أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زياد صيدم - أم صبري صيدم ، وداعا سيدة المناضلات.














المزيد.....

أم صبري صيدم ، وداعا سيدة المناضلات.


زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 07:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


حين رن هاتفي المحمول ليأتيني بالخبر الصاعقة على نفسي.. كنت أتابع برنامجها الأخير قبل حلول شهر رمضان المبارك والذي ختم بيوم تكريم القائد أبو صبري في بلدة " بيت فوريك " قضاء نابلس التي شهدت أكبر معارك التحامية مع الصهاينة لساعات ممتدة حيث كانت المجموعة الفدائية بقيادة زوجها الذي رحل قبل أربعة عقود وما تزال ذكراه ماثلة لرمزية القائد المحب والعاشق لتراب فلسطين وسيرته العطرة في نفوس المقاتلين وأجيال الثورة والفتح المتعاقبة...
اغرورقت عيناى بدمعة لاهبة في صيف حارق لم استطع منعها.. فقد مرت بمخيلتي هذه المناضلة منذ أن تعرفت عليها لأول مرة في العام 81 في بيتها بدمشق قبل سفري بعام ونيف للدراسة وكان حينها ولديها صبرى ونسرين في المرحلة الثانوية...لحظات مرت فتذكرت صدى صوتها على هاتفي قبل شهر بينما كنت أرافق ابني يوسف في المستشفى جراء حادث اعتداء آثم تعرض له طعنا بسكين غادر كانت تسأل عن صحته وأحواله بصوتها العطوف ..وكلماتها المشجعة لي .. حتى اطمأنت على حالته تماما .. غاب صوتها ولم تغب سيرة حياتها الحافلة التي واكبت بعضا منها سواء في مخيمات اللجوء في لبنان أو في سوريا وفى قطاع غزة لاحقا حين قدمت إلى ارض الوطن بعد اتفاقية أوسلو لبناء الدولة الفلسطينية ومؤسساتها مع بقية المخلصين وعلى رأسهم الشهيد المدرسة والرمز أبو عمار...
تعرفها النسوة على امتداد مخيمات اللجوء الفلسطيني..باليد الممدودة إلى العوائل واسر الشهداء ليس كمنة وإنما كمبدأ وأحقية على مؤسسات السلطة فتنتزع لهن ما استطاعت من حقوق ..لأنها الإنسانة قبل أن ترث على كاهلها تراكمات سنين طويلة امتدت لأربعة عقود متواصلة من العطاء والعمل والنضال الوطني الحافل..فمنذ البدايات للثورة كانت تبنى الأطر النسوية في كل البلاد العربية حيث تتواجد مخيمات اللجوء فيها..وهنا في قطاع غزة خاضت انتخابات المجلس التشريعي وفازت ضمن كتلة فتح وكانت في مكتبها في الوسطى تحتك بالجماهير لتستمع إليهم عن قرب وقد أنجزت كثير من المنجزات لمشاريع صغرى للنساء خاصة بتحصيلها التمويل اللازم ...
تذكرت لحظة الانتخابات وكنت مرافقا لها في تجوالها على الدوائر الانتخابية مع بعض الإخوة المقربين .. وكم كانت سعادتي بان أكون إلى جانبها بين الناس والجماهير في محافظة الوسطى في قلب قطاع غزة.. وفى تلك الأثناء وقع صوتها بنبرة حادة على أذني تطالبني بأنه لابد وان ننقل الطعام إلى الإخوة والأخوات اللذين تعبوا في لصق الملصقات والدعايات الانتخابية فأجبتها بان هناك مكلف بهذا ولابد وانه قام بعمله.. فأصرت أن تذهب بنفسها للإطلاع.. فأيقنت باني أمام امرأة إنسانة ليست كأي إنسانة أخرى..
يا الاهى.. وتلك الحادثة في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في بيروت عندما علا صوتها على بعض المسئولين حين لجأت إليها احد النسوة مستغيثة لأمر لا أتذكر تفاصيله الآن إلا أن صوتها مؤنبا بحدة لذاك الرجل حتى كاد أن ينهار أمامها خجلا.. فلحقت بها المرأة تقبل وجنتيها وتدعوا لها بطول العمر والصحة والعافية فقد ردت إليها كرامتها وحقها...
وماذا عن قهوة لطالما شربناها في بيتك العامر نستذكر معا في حضور أبناء العمومة كثير من المواقف العائلية الخاصة وكانت تستشهد بوجودي على رأس تلك الأحداث فأهز برأسي مؤكدا صحة المواقف وفطنتها وقوة ذاكرتها والتي جلها كانت فيها صاحبة رأى موفق بوعيها واحترامها الذي فرضته على الجميع لأنها قوية في الحق لدرجة العناد بإصرار لا يلين.. صلبة في مواقفها كانت حين تحتم الصلابة .. عطوفة لينة حين تتطلبها المواقف.. تجامل في كل المناسبات الخاصة والوطنية سواء كانت فرح أو عزاء.. تشارك الأصدقاء والأقارب والناس أحزانهم فهي في كل بيت عزاء للشهداء تكون.. وفى كل فرح ومناسبة سعيدة حاضرة...
حينما عينت بوظيفتي في وزارة التخطيط مسئولا على مشروعات مخيمات اللاجئين ورسم الخطط وحسابات التمويل للنهوض بالحياة المعيشية ضمن الخطة الوطنية الفلسطينية ..وكان لزاما علينا أن نستقبل لجنة المجلس التشريعي الخاصة بالمخيمات لعرض تصوراتنا وللرقابة عليها واخذ التوصيات..كانت هي رئيسة اللجنة في لجنة التشريعي عن المخيمات..لأنها صدقت شعبها وأحست بعذاباته وأمنياته ولان المخيم رمز المعاناة ورمز القضية ورمز للثورة ومفرخة الثوار ...فكانت هي الإنسانة التي لابد وان تكون الحارس الأمين على أمنياتهم وتطلعاتهم...فكانت تسطر رؤيتها بمواقف مشرفة نسجلها كأولويات لمشاريعنا في ذاك الخصوص...
أم صبري لك الذكرى والحب في نفوس شعبك وأقاربك وأصدقائك ومحبيك باقية ..لان الأعمال تبقى لتخلد سيرة من لم يبخلوا في الجهد والعطاء والفداء والتضحية..وها هي إعمالك وسيرتك تخلد ذكراك لأنها الشاهد الحي ..
لك الجنة بإذن الله ولكل المخلصين والمخلصات لهذا الشعب والوطن وللثورة التي عششت في فكرك وكيانك فلم تبخلى بالصحة والعطاء حتى آخر لحظات حياتك بسيرة عطرة يشهد لها الجميع ..فكان تكريمك من قمة هرم القيادة الرئيس الأخ / أبو مازن وقيادة فتح العليا بلجنتها المركزية ومجلسها الثوري فأنت عضو المجلس الثوري وعضو المجلس المركزي المنبثق من الوطني وعضو الأمانة العامة لاتحاد المرأة الفلسطيني وعضو المجلس التشريعي السابق ...فإليك الكلمة الأخيرة: وداعا أخت الرجال..وداعا يا حبيبة المخيمات في فلسطين والشتات.



#زياد_صيدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطارده الملائكة ! (قصة قصيرة)
- ثوار الناتو..ثوار آخر زمن.
- سيناريو متوقع للبيان رقم 10 للجيش المصري !!
- عجز (قصص.ق.ج)
- مذبحة الناتو لأسرة فلسطينية في طرابلس ليبيا.
- يرموك الأحزان (قصة قصيرة)
- حكايا شامية (ق.ق.ج)
- ليبيا دروع بشرية لحماية باب العزيزية.
- غُبر ومشانق. (ق.ق.ج)
- أطلقوا سراح الناشط الايطالي فتوريو أريجونى.
- مرايا في السرايا (قصص.ق.ج)
- تطبيق السيناريو المعكوس في ليبيا ؟.
- البرادعى وعمرو في سباق للهجن !
- تسونامى (ق. ق. ج)
- مسرح العرائس (قصص.ق.ج )
- المصالحة الفلسطينية بين الاستجداء والترقب !
- الأخ عمرو موسى انتبه المؤامرة .
- ليبيا في كلمة مندوب فنزويلا ؟
- فلسطين ما بحك جلدك غير ظفرك.
- ثلاثة ردود عاجلة على الفيتو الأمريكي الأخير ؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زياد صيدم - أم صبري صيدم ، وداعا سيدة المناضلات.