أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - الاقتراب من حائط الموتى؛














المزيد.....

الاقتراب من حائط الموتى؛


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 19:19
المحور: الادب والفن
    



يبدأ عبد الستار جبر الاسدي قصته (حائط الموتى ) بفعل ماضٍ متصل بضمير الفاعل ( رأيتها)- الرؤية التي لم يبن حدث القصة عليها بقدر ما بُنيّ على الفعل الآخر (تقترب) يقول : ( رأيتها تقترب نحوي دونما أن تلاحظ مكاني ....) فالمستوى النحوي للفاعل في جملة الاستهلال (رأيتها ) هو ضمير مستتر يعود على الفاعل الراوي / المنفعل بالحدث لا الفاعل له .
وهو يبني فعل قصته الى نهايتها وفق هذا المستوى فنراه يقول مثلاً ( خمنتُ إنها ستختار غيري ) ، (امتدتْ الأيدي الى الأسماك المرصوفة حولي )، ( أرتجف خوفي ) ، ( ظلت ْمترددة بين أن تقذفني في سلة المهملات ) ،الى غيرها من الأحداث الصغيرة التي تكوّن منها حدث القصة الكبير أو البنية الدرامية لها .
أما (المستوى الإيقاعي) للقصة فقد بدأ متناسقاً منذ بداية القصة وحتى نهايتها ، فالبناء الدرامي فيها أبتدأ بقوله : (رأيتها تقترب نحوي ...، انتشلتني يد ...) ألخ وتنتهي الاحداث بجملة ( كانت تشبه أمي جداً جداً ؛)،
بينما اعتمد (المستوى الدلالي) فيها على مفردة الموت والتي اضحتْ الدلالة المهيمنة على القصة ومنذ الوهلة الأولى ابتداءً بالعنوان ( حائط الموتى) ،مروراً بجملها الحدثية ( كان أمامها اسماك ميتة) ، ( لبطتْ بعض الأسماك وهي تلفظ آخر أنفاسها) ( ثمة مرآة أسدل عليها شرشف أسود )،( علقتْ ثلاث صور لثلاثة رجال اتشحوا بالسواد ) ،فبدتْ حياة المرأة هنا استمراراً للموت ، موت ثلاثة رجال سرقتهم الحرب ( زوجي ، ابني ، أخي ) ،
اذن ستأكل لوحدها لا أحد معها ، لا أحد تنتظره ، وفي ذلك توكيد لوقوع حياتها ضمن دائرة الوحدة المنغلقة والدائمية والتي تحاول التأقلم معها بأتباع طقوس روحانية شعبية موروثة ( اليوم خميس موعد ثوابي لكم )،
أما العنصر ( المكاني) فقد جرتْ أحداث القصة في مكانين واقعيين ( سوق السمك )، ( والبيت ) وما تخلل من أحداث وان بدت بسيطة إلا إنها جاءت في صلب القصة وأحد أركانها ، ووجود المشهد المكاني الفعلي يجعل القصة تقترب من الواقعية أو تشير الى الواقع كرمز مقصود .
والعنصر(الزماني) للقصة والذي توضّح لنا ومنذ الجملة البدئية فيها والتي هي جملة فعلية تتسم بالانفتاح والشمول والتوسع وبفضل فعل التناوب بين الماضي والحاضر ( رأيتها، ....تقترب) جعل حدث السرد يقوم على الاسترجاع والوصف الامر الذي قام عليه السرد الوصفي الذي حقق نمواً درامياً للحدث ،
فأذا ماتحدثنا عن (نوع السرد ) فنراه يدوّر في وقت واحد على لسان راوٍ مشارك أو مصاحب هو بطل القصة نفسها والذي يقدم ما يشاهد من أحداث ترتبط به ويقصها علينا ( أرتجف خوفي، وارتعشتُ من رذاذ الماء الذي سقط في عين السمكة ).
اما في (المستوى المعجمي) فقد وردت في مستوى السرد الوصفي بعض مفردات اللهجة العراقية الدارجة ( جزدانها ، طازة، ثوابي ، بالعافية ...) على مستوى الشخصيات المحيطة وضمن الزمن الحاضر للقصة وفي ذلك توكيد لعراقية كاتبها .



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الصورة الشخصية؟؛
- تعريفات لمفاتيح الافق
- قصيدة الحياة اليومية في الشعر العربي القديم
- قصة
- رشدي العامل وتجارب الحياة اليومية
- خبز الدم
- شمولية الموت عند شاعرة الحياة
- حرية ام ماذا....؟
- اجهاض
- مثقفو الداخل والخارج ؛
- شاعر أم نبات طبيعي...؟
- ماذا لوكنت وزيراً للثقافة...؟
- حتى لاتمزق اللوحات
- رحيم الغالبي... لن اتذكرك ميتاً أبدا ً!
- هل القراءة تحتضر.....؟
- الشاعر والملك
- المساواتية
- حالة خاصة
- الثقافة والمثاقفة
- جغرافية النص ....أينها؟


المزيد.....




- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - الاقتراب من حائط الموتى؛