أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام سحمراني - معضلة السلفيين














المزيد.....

معضلة السلفيين


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 14:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أشدّ ما ابتلي به السلفيون، في عصرنا هذا، مسألتان مترابطتان؛ الأولى منهما تبعيتهم الكاملة للولايات المتحدة الأميركية والصهاينة، إن بشكل مباشر، أم من خلال طاعتهم لحكامهم وزعمائهم المتأمركين المتصهينين الذين يقودون بأموالهم ونفطهم اتجاهات وأنماط تفكير السلفيين عبر سلسلة جهادية طويلة تؤدي في نهاية مطافها غرضاً واحداً فحسب؛ وهو تعطيل دورهم التاريخي كحركة مقاومة وصدّ للإحتلال الخارجي (غير المسلم) أنّى كان مصدره.

أما المسألة الأخرى فتتمثل بسدّ الشيعة لذلك الفراغ "الذابّ عن بيضة الإسلام" الذي تركه السلفيون خلفهم. وهو ما رأيناه جلياً على مدار سنين طوال في جنوب لبنان عبر حزب الله وحركة أمل الشيعيتين المرتبطتين بإيران الشيعية، وسوريا التي يتولى حكمها علويون. كما رأيناها من قبل عبر الحزب التقدمي الإشتراكي (الدرزي) والحزبين الشيوعي اللبناني، والسوري القومي الإجتماعي (الشيعيين الدرزيين بشكل شبه كامل)، وبصرف النظر عن العلمانية المفترضة للأحزاب الثلاثة، والتي لم تتمكن حتى اليوم من إثباتها، خاصة أنّها مشاركة فعالة في النظام الطائفي اللبناني؛ حكومياً وبرلمانياً وإدارياً.

المسألة السلفية لا بدّ تواجه كلّ فرد من داخلها بالذات بإشكاليات بالغة التعقيد. وأهم تلك الإشكاليات ما يتصل بالأولويات لديه. فهل من أولوياته أن "يجاهد" ضد الصهاينة والأميركيين على وجه التحديد بينما يتحالف معهما حكّامه وزعماؤه الذين يموّلونه اقتصادياً ويسندونه وجودياً واستراتيجياً؟ وهل يجب أن يتحالف مع الشيعة وغيرهم من "الفرق" في قتال الصهاينة والأميركيين، أم يجب أن يطعن بهم في الظهر، ويستعيد دوماً موقفهم من الحملات الصليبية والخلافة العثمانية؟ وهل يبقى الشيعة بالنسبة إليه في قتالهم للصهاينة على وجه الخصوص في موقعهم الأساسي كـ"رافضة" لا بدّ من تدارك عداوتهم "للإسلام والمسلمين"؟

وبهذه الإشكاليات كيف يمكن للتيارات السلفية أن تبرر للمسلمين ككلّ، دعمها سقوط بشار الأسد والنظام السوري، منسجمة في ذلك مع الإرادة والتهديدات والتحركات الصهيونية الأميركية، إلاّ إذا كانت الأنظمة العربية المتأمركة هي من تدفع تلك التيارات إلى ذلك عبر المال أيضاً وأيضاً؟ وقد يؤكد أحد السلفيين أنّ تلك الأنظمة أيضاً عدوة لهم، لكن هنالك أفراداً من العائلات الحاكمة ومن خارجها هم من يدعم تلك التيارات وخاصة السلفية البن لادنية وسواها سراً. لكن ألم تسقط بعد تلك النظرية التي تؤمن بأنّ الولايات المتحدة غبية؟ أن يقودها غبي لا مشكلة، فالمسألة ليست في أوباما وحده، بل في إدارة كاملة خبرتنا وعلمت ما في نفوسنا وخططت مراحل حياتنا من قبل أن نولد، ولا يشذّ عن صراطها في عصرنا إلاّ قلة تشكل هامش الخطأ المحتمل في كلّ دراسة مهما كانت دقتها! فهل الولايات المتحدة ومعها الصهاينة مثلاً يتحالفون مع بعض الأنظمة العربية وأعوانها بينما تقوم تلك الأنظمة سراً بقتالهم والتحريض عليهم ولو عبر أفراد وبشكل سري، إلاّ في حالة واحدة وهي أن يكون الجهاد السلفي ضد الولايات المتحدة يصبّ في مصلحتها بالذات في نهاية مطافه، وبالتالي في مصلحة الصهاينة (وهنا لا أحد يهتم بمصير الشعوب والجنود حتى ولو كانوا من الأميركيين والصهاينة) كما حدث مع المدمّرة كول، وتفجير السفارتين، وهجمات 11 أيلول، وما جرّ كلّ ذلك من فوائد للولايات المتحدة التي كانت على وشك السقوط فاستقامت بابتلاع الثروات في العراق وتقاضي الأجور من دول الخليج بالذات على شكل صفقات أسلحة... أسلحة لن تستخدم يوماً إلاّ لغرض أميركي صهيوني بالذات.

أن يتحالف الشيعة يوماً ضدّ السلطنة العثمانية مع المحتلين البريطانيين وينضووا تحت راية الثورة العربية الكبرى ومن قبلها الجمعيات السرية، فتلك مسألة كلاسيكية، شذّ عنها الشيعة في هذا الزمان بالذات - كما شذّ الحمدانيون في العصر العباسي وسواهم في عصور أخرى- وباتوا في قلب المواجهة مع الإحتلال، أيّ احتلال. أمّا أن يقع السلفي غير المرتبط بالأممية أو بالقوميتين العربية والسورية، في حمى الولايات المتحدة والصهاينة استخباراتياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً، وأن يتعطّل عن القيام بدوره الذي يمليه دينه من "جهاد في سبيل الله" و"ذبّ عن بيضة الإسلام" فإنّها المعضلة الكبرى التي لا يمكن أن تنتهي بسقوط النظام السوري. فمثل هذا السقوط لن يفيد السلفيين بشيء وسيؤسس لعداوة متأصلة بينهم وبين محيطهم المتكاتف شيعياً، ودرزياً، وعلوياً، واسماعيلياً، ويزيدياً، ومع هؤلاء كذلك المسيحيون والعلمانيون (وبينهم من أهل الكثير من أهل السنّة) بطبيعة حال الفكر السلفي التكفيري الرافض للآخر باعتباره ذمياً، أو زنديقاً، أو مرتداً، أو فاسد عقيدة، وصاحب بدع.

معضلة كبرى ليست بلاد الشام أرض الخلاص منها كما لن تكون يوماً، بل هو في بلاد أخرى، وأنظمة أخرى لا بدّ أن تسقط... أنظمة متأمركة لا تشبه النظام السوري إلاّ في استبدادها.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقالة الأسد وخيارات المواجهة
- المحكمة الدولية لا ريب فيها
- نكبة علمانية في بيروت
- أوباما وبن لادن.. وسلفيو البلاد العربية
- إستهلاك لبناني.. للقضايا
- دعابة أميركية اسمها المعونة لمصر
- حقيقة البحرين بعيداً عن قنوات تدّعيها
- للثورة مجدداً في ليبيا
- يد ممدودة
- في حلب وغربها.. من لبنان
- ثورتنا اللبنانية البطيئة.. وما يجدر بها هذا
- إسقاط النظام في لبنان يتطلب إسقاطه... لا مطالبته!
- المعارضة البحرينية وقد انقلبت مقاومة
- للمتظاهر التعزير.. فماذا للمفتين به!؟
- شاورما ورفاق وحملات سياسية في ليل بيروت
- في الشحوة رواية لم يلحظها تحقيق دولي!
- فلسطين المنسيّة وسط ثورات محيطها
- هذا جناه ليبرمان.. يا تشيني!
- صفقات أميركية فوق دماء الليبيين
- القذافي الذي لم يرث الحكم


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام سحمراني - معضلة السلفيين