أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة الزباير - كوة صغيرة في جدار شعر الشاعر نمر سعدي














المزيد.....

كوة صغيرة في جدار شعر الشاعر نمر سعدي


نجاة الزباير

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 10:50
المحور: الادب والفن
    



من خلال قصيدة "وحدي مثقل برنينها"

يقول الشاعر:

شجرٌ وراء غموضها الشفافِ
في المقهى
وقلبي نجمة ٌ أخرى
معّلقة ٌ على الأغصان ِ
لا مطرٌ يوافيني
بما ترثُ الأنوثة ُ من بهاءٍ
ناصع ِ التكوين ِ
أحلمُ بإنكساري
مثل نهر ِ الضوءِ
موسيقى يرّفُ ......
كحفنةٍ بيضاءَ من عدم ٍ
ومن ندم ٍ
يهدهدني لكي يغفو أنايَ
هناكَ في قمر ٍ حليبيٍّ
يطلُّ على الطريقِ العام ِ
وحدي مثقلٌ برنينها الشفافِ
وردي مُشعلٌ بدم ٍ
على الصفصافِ
تنقرُ فكرةٌ قلبي
عن الدنيا
وعن جدليّةِ
الشعر ِ/الحياةِ/ الحلم ِ..
عن كُلِّ إفتراضيٍّ
لكي أغدو جديراً
أن أمُرَّ على غدي
بخطى/ فراشاتٍ/ وأجنحةٍ
ملوّنةٍ /كوردٍ غامض ٍيعلو/
غزالاتٍ/حنين ٍ موجع ٍ
ويدي
صهيلُ الموج ِ في
بلوّر ِ فينيقيةٍ
بدم ِ الشموس ِ وطعمها
إمتزجتْ بخمرةِ أورفيوسَ
وراودتْ عن نفسها
الأزهارَ في جسدي
ويزحفُ ماؤها
ليمّسني الطوفانُ
ثُمَّ أفيقُ من صحوي
وينظرُ خوفها نحوي
ودهشتها رفيفُ حمامةٍ
بيضاءَ في عينين ِ
ضائعتين ِ
أمشي بضعَ خطواتٍ
لأدخلَ ظلَّ أركاديا
وأغرقُ في الفراغ .ْ..!
ما كان يفصلها عن
الماضي
سوى نهر ٍ من الأزهار ِ
يفصلُ نفسها عن نفسها
ما كان يفصلني عن
المستقبل ِ المنظور ِ
غير غوايتي بنجومها
وحنينها المسموع ِ
غير هوايتي بسدوم َ
تشربُ ملحها عينايَ
وهو يهبُّ من أعلى المجرّةِ.....
مثل سرب ِ الطير ِ....
أو غير المسافةِ
لا تُوّحِدّنا معاً.....!


نمر سعدي؛ هذا الشاعر القادم من حيفا الموغلة في الأسرار العلوية، نحو خيمة الشعر العربية الكبرى، في جرابه مواويل الصحراء التي استقبلت كبار الشعراء.


نعم؛ هذا الأركيولوجي الذي يحفر الذاكرة الإبداعية بإزميل من نور، والمسكون بالتغير. يعتبر من الشعراء القلائل الذين تطيعهم اللغة بشكل سلس، يغزو قلعة التخييل فارسا يرتدي عباءة الحلم، وينتعل خفين من جمر ليصل بالقارىء إلى أفق التصوير الشعري البهي.

يسكن نرجس الليل منتظرا لوتس النهار، مهاجرا في حوض التحديث، دون تجاهل تقاسيم الأرض الفراهيدية.

تتشكل نصوصه في ثوب الحضارة التي تستلقي فوق كاهل التاريخ الإنساني، حيث يصطاد تألقه الدائم من الذات الغائرة في الحلم، وما هذه القصيدة "وحدي مثقل برنينها" إلا محارة ضوء ترمينا في شباك مجازية المعالم، غنية بأساطيرها و أقانيمها الخاصة، التي تدل على ثقافة الشاعر الفضفاضة.

نحن إذن؛ أمام شاعر يحمل مشعل الاختلاف، فبين الثلاثية الجدلية: الشعر / الحياة/ الحلم، تمر قوافله بثمار الحنين الموجع، والترقب قرب نافذة الشمس التي تصب خمرتها من دنان الغد المحمل بالتساؤلات الخفية.


هكذا تتعثر هذه القصيدة بين شفتي الاحتراق، وتتنفس من رئة النور الذي يستوطن حَنجرة الطفولة الخزفية، فيها غربة تقرأ أشعارها على مساء متوهج الخطوات، تمطر أطرافها غواية تلتحف كفي النهار، فأي سر هذا الذي جعل الحروف تهرول فوق أرضه دامعة الأحشاء؟، تغزل اللغة من دهشتها برق ألفاظها وهي تردد أنشودة أورفيوس.

فتنفتح خرائط مليئة بالأقواس المبحرة في مدارات السفر عبر كل الجهات. ، ففي هذه القصيدة عوالم تتناسج بين اللفظ والمعنى،وتتدلى قنديلا من بين دفتي التكوين، حيث تتمازج الأزمنة الشعرية، وتتحول أرضها من الإشتهاءات إلى العزوف، متدثرة من كآبة غيرية سرعان ما تتحول إلى عاشقة بلثام أخضر، تُغويه بفتنتها.وتركن لقصب أحزانها تتلو عليه بعضا من جنونها الجميل،فيغرق في فجرها.

امتزاج الغزل عنده يقف على عتبة الجسد المنفلت من شرارة التناسخ بمرآة الوجود،حيث يحملنا أثير الحروف نحو وطن لا يبنى بغير الكلمات التي تستوطن أرض الروح .

و ما هذه القصيدة إلا نغما من مزامير سعدي التي نتابعها باهتمام.

فهنيئا للوطن العربي بهذا الشاعر الذي يسكن مساحات التفرد


شاعرة وأديبة
من مراكش/ المغرب



#نجاة_الزباير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخاخ تتساقط من ثقوب الجسد قراءة في ديوان الخروج من ليل الجسد ...
- أغنية حافية
- شراشف قصيدة عارية


المزيد.....




- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة الزباير - كوة صغيرة في جدار شعر الشاعر نمر سعدي