أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - أنا أدمّر إذاً أنا حداثي !














المزيد.....

أنا أدمّر إذاً أنا حداثي !


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 21:30
المحور: الادب والفن
    


انا ادمر اذا انا حداثي !

لم أكن مضطرة لاستعارة شعار ديكارت ( أنا أفكر اذاً أنا موجود) وتحويره على هذه الشاكلة لو لم أكن قد واجهتُ ولما أزل كلّ يوم تخريباً متعمداً للشعر ، الشعر هذه الهبة الربانية التي خصّ بها الله بعض خلقه دوناً عن سواهم وجعلهم به يسموّن،
فالمتابع لما هو منشور في غالبية المواقع وحتى الصحف الورقية والمجلات الثقافية المتخصصة سيرى ما أشير إليه واضحا فيها وإن عمدّ الى تجاهله ،
فالشاعراليوم وبدلاً من ان يكتب مثلاً عن الخراب مشيراً له ومؤشراً عليه وداعياً الى العمل على ترميمه ولو بما يملك وأعني الكلمات ،
صار يعمد الى تخريب ماهو جميل فنراه بدل الامساك بزمام الصورة الشعرية المفضية الى الخلق أو الترميم في ذات متلقيه يركن الى الامساك بمعول هدم يستخرجه من ذاته هو متعمداً فيكتب مالايصلح لتكوّين ذائقة نقدية صحية وصحيحة وحجته في ذلك أنه حداثوي ينبذ القديم ويساير التطور ليس في الشكل الكتابي وحده ، بل تعداه الى الموضوعات ولغة التعبير عنها حدّ ان المتلقي بأنواعه صار يخشى المرور على مايقع تحت يافطة شعر، أما تحاشياً للاذى الذي سينتابه منه لحظة التلقي تلك أو محاولة منه للتمسك بجمال سابق يحتفظ به مما مضى في الذاكرة، لأن الشعر مذبوح الآن ممن يفترض ان يكونوا خالقيه،
نعم لقد غدتْ غالبية القصائد مصانع فعلية وفعّالة لقتل الجمال ،
ومكاناً صالحاً وبإصرار لتهشيم الذائقة النقدية أو تخريبها بالكامل وساير شاعرنا اليوم الحداثة في تخريبها لكلّ جوانب الحياة المادية والمعنوية حتى غدا مدمِراً وباقتدار لزاد الروح الذي إليه كانت تركن حين اليأس ،
أجل يمكن ان يكون الذاتي أوالمعيش أداة فاعلة في تأسيس مثيولوجيا جديدة – كما يرى نيتشه واتباعه- لكن لماذا علينا ان ننتقي أو نتقبل الوحشي و المخيف والكريه والسيء والسوداوي موضوعاً لقصائدنا ؟
وإذا كان ولابد من صناعة أساطير خاصة بنا تُعلن عنّا شعراء، فلتكن أساطيراً خلاقة، أساطيراً لا تستقل جرار الهدم الحداثوي من أجل الهدم وحده، بل أساطيراً لها القدرة على ازاحة اطنان الحزن العميق المتراكم وفسح المجال امام حزن شفيف مولد للجمال مثلاً
اذاً هي وقفة منّا لنتساءل مع أنفسنا إذا ما دُمّر الشعر فماذا سنقرأ كي نلج بساتين الزمرد مبتهجين ؟
والى َمنْ سنشكو لوعة قلب اضناه ليل هجر بطول مكوثه ؟
وَمنْ سيكفكف دمع مقلة انحدرتْ على سفح فراق؟
مَنْ سيقول - اذا ماخرّبنا قصائدنا بدعوى حداثيتها - لأمهاتنا نحنُ مازلنا عاشقين لعبق عبائتكن ايتها الملتحفات بالصبر؟
وإذا مادمرنا قصائدنا - وكما يحدث اليوم- فمن أين نستعير طعماً لكلّ شيء؟
وبمَنْ سنحارب وحدتنا وخوفنا ، قلقنا وتكرار هزائمنا؟
حتى الموت سيكون عادياً غير مبالى به إذا ما جاء خاطفاً لاحدى ضحاياه فلا قصائد حينها تبكي الفقيد؛
واذا ماسمعنا (سان سيمون) يصرح من على منصته قائلاً ( نحن الفنانين طلائع تقودك نحو المستقبل ) هل نستطيع حينها تحديد وجهة وشكل المستقبل الذي نحن طلائعه؟
أم ترى سنصم الاذان عن خطابه ونشيح بوجهنا عنه غير مبالين؟
جلّ ما اخشاه اصدقائي الشعراء أن يأتي يوم يغطي الشاعر وجهه ويلوذ فراراً من الناس خشية ان يصرخوا به قائلين : فلنمسك به، أنّه شاعر أنّه مدمر.





#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لايذبل ورد الشمال....
- ليس مرة أخرى؛
- مرآة الرؤيا
- إستباق المراثي في الاجنبي الجميل؛
- الاقتراب من حائط الموتى؛
- لماذا الصورة الشخصية؟؛
- تعريفات لمفاتيح الافق
- قصيدة الحياة اليومية في الشعر العربي القديم
- قصة
- رشدي العامل وتجارب الحياة اليومية
- خبز الدم
- شمولية الموت عند شاعرة الحياة
- حرية ام ماذا....؟
- اجهاض
- مثقفو الداخل والخارج ؛
- شاعر أم نبات طبيعي...؟
- ماذا لوكنت وزيراً للثقافة...؟
- حتى لاتمزق اللوحات
- رحيم الغالبي... لن اتذكرك ميتاً أبدا ً!
- هل القراءة تحتضر.....؟


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - أنا أدمّر إذاً أنا حداثي !