أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيروز أمين - رنين الأجراس الحلقة الثالثة















المزيد.....

رنين الأجراس الحلقة الثالثة


فيروز أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 00:42
المحور: الادب والفن
    


تعود خالد ان يذهب لزيارة العم محمود فهو أكثر شخص مقرب اليه ويرتاح كثيرا لرؤيته ثم انه يعرف انه موجود في البيت في هذه الساعة ليستمع لأغاني الزمن الجميل مع شرب القهوة .
عم محمود : أهلا ياخالد يا حبيبي تفضل .
خالد : كيف الحال ؟
عم محمود : الحمد لله ، وانت كيف هي أحوالك ؟
خالد : بخير والحمدالله ، أتيت لشرب فنجان من القهوة معك .
عم محمود : خير ما عملت يا بني ، القهوة دائما جاهزة عندي تفضل .
خالد : شكرا ، تعلم عندما أدخل هذا البيت أحس ان الزمن قد توقف بي ويحصل عندي حالة من السكون والطمأنينة حتى الهواء أحسه أكثر نقاوة من الخارج الذي تلوث بدخان وضجيج السيارات الوافدة للبلد بدون اي حساب لإستيعاب الشوارع لهذا الكم الهائل من السيارات .
عم محمود : الناس أصبحوا يمتلكون السيارات بسهولة وكأنهم يمتلكون هاتفاً نقالاً .
خالد : طبعا فشركات السيارات تعلن عروض مغرية لشراء السيارات بالتقسيط المريح وبمقدمة معقولة وأحيانا بدون أي مقدمة ، يمكن بالأمس كانت السيارات من ضمن الضروريات ولكن اليوم أصبح من الكماليات فيعتبر عيب أو نقص على أي أحد لايمتلك سيارة .
عم محمود : هذا يعني أنني من العصر القديم بمفهوم اليوم لأنني لا أمتلك من تكنولوجيات هذا العصر سوى الموبايل الذي إشتريته لي ، فلا أمتلك سيارة ولا ستلايت ولا لابتوب .
خالد : على ذكر الستلايت لما لا أشتري لك واحدة هنالك قنوات خاصة تعرض الافلام والاغاني القديمة ؟
العم : لا شكرا لا أريد هذا الكرم منك يكفيني القنوات المحلية والراديو ، يكفيني أنني مضطر لمشاهدته في القهوة وأنا ألعب الطاولة مع أصدقائي والمصيبة أنني لا أسمع كلمة مفهومة أحيانا أحس أنني في مزاد او سوق شعبية الكل يزايد ويصيح بأعلى صوته ، وما بال المطربين ضاقت عليهم المكان ليغنوا في الحمام والمطبخ ؟
خالد : هذا إسمه انفتاح ، مع الاسف نحن لا نأخذ من الغرب الا الذي يسيء لنا ولتراثنا ، جعلنا من أنفسنا كوبي ( إستنساخ ) من حضارة عمرها 200 سنة ونسينا حضارتنا التي عمرها آلاف السنين .
العم : حسنا ولماذا لا نأخذ إيجابيات الغرب كدقتهم في المواعيد والانضباط في العمل والابداع في خلق الابتكارات والاختراعات ؟
خالد : لانه ليس هناك إنتقائية وشعار اليوم لدى شبابنا السعي وراء الاسهل والاهتمام بالكمية أكثر من النوعية ،
لو تزور الكوفي شوب ستتعجب من هذا الكم من الشباب في عمر الورد وراء النت ولو أصرفوا جهدهم في مراكز للبحوث والتطوير لكان حال البلد غير حال ، لكن مع الاسف في الحقيقة تسعين بالمية منهم مشغولون بالجات مع ناس غرباء عنهم ، شاب يتحدث باسم فتاة مع شخص آخر هو إما فتاة تدعي انها رجل او رجل يدعي أنه فتاة .
عم محمود : ولماذا كل هذا الزيف والخداع ؟
خالد : إنه الخوف يا عمي .
عم محمود : الخوف من ماذا ؟
خالد : الخوف من الرفض ، لو أن الشاب او الشابة لا يشعرون بأنهم مرفوضون من الطرف الآخر ماكانوا تواصلوا على النت بأساماء مستعارة وبشخصيات غير شخصيتهم الأصلية ، ولهذا ترى أن أكثر الكتب مبيعا ورواجا في الوقت الحاضر هي كتب :
كيف تبني وتقوي شخصيتك ؟ كيف تؤثرين على الرجل او كيف تؤثر على المرأة ؟ هل تريدين ان تعرفي سر جمالك ؟ كيف تصبحين مرغوبة للرجل ؟
كيف تعرف نفسَكَ ؟
تصور ان كتاب كتبو شخص في آخر العالم هو الذي يعرفك عل من نفسك .
هذا بالاضافة الى مقاييس الرجولة والانوثة السائدة في هذه الايام ، اليوم الفضائيات تروج للجمال للرجل والمرأة على السواء ، دايت النجوم ، ملابس النجوم ، كيف تحصل او تحصلين على ابتسامة النجوم ، لذا نرى الان اقبالا كبيرا على عيادات أطباء التجميل ما عاد أحد راضي عن شكله الكل يريدون ان يكونوا نسخة عن غيرهم ، ألا تلاحظ انه تقريبا الفنانين اصبحوا شبه بعض.
العم محمود : هناك سؤال يحيرني ، لماذا مع هذا الكم من وسائل الاتصالات والمفروض انه يزيد من التواصل بين الناس ، ألاحظ العكس و الناس بدات تبتعد أكثر وأكثر عن بعض والالفة والرحمة لم تبقى كالسابق ؟
خالد : اليوم يكفي أن ترسل مسج لصديقك او قريبك تهنئه بالعيد او بعيد ميلاده حتى بطاقات دعوة الزفاف أصبح البعض يرسلها بالموبايل بحجة أنه مشغول وليس لديه الوقت الكافي للمرور على أصحابه .
عم محمود : كلامك صحيح ولكن من جهة أرى ان الناس معذورة ، فالحياة أصبحت قاسية ومستتلزمات الحياة في غلاء دائم والذي يعتمد على عمل واحد يموت من الجوع .
خالد : لا أنكر أن الحياة صعبة ولكن القناعة أصبحت معدومة لدى الناس ، التنافس لامتلاك الافضل هو ما زاد من عبء المعيشة ، لو تعلم كم التعليقات التي تردد على مسامعي كل يوم لأنني لا أغير سيارتي القديمة بأخرى جديدة والذي يعلق علي أنني بخيل ، والذي يقترح علي وضع سيارتي في المتحف مع أن السيارة في وضع ممتاز ولست بحاجة لتبديلها .
وفيما كان خالد يتحدث مع العم محمود ورده إتصال من رقم غريب تسائل من يكون المتصل وإنزعج من فكرة تداول رقمه بين أناس غرباء :
آلو رد خالد من معي ؟
الو استاذ خالد قال المتصل أنا عادل أخو حسام عذرا لاتصالي بك وإزعاجك ولكن حسام مختفي منذ البارحة وفكرنا ربما يكون عندك اوقد يكون لك علم بمكانه .
لا إنه ليس معي ، هل حاولتم الاتصال بهاتفه ؟ قال خالد
موبايله مقفول رد أخوه ونحن بصراحة نخشى أن مكروها أصابه ، وقلت وبما أنك صديقه ربما تعرف شيئا عن اصدقائه الآخرين .
الحقيقة لا أعرف شيئا ولكن بالبارحة تغديت معه .......وهنا لم يكمل كلامه وفكر امن الممكن انه فعلا عمل بنصيحته وبالغ فيه .
وهنا غير من صوته ليبدو أكثر صدقا ، كان يبدو بخير ربما ذهب في رحلة عمل لا تقلقوا عليه وربما نفذت بطارية موبايله سترون انه سيتصل بكم .
ارجو ذلك قال عادل مع السلامة .
مع السلامة قال خالد ، لا تقلق من ناحيتي سأسأل اصدقائنا المقربين علهم يعرفون شيئا .
نكون شاكرين لك رد عادل .
مجنون ويفعلها قال خالد بعد ان اغلق الهاتف ، ولكن الى أين ذهب يا ترى ؟
ماذا حصل لصديقك ؟ هل أصابه مكروه ؟ قال العم محمود .
لا إنشاء الله خير ولكن أعتقد أنني السبب في إختفائه ، عندها بدأ في شرح مشكلة حسام للعم محمود وعن إقتراحه لوضع حد لمشكلته .

بعد مرور أسبوع خالد ورده إتصال من حسام لم يصدق انه هو المتصل ورد على اتصاله فورا وبدأ بسيل من الاسئلة :
آلو نعم حسام كيف حالك ؟ أين أنت ؟ الدنيا كلها تبحث عنك هل انت بخير ؟ اين كنت طوال الايام الماضية ؟
أما حسام فرد عليه بكل برود على مهلك علي يا خالد ، أنا بخير يا يا خالد ليتك كنت معي قضيت أحلى إجازة .
واين كنت ؟ سأل خالد بتعجب .
الحقيقة انني بعد مغادرتنا المطعم فكرت بنصيحتك ووجدت نفسي اقود السيارة طوال الليل ، ولم احس بنفسي الا وانني خارج المدينة إستأجرت غرفة في فندق وقمت بإطفاء موبايلي واستسلمت لنوم عميق ، تدري انني لم انعم بنوم هانئ منذ سنة ؟
لا تقع اللوم علي ولا تعيد هذا الكلام ، أنا لم انصحك بالهروب والاختفاء هكذا، كل ما قلته انه لاضير من ان تسهر خارجا لوقت متأخر ، تدري عائلتك بحثوا عنك في المستشفيات واقسام الشرطة حتى ان اخوك اتصل بي ليسأل عنك قال خالد بغضب .
حصل خير رد حسام آه لو رأيت وجه أميرة عندما عدت للبيت قال حسام منذ رجوعي وهي تدللني آخر دلال .
لم يتجرأ خالد على الكلام اكثر معه خوفا من ان يلقط منه فكرة سخيفة ثانية وان كان على طرف لسانه كلام كثير لكنه آثر ابتلاعها هذه المرة وبعد ان انهى اتصاله مع حسام قال لنفسه ، كلها يومين وترجع ريمة لعادتها القديمة إستمتع يا عم حسام بهذين اليومين في الجنة .

يتبع .........



#فيروز_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رنين الأجراس الحلقة الثانية
- رنين الأجراس الحلقة الأولى
- جريمة بحق البراءة
- إعلان عن شركة لتصدير .........
- رنين الأجراس
- الحكام العرب من جنيف الى الرياض
- رؤية عصرية لروبن هود
- سعادتي
- أيها البشر إحذروا ......
- أأعجبتُك ؟
- لا
- أين الرئيس ؟
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء السادس
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الخامس
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الرابع
- يوميات شباب25 يناير في ميدان التحرير الجزء الثالث
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير - الجزء الثاني
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيروز أمين - رنين الأجراس الحلقة الثالثة