أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - ماركيز ومؤازرة الصديق بتعليق !














المزيد.....

ماركيز ومؤازرة الصديق بتعليق !


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 19:09
المحور: الادب والفن
    


ولست من دعاة تحكيك الشعر أو الداعين الى صرف حول بأكمله في سبيل صياغة قصيدة ، غير إنّي قرأتُ ومنذُ زمن ليس بالبعيد إن من طقوس (غابريل غارسيا ماركيز) في الكتابة إنّه كان حين تأليفه لرواية من رواياته يختلي بأوراقه ومنذ أنبلاج الصباح يخطّ عليها ماتيسّر له من كلمات فأذا ما أتم الظهر ساعته الثانية، قام بأنتقاء ماهو صالح منها لروايته تلك وان كانت ورقة واحدة أو أقل تاركاً لسلة المهملات البقية المتبقية الطالحة منها ،
ولَكم ان تتخيلوا الكمّ الهائل من المسودات التي غصتْ بها سلة مهملاته ساعة تأليفه لرواياته الكبيرة والمهمة والتي اثرتْ ولماتزل بأجيال عديدة من الكتاب والمتلقين على حدّ سواء، فروايات من مثل ( حبٌّ في زمن الكوليرا ) ، ( وقائع موت معلن )، ( مائة عام من العزلة) بواقعيتها السحرية لابد وأن تكون قد خلّفت قبلها امثلة مجتزئة مركونة الى حائط الاهمال قبل ان تظهر لنا بفخامة تكاملها ،
والنص ايما نص يحتاج من منشأه قدرة اخرى غيرقدرة الخلق والابداع وأعني القدرة على نقد مايكتب ،
بمعنى إن الموضوع يملي عليّ نفسه فأشرع في كتابته، لكن عملية الشروع هذه لا تعني الكتابة نفسها ، والدخول في تقنيات الكتابة يتغاير تماماً مع ممارسة الكتابة واتخاذ النص الشكل الأقرب الى النهائي ،
أما الاطمئنان الى جاهزية النص فلا يأتي إلا بعد اتخاذي مقاماً يتعالى على لحظة الكتابة بتنصيب نفسي ناقداً حاذفاً ومغيراً ، هاملاً ومضيفاً مزوداً بالمقاصد ( اللغوية والمعنوية وغيرها ) قادراً على الخلع والإلباس، ناقداً متحكماً بطفولة النص كوني المالك الأول له قبل حضوره المعلن للآخر،
فإذا ما جاءتْ الولادة تاليه لذلك، خرجتُ منه بنفس الآن الذي خرج مني ليتخذ لنفسه مكان الصمود أمامي ؛
أما وصول النص لمتلقيه يتطلب منه الوقوع ضمن ذائقة الاختيار ومعرفة تلقيه التي تحتكم في العادة الى العاطفة والوعي معاً ، قال ابن طباطبا العلوي في عيار الشعر :

( إن صانع الشعر يصنعه صنعة متقنة لطيفة مقبولة حسنة مجتلبة لمحبة السامع له والناظر إليه بعقله مستدعية لعشق المتأمل في محاسنه)،
غير إننا اليوم وبوجود ( النت ) الصحافة التي ضاعت بها معاير النشر وغابتْ عنها رقابة المنع نرى المواقع الادبية لاتتوانا عن نشر كتابات لاتمت للإبداع بصلة، ولايمكن لنا إدراجها تحت أي جنس أدبي ،
كتابات نشرها أصحابها في تلك المواقع غير إنها كانت أصلح للركن في سلة المهملات، والانكى اننا نرى هذا الكاتب يستدر عطف معارفه بالتعليق على ماهو مكتوب وبطرق مختلفة، فهو حيناً يقوم بإرسال رابط تلك المادة المنشورة لهم مع طلب كتابة تعليق عليها ،
أو إنه يعمّد الى فتح حوار مع كلّ أصدقائه طالباً منهم هذا الامر من باب مؤازرة الصديق بتعليق،
وحين يتم له ذلك يسارع في الرد على تلك التعليقات وبمجاملات تهبط الى مستوى اللهجة الدارجة والكلام العادي المستهجن فيظهر النص حينها متسربلاً بتعليقاته وكأنّه قد نُشر على جدار مقهى تفوح منه رائحة الشاي والقهوة ويختلط بدخان السجائرالخانق ،
متناسياً إنّه بفعلته تلك لايستطيع أن يرتقي بنصه الى مكان الابداع مطلقاً ، وإن وقع هذا الامر في نفسه من باب ترميم الذات .



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبي أحمق!
- تلك أولات الصلاة
- لاجديد بعد الحرب وأنتّ
- عد لنكره القمر مثلما كنّا معاً
- تساؤل
- أنا أدمّر إذاً أنا حداثي !
- حتى لايذبل ورد الشمال....
- ليس مرة أخرى؛
- مرآة الرؤيا
- إستباق المراثي في الاجنبي الجميل؛
- الاقتراب من حائط الموتى؛
- لماذا الصورة الشخصية؟؛
- تعريفات لمفاتيح الافق
- قصيدة الحياة اليومية في الشعر العربي القديم
- قصة
- رشدي العامل وتجارب الحياة اليومية
- خبز الدم
- شمولية الموت عند شاعرة الحياة
- حرية ام ماذا....؟
- اجهاض


المزيد.....




- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - ماركيز ومؤازرة الصديق بتعليق !