَنْتِ
خَدِيجَة ! لَا تُغْلِقِي اُلْبَابْ
لاَ تَدْخلِي فِي الْغِيَابْ
سَنَطْرُدُهُمْ مِنْ إِنَاءِ اُلزُّهُورِ وَحَبْلِ اُلْغَسِيلْ
سَنَطْرُدُهُمْ عَنْ حِجَارَةِ هَذَا اُلطَّرِيقِ اُلطَّوِيلْ
سَنَطْرُدُهُمْ مِنْ هَوَاءِ اُلْجَلِيلْ" *

5
كَانَ اُلْعَالَمُ يُصْغِي لِذَبْحِ اُلْبَرَاءَةِ
تَسَلَّلَا مِنْ عَيْنِ اُلْهُدْهُدِ
رَأَيَاهُ يَهْذِي بِوَطَنٍ زَائِفٍ
وَلِلظُّلْمِ يُـصَلِّي.
ـ "هَلْ وَصَلْنَا ؟ !!! "
مَرَقَ اُلْفَتَى مِنْ تَحْتِ إِبْطِهَا
ـ "عُـدْ"
قَالَتْ بِخُفُوتٍ لا يُسْمِعُ نَبْضَهَا.

6
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ
يَا لَهَذَا اُلْجُنونِ اُلَّذِي خَاصَرَ مَوْتَهَا !!
ــــــــــــــــــــــــ
*من " قصيدة الأرض" للشاعر الكبير محمود درويش
* شاعرة من المغرب




#نجاة_الزباير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رِسَالَةٌ مِنْ غُبَارْ
- من ضوئه تشرب الأقاصي شرفات على أعمال المفكر المغربي الباحث أ ...
- عدد جديد من كتاب أفروديت
- بِدَمِ غَزَّةَ تَوَضَّأَ جُرْحِي
- قصيدة مَاطِرَةٌ...
- أُكْذُوبَةُ اُلْهَوَى
- حصانة المؤسسة التربوية وأمنها-
- قصيدة شَرَاشِفُ قَصِيدَةٍ عَارِيَّةٍ!!
- جَسَدٌ يَنْقُرُ أَشْلاَءَ اُلصَّمْتِ
- مزامير من شذو الفنان التشكيلي المغربي العالمي محمد البندوري
- حَقَائِبُ قَصِيدَةٍ هَارِبَةٍ
- جَسَدٌ آيِلٌ لِلصُّعُودِ...
- كوة صغيرة في جدار شعر الشاعر نمر سعدي
- فخاخ تتساقط من ثقوب الجسد قراءة في ديوان الخروج من ليل الجسد ...
- أغنية حافية
- شراشف قصيدة عارية


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة الزباير - اُمْرَأَةٌ .. فَتًى .. وَ بُنْدُقِيَّةْ