أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - الا تصلون اولا؟؟؟














المزيد.....

الا تصلون اولا؟؟؟


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المنثل العراقي المعروف( يعلم عالصلاة وما يصلي) له قصة طريفة جدا مازال العراقييون يتداولونها شفاها كلما جرى على السنتهم
في العصر العثماني كان هناك شخص معروف بالصلاح اسمه ابن الراوندي وكان من صلاحه وتقواه ان خصص جزءا من وقته لتعليم الصلاة للفتيان الصغار وكان يحضر يوميا في مسجد المحلة من اذان العصر وحتى اذان المغرب وتلتف حوله حلقة واسعة من الاطفال والفتيان اليافعين الذين يعلمهم احكام الصلاة وشروطها واركانها ومبطلاتها وانواع القراءات وكيفياتها والاراء الفقهية المتعلقة بذلك وكان بسبب هذا العمل النبيل يحضى باحترام وتقدير كل اهل المحلة وثنائهم عليه في كل وقت ومكان
ذات يوم غاب ابن الراوندي وعلى غير العادة عن حضور درسه اليومي فتعجب اهل المحلة ومرتادي ذلك المسجد من الصبيان الذين تعودوا حضوره يوميا بينهم وازداد استغرابهم عندما غاب لليوم الثاني ايضا ,الامر الذي اثار في اذهانهم الكثير من التساؤلات
في صبيحة اليوم الثالث اتفقت كلمتهم على الذهاب الى منزله للسؤال عنه والاطمئنان عليه , ظرقوا الباب ففتحته امه العجوز, سالوها عنه فاخبرتهم انه مريض من يومين, وسالتهم عما اذا كانوا بحاجة الى شيء ما لتخبره او تدخلهم عليه لرؤيته , قالوا لها : نعم نحن نريد منه ان يتعافى ليعود ويعلمنا احكام الصلاة كما كان يفعل من قبل
فغرت المراة العجوز فاها علامة لاستغرابها وقالت لهم : اكيد انتم مخطئون يا ابنائي لانه ولدي الذي ربيته طيلة هذه السنوات الثلاثين وبحياتي لم اره يصلي ولا مرة واحدة!!!!!
بالتاكيد ان قصة هذا المثل تتناول موضوع النفاق والتظاهر بامر غير موجود في الواقع ولربما تختص بان يظهر شخص ما امرا ويبطن اخر يناقضه تماما وقد يقال هذا المثل لمن ينهي الناس عن اتيان شيء وهو يأتيه ويدعوهم لعدم فعل شيء وهو يفعله وكما قال الشاعر
لا تنه عن خلق وتأتي مثله.................... عار عليك اذا فعلت عظيم
وكعادتي في ربط الامور بعضها وكما يقال في العراق( وين الرباط) اجد ان هذا الامر ملموس جليا وبشكل واضح في ردود الفعل العربية والدولية تجاه ما يحدث في سوريا من مذابح والام
خمسة اشهرمن القتل واراقة الدماء والتنكيل وتعذيب المعتقلين حتى الموت والسجون التي غصت بالابرياء ولم يفتح حاكم عربي فمه بكلمة واحدة
الفي شهيد والاف الجرحى والمصابين وعشرة الاف معتقل ومثلهم من الفارين الى تركيا ولبنان ولم نر او نسمع موقفا من حكومة عربية واحدة يعبر عن رفض هذه الهمجية وادانتها ولا حتى من باب اضعف الايمان

لم نر شعبا مسالما ينشد حريته قبل اليوم ويقتل بهذه الوحشية والقساوة ولم نر سكوتا مخزيا مثل هذا السكوت
لاجامعة الدول العربية ولا الحكومات العربية ولا الانظمة الحاكمة ولا الحاكمين ولا المسؤلين ولا اصحاب الراي ولا ورجال الدين, لم نر احدا رشح جبينه عرقا لما يحدث من ماسي في سوريا طيلة الشهور الخمسة الماضية فما الذي حدث الان؟
في غضون اربع وعشرين ساعة حدث ما يلي:
الجامعة العربية تعبر عن قلقها
الكويت تعبر عن ادانتها وتدعو للاصلاح السياسي في سوريا وتسحب سفيرها للتشاور
الملك السعودي ينتقد اعمال العنف ويدعو لاصلاح حقيقي !!!ويستدعي سفيره للتشاور
البحرين تستدعي سفيرها لنفس الغرض
وزير خارجية مصر يحذر من تداعيات الاحداث وبلوغ الامر في سوريا نقطة اللاعودة
نستطيع هنا ان نقرأ ان هناك مشروع ضربة امريكية اطلسية مؤكدة ضد سوريا تحت غطاء اممي هزيل وبذريعة حماية المدنيين كما يحدث الان في ليبيا , فمن المعروف ان امريكا وحلفائها اذا ما ارادوا ضرب دولة عربية حركوا عملائهم في المنطقة ليكونوا راس الرمح في تلك الضربة من اجل اعطاء الامر صبغة شرعية ولتقليل الاحتقان الذي قد يشهده الشارع العربي بسبب ذلك وهذا ما نلاحظه الان في المشاركة الرمزية للامارات وقطر في العمليات الجوية التي يقودها الناتو فوق ليبيا وما لاحظناه من قبل في المشاركة الرمزية السورية والمصرية والمغربية والخليجية في حرب عاصفة الصحراء التي ادت لاخراج القوات العراقية من الكويت عام1991
ونستطيع ان نستغرب هنا ايضا لان الدعوات للاصلاح والديمقراطية قد صدرت من انظمة مستبدة لها سجل حافل في الظلم وانتهاكات حقوق الانسان
البحرين التي يعين الملك نصف برلمانها ويحكمها نظام ملكي وراثي لا يقيده دستور ومازالت الى الان تشهد تظاهرات شعبية تطالب بالاصلاح والديمقراطية ولم تستطع كل اساليب القتل والقمع والاعتقالات وتكميم الافواه وهدم المساجد واغلاق الصحف وحل الجمعيات من اخمادها ورغم الدعم الخارجي الذي تلقته لاتصلح ابدا لان تدعو للاصلاح والديمقراطية في سوريا
الكويت التي يعيش نصف سكانها بدون هوية ولا يتمتعون باي حقوق او امتيازات ولا يحق لهم المشاركة السياسية او العمل او التملك العقاري ويحكمها نظام وراثي تهيمن فيه العائلة الحاكمة على كل مقدرات الامور ويحل فيه الامير مجلس الامة كلما اراد ان يستجوب شقيقه ( رئيس الوزراء مدى الحياة )لا تصلح ابدا لان تكون منادية بالديمقراطية والاصلاح في سوريا
نظام الحكم الملكي الثيوقراطي العتيق في شبه جزيرة العرب الذي غير اسم البلاد الى ( السعودية) ويسيطر عليه امراء ال سعود بمعاونة الفكر السلفي الوهابي المتخلف ويحكم حكما مطلقا دون دستور ودون احترام لابسط مظاهر حقوق الانسان والحريات الاساسية لا يصح ان يكون مناديا بالديمقراطية والاصلاح في سوريا
نحن مع الحرية للشعب السوري لانه يستحقها فعلا ونحن مع ايقاف الة القتل السلطوية عند حدها ونحن مع ايقاف نزيف الدماء ونحن مع تغيير النظام البعثي الدكتاتوري الذي مازال يحكم البلاد منذ خمسة واربعين عاما بالحديد والنار لكننا لا نقبل الدعوات للاصلاح من انظمة فاسدة ولا نستسيغ الدعوات للحرية من انظمة لا تؤمن بها و لا نرتضي الدعوات للديمقراطية من انظمة دكتاتورية مستبدة
فليصلحوا انظمة حكمهم وليعطوا شعوبهم شيئا من حرياتها وحقوقها المسلوبة
وليصلوا اولا قبل ان يأتو ليعلمونا الصلاة






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي.... انقلابات بيضاء
- حجاج نوري
- شئنا ام ابينا... هذا من ذاك
- اسواق وتنزيلات
- يا لرخص تلكم الدماء
- درع الطائفيه
- هيئة كبار العملاء
- طلقها يا مالكي.... طلقها ان استطعت
- من فضلكم... دعوني اكذب
- اثنان واربعون ... يامفتري
- مصر.. مصر.. مصر
- مملكة الدماء
- ومتى سترحل انت ايضا؟؟؟
- لا تقلق سيدي العقيد ..... الدور لك
- شعلة بو عزيزي
- حكومه ام ال44
- ديمقراطية العم مبارك
- الى متى ستصنعون الطغاة؟؟؟
- بالكونيه ! ! !
- نظرة فابتسامة فحذاء


المزيد.....




- مظاهرات في عواصم أوروبية دعما لفلسطين ومطالبة بمعاقبة إسرائي ...
- الشرطة البريطانية تحتجز أكثر من 425 شخصاً خلال مسيرة رافضة ل ...
- عون يدعو واشنطن للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنا ...
- القائد الجديد للقيادة الأميركية الوسطى يزور إسرائيل ويؤكد ال ...
- هجوم مدينة غزة يُثير احتجاجات إسرائيلية واسعة النطاق بشأن ال ...
- محللون: ترامب يحاول تحقيق أهداف إسرائيل وحديثه عن المفاوضات ...
- -مسار الأحداث- يناقش مستقبل الحرب في ظل حديث ترامب عن مفاوضا ...
- الاحتلال يدمر 90% من مباني قطاع غزة
- نهشته حتى الموت.. سمكة قرش تقتل رجلًا قبالة شاطئ سيدني في أو ...
- إسرائيل تستعد لخطوة كبرى تجاه إيران


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - الا تصلون اولا؟؟؟