أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فراس المصري - الدين والسياسة في عالم مضطرب














المزيد.....

الدين والسياسة في عالم مضطرب


فراس المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 17:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتابه القيم "الإسلام ومستقبل الحضارة" يربط المرحوم الدكتور صبحي الصالح بين استبعاد الدين من عالم الواقع ودنيا الناس من قبل محترفي السياسة وبين مأساة الحضارة المعاصرة التي ضيعت قيمة الإنسان وانتصرت للغرائز على حساب العاطفة والروح فيقول:"إن أقطاب السياسة المتحكمين في مصير الإنسان فرداً وجماعة في كل مكان, هم الذين شوهوا حضارة العصر عندما شوهوا صورة الدين, وحالوا دون فهمه الفهم الصحيح, ولاسيما حين اقتنعوا اقتناعاً بما افترضوه افتراضاً من أن الدين, كل دين, وضع على "الرفوف", وانسلخ انسلاخاً كاملاً من ميادين الاجتماع والسياسة والاقتصاد. وقد أتاح لهم هذا التصور الخاطئ, أن يأمنوا تدخل المتدينين الصادقين في شؤون الحياة, وثورتهم على الحكام المستبدين, والرأسماليين الجشعين, و"الليبراليين" المخادعين."
الدين والسياسة هل يلتقيان أم أن بينهما برزخ لايلتقيان. كلاهما يهدف فيما يهدف إلى إسعاد بني البشر في حياتهم. فالمسيح عليه السلام جاء بالمحبة مثلاً و رسالة الإسلام تدعو إلى قيم الرحمة والحرية والعدالة والمساواة, وقد بين العلماء أن الأحكام لم تشرع إلا لتحقيق مصالح العباد في المعاش والمعاد. أما السياسة بالمقابل فهي نشاط من المفترض أن يسعى لتسيير الشؤون العامة وتحقيق الإنجازات للمواطنين والبلاد.
وقد اتسمت السياسة في كثير من الأحيان بسمات سلبية كالنفاق والفساد و"الميكيافلية" نظراً لأساليب عملها الذي يدور في دائرة صراع المصالح و التحالفات. والسياسة مسؤولة في كثير من الأحيان عما يقع حولنا من أحداث في عالم مضطرب يموج بالهزات والقلاقل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وغيرها, وتسود فيه قيم مادية واستهلاكية وأنانية.
فلماذا لا يتسنى للدين أن يقوم اعوجاج السياسة و يسهم في تقليص السلبيات الناتجة عن قصر نظر السياسيين و ضربهم بالأخلاق عرض الحائط ؟. ولماذا لا يشارك المتدينون المخلصون في الدفاع عن القيم الإنسانية المهدورة وعن البيئة المهددة على كوكبنا؟.
العلاقة بين الدين والسياسة لازالت موضع جدل ونقاش حتى في البلاد الأوربية التي كافحت لقرون عديدة لفصل الدين عن الدولة, فقد تحكمت الكنيسة قديماً بالمجتمع والسلطة وكان لها دور قمعي أعاق الحريات والتقدم, فالدولة الدينية الشمولية قد لا تقل سوءاً عن مثيلتها اللادينية. أما في العالم الاسلامي فلم تكن هناك مؤسسة دينية سلطوية بل كان الفصل جلياً بين الحكام من جهة وبين العلماء من جهة أخرى, وفي نفس الوقت عمل الحكام على استمالة العلماء لصفهم فنجحوا في هذا في كثير من الأحيان, ولكن بقي دائماً ثمة فقهاء مستقلون عن السلطة السياسية لاتأخذهم في الحق لومة لائم. وما نلاحظه في كتب المتأخرين فيما يعرف بالأحكام السلطانية أن الفقه السياسي الإسلامي تجمد بزوال الخلافة الراشدة وغياب أهم مبدأ في التصور السياسي الإسلامي ألا وهو الشورى وانتخاب الخليفة من قبل الناس.
واستمر الأمر على نفس المنوال في الدولة العربية الحديثة حيث السلطة السياسية المستبدة تضمن ولاء دعاة الدين وتجمعهم تحت لوائها لتعزيز شرعيتها المفقودة شعبياً, ويصح في هذه الحالة قول القائل"ما دخلت السياسة في شيء إلا أفسدته".
إن الدين بقدرته على النفاذ إلى أعماق الإنسان وتغيير تفكيره وسلوكه ليكون إنساناً نافعاً ينشد الحرية والعدل والمساواة لهو أقدر من السياسة على التغيير نحو الأفضل في كثير من الأحيان, إذ أن ماتملكه السياسة من أدوات يقتصر على وضع القوانين وإجبار الناس على تنفيذها.
وتتجلى مشاركة الدين في أفضل صورها في نظام مدني يقوم على الحريات الديمقراطية بما يمكن الدين من أن يفيد السياسة والمجتمع من خلال المشاركة السياسية للمتدينين, ولا يمكن أن تتحقق تلك الفائدة المرجوة في النظام الاستبدادي سواءً كان دينياً أو لادينياً.
وكما ذكر عباس محمود العقاد في كتابه"الديمقراطية في الإسلام" فإن شريعة الإسلام كانت أسبق الشرائع إلى تقرير الديمقراطية الإنسانية التي جاءت بالكرامة الإنسانية إيماناً بالحق وكفراً بسلطان المال والقوة, والتي تقيم الحرية على حق الإنسان الذي لم يكن له حق ولاقوة, وهي ديمقراطية توفق بين الحرية والإيمان لأن الحرية بغير إيمان لا تفضي في كثير من الأحيان إلى الأعمال والنتائج التي تنفع البلاد والعباد.
د.فراس المصري
كاتب سوري



#فراس_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون السوريون وملابس الإمبرطور الجديدة


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فراس المصري - الدين والسياسة في عالم مضطرب