أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - لماذا الصورة الشخصية؟؛














المزيد.....

لماذا الصورة الشخصية؟؛


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


منذ القدم والانسان مولع بالصورة ، صورته الشخصية التي تختزل لحظات أو مواقف مرّ بها فنراه يتفنن في تخليدها على جدران الكهوف والمسلات والاختام وعلى كلّ ما يشير اليه أو يدلل عليه، حتى صارتْ الصورة لدى بعضهم بمثابه الهوية له ،
واليوم وبظهور ( الفيس بوك) غدتْ الصورة الشخصية هماً شاغلاً لغالبية متصفحي هذا الموقع الاجتماعي الهائل ،فلا نكاد نتابع موضوعاً فيه إلا وشخصتْ لنا فيه صورة (شخصية) لناقل هذا الموضوع أو كاتبه ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ بل أن بعضهم اتخذ من صوره الشخصية موضوعاً لنقاشاته مع اصدقائه فما معنى الصورة الشخصية ؟
وهل تصلح هذه الصورة لأن تُريني للآخر بوضوح وعلى الدوام ؟
بمعنى هل صورتي (وانا ابتسم) قادرة على ان تُخبرمتلقيها بأني مؤسس علم الابتسامة مثلاً؟ أم انها تقول أنا ابتسم بأبدية – متى ما نظرتَ اليّ- اي انها تفرض على الآخر ابقائي في تلك المنطقة – منطقة الابتسام – متى ما أراد تذكري ؟
وهل دورها هنا هو رسم موضوع قار لي ،وهل أنا اقوم بفعل الابتسام من أجلي أنا رغبة فيه فقط أم ليتم تذكُري مبتسماً ؟
وهل اكملتُ ذلك الفعل وفرغتُ منه الى فعل اخر قد يكون مغايراً تماماً له لحظة انتهائي من التصوير أم ان عدسة المصوّر قد جمّدتني في منتصف ذلك الفعل ؟
وهل صورتي تمتلك زمام البرهان على حقيقتي أنا المتجسد داخلها فعلاً؟
لننظر اذن الى صورنا جميعاً والتي غالباً مانراها تقع تحت يافطة الاختيار ، نعم فهي مختارة مني لحظة التصوير، ومختارة من عدسة الكاميرة ، ومختارة مني أو من الآخر لحظة الاشهار عنها وأعلانها كبديل جسدي عني أنا الكائن الزائل حضوراً فسيولوجياً الماثل الآن مثولاً صورياً كمحاولة مختزلة للبقاء مدة أطول في الزمن ،
اقول لننظر لها ونتسائل لماذا هي بالذات ؟
هل لأننا اصبحنا بلا تاريخ شخصي دونها ؟
فماطرأ علينا من تحولات كبرى بمختلف الأطر الحياتية جعلتنا غير قادرين على صناعة تاريخ شخصي حقيقي لنا الامر الذي جعلنا نلجأ الى شهادة الصورة وحدها ،
فغدتْ الصورة هي المكان الوحيد الصالح لصناعة ذلك التاريخ وبدونا عاجزين عن صناعته خارج صورنا الشخصية ،فهل تمتلك الصورة طريقة مثالية يكتب بها الانسان نفسه أو تاريخه؟
اقول إذا اتفق معي بعضهم في ماذهبتُ إليه فما مديات التطابق بيني أنا الجسد الحي خارج صورته ، والأنعكاس داخل تلك الصورة سواء أكان ذلك بزمن إلتقاط الصورة أم بما تبعها من زمن ؟
والناظر الى صورنا يرى فيها جانباً مخيفاً كونها تخفي حقيقة خطيرة هي إننا لانستطيع ان نحتفظ بملامحنا التي تصوّرنا فيها لحظة التصوير الى مابعدها،
مع ذلك نرى الكثيرمنّا يتشبث بصورته القديمة وكأنها الوحيدة لديه، فهل هذا عائد الى انعدام الثقة بالصورة الحديثة جداً كونها الوحيدة المالكة لقدرة الأشارة الى ماهو متغير – ماحدث وصار ومابقيّ وتلاشى- ؟
أم ان مردّ ذلك راجع الى ان ذلك الشخص يريد الاستمرار بقدامة صورته حاضراً ومقيماً بمعنى إنها تصبح المجسد الوحيد لشخصيته زمكانياً فهو لايوجد – في اذهاننا نحن الناظرين له في صورته القديمة تلك – إلا داخل ذلك الاطاربعيداً عن كلّ الامكنة ، متشبثاً بلحظة التصوير تلك دوناً عن غيرها من الازمنة ، من هنا تبدو علاقته بهذه الصورة مبنية على الثقة فاذا امكن له هذا الامر صارت علاقته بصورته الحديثة جداً قائمة على اللاثقة ،
فلماذا اصلاً نحتفظ بالصور هل كونها مصل نافع يدرأ عن ذاكرتنا خطر نسيان الراحلين ويبقيهم بعيدين عن فعل الغياب الذي يمارسه الموت ، ام هي نوع من التحدي الذي نشهره امام وجه الزمن الساعي ابداً الى تغير ملامحنا بالشيخوخة أو بالمرض؟
والى أي مدى أكون صاد قة حين اقول شعراً:
( وإني سأمضي
فخذْ صورتي ......أفضلُ مني
ستبقى دهوراً
ولن يأتي يوم تموتُ به
ولن تهرم )
أم إن الصور- كما قلت مسبقاً- هي التي تسوّق كدليل على التاريخ الفعلي في زمن مابعد الحداثة ؟؟



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريفات لمفاتيح الافق
- قصيدة الحياة اليومية في الشعر العربي القديم
- قصة
- رشدي العامل وتجارب الحياة اليومية
- خبز الدم
- شمولية الموت عند شاعرة الحياة
- حرية ام ماذا....؟
- اجهاض
- مثقفو الداخل والخارج ؛
- شاعر أم نبات طبيعي...؟
- ماذا لوكنت وزيراً للثقافة...؟
- حتى لاتمزق اللوحات
- رحيم الغالبي... لن اتذكرك ميتاً أبدا ً!
- هل القراءة تحتضر.....؟
- الشاعر والملك
- المساواتية
- حالة خاصة
- الثقافة والمثاقفة
- جغرافية النص ....أينها؟
- المرأة والشعر


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - لماذا الصورة الشخصية؟؛