العقلية السيكوباتية الحاكمة في سوريا

فراس المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في سوريا اليوم أسمى وأرقى من فيها يصارع أسوأ وأنذل من فيها. شباب أطهار يحملون على أكفهم أكفانهم ينادون بالحرية ويهتفون لمستقبل أفضل،وهم يستشهدون أو يعتقلون ويعذبون من أجل أن يحيا أبناء الوطن حياة كريمة دون خوف أو ذل أو استعباد. وفي المقابل نجد رأس النظام وأعوانه يمارسون الفظائع والأعمال المشينة الدموية في حق مدنيين عزل لا ذنب لهم إلا أنهم عبّروا عن آرائهم، بل وتجاوزت همجيتهم كل حد بالقصف العشوائي دون تمييز للمنازل والمستشفيات عقاباً جماعياً من سلطة دولة يفترض حرصها على الأرواح والممتلكات.
العقلية السيكوباتية التي تحكم ممارسات رئيس النظام وعصاباته تذكرنا بالمافيا التي تضم عادة أفراداً يتصفون بالشخصية الإجرامية التي تفتقر إلى الضمير الإنساني وتستطيع بالتالي تنفيذ أبشع الجرائم دون ندم أو تأنيب ضمير. والمهم في العقلية المافيوية على الصعيد القيادي هو السيطرة التامة على مناطق النفوذ وتصفية الخصوم باستهتارٍ كامل للضحايا البشرية جرّاء ذلك و دون أي إعتبار لمبادئ أخلاقية.
هؤلاء هم من يحكمون سوريا ويعيثون فيها فساداً ودماراً كي تذعن وتستسلم لتبقى سوريا مزرعة لفئة معينة تتحكم برقاب العباد تذلهم وتحرمهم من حقوقهم الإنسانية.
ولنفترض أن النظام ببطشه الجنوني استطاع إخماد ثورة الشعب فماذا هو فاعل بعدها مع شعب يكرهه ويرفضه بعد أن رأى من إجرامه وقبحه ما زاده قناعةً بموقفه في الثورة عليه. يمكننا أن نجد نظيراً لما يفكر به عصابة النظام في منطق أخوة النبي يوسف (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ). ومع الفارق في التشبيه فإن منطق أخوة يوسف يبرر لرأس النظام قتل ما يشاء من الشعب دون رادع حتى إسكات آخر صوت يقول لا، ومن ثمّ فتح صفحة جديدة بعد ذلك والظهور بمظهر المصلح الكريم الرشيد. هكذا فعلها أبوه بعد مجازر الثمانينات وهو يظن أن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه وأنه بمنطق المافيا يمكن أن يحكم شعبه من جديد.
د.فراس المصري

#فراس_المصري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل