|
إبتسامات رمضانية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 11:43
المحور:
كتابات ساخرة
من النادر جداً ، ان يتفق المسلمون على أول يوم رمضان .. ومادام الإعتماد الأساسي ، هو على " رُؤية الهِلال " ، فمن المتوَقع ، ان لايحصل توافقٌ على ذلك .. فإختلاف الأماكن والفروق في دقة الرؤية وقوة البصر ، من شخصٍ الى آخر ... تؤدي الى عدم الإتفاق ! . ولم تكن هذهِ المشكلة موجودة في السنين الاولى من ظهور الدين الاسلامي ، لأن جميع المسلمين كانوا متواجدين في مدينة صغيرة واحدة .. ولكن بعد توسع الفتوحات الاسلامية وإنتشار الاسلام على مساحات شاسعة ، تمتد من الجزيرة العربية وبلاد فارس الى مشارف الهند والصين شرقاً والاندلس غرباً .. ومع عدم تَوّفر وسائل النقل الحديثة والإتصالات السريعة في ذلك الزمان ، فمن الطبيعي ، حصول إختلافات في رؤية الهلال ، ومن ثم فرق يوم او يومين وحتى أكثر بين أول ايام رمضان ، في ولايةٍ واُخرى . ومن الطرائف في التراث الاسلامي في هذا الصَدَد ، ان [ جماعةً فيهم ، الصحابي الجليل ( أنس بن مالك ) ، وكان في حوالي المئة من عمرهِ ... خرجوا لرؤية هلال رمضان .. فقال أنس : قد رأيتهُ هو ذاك .. وأشارَ ، لكن القوم لم يرونه !. وكان ( إياس القاضي ) حاضراً ، وهو الشهير بذكائهِ وفراسته .. فنظرَ الى أنس بن مالك ، وإذا شعرة بيضاء من حاجبهِ قد تَدّلَتْ فوق عينهِ ! .. فمسحها وسّواها بحاجبهِ .. ثم قال : والآن اُنظر أبا حمزة . فجعلَ ينظُر ويقول : لا أراهُ ! ] . فلو لم يكن إياس القاضي حاضراً في تلك اللحظة ، لِما إستطاع أحد مُخالفة رأي الصحابي الشهير ، أنَس بن مالك .. ولصامَ المسلمون في اليوم التالي ! . تُرى كَم من السنين ، تسببتْ شعرة بيضاء مُتدلِية فوق العين، في رؤيةٍ موهمومة لهلال رمضان ؟. وفي التُراثِ أيضاً ، [ رؤيَ إعرابيٌ يأكُل فاكهةً في نهارِ رمضان ، فقيلَ له : ما هذا ؟ فأجاب الإعرابيُ على الفور : قرأتُ في كتاب الله : " وكُلوا مِنْ ثمرِهِ إذا أثمَر " .. والإنسان لايضمن عمره ، وقد خفتُ أن أموت قبلَ وقت الإفطار ، فاكون قد مُتُ عاصياً ! ] . هذا الإعرابي لم يُعاقَب ولم تكن الاحكام مفرطة في التزمت والقساوة ، كما الآن في عديدٍ من البلدان الاسلامية . أما الشاعر العباسي ( إبن الرومي ) ، فقالَ حين تصادفَ شهر رمضان في عز الصيف ، قالَ واصفاً مُعاناة الحّر والعطش : شهرُ الصيامِ مُباركٌ ، ما لَم يَكُن في شهرِ آب .... الليلُ فيهِ ساعةٌ ، ونهاره يوم الحِساب ! خفْتُ العَذابَ فصمْتهُ .... فوقعتُ في نفسِ العذاب ! كانتْ مثل هذهِ الطرائف ، شائعة في تلك الأزمان .. ولم يودع ابن الرومي السجن ، ولم يُتهَم بالكُفر او الزندَقة لقوله أعلاه .. بينما اليوم ، قد يتعرض المرء في بعض البلدان الاسلامية ، للمُسائلة والعقاب ، لنطقهِ بكلماتٍ أقل من ابن الرومي ... أو حتى إذا إشتهى فاكهة في نهار رمضان مثل صاحبنا الإعرابي !. إجتمعتْ الأسباب هذهِ السنة ، في رمضان ، لكي تزداد المعاناة : يُصادف شهر الصيام ، شهر آب اللاهب ... ثُقب الأوزون والتغيرات المناخية ، أدتْ الى تكون درجات الحرارة في هذه الفترة تتخطى الخمسين درجة مئوية ... وزارة الكهرباء تواطئتْ مع أصحاب المولدات الاهلية ، لكي تُفاقم العذاب ، بالإنقطاعات المتكررة والطويلة ... التُجار الفُجار ، توّجوا الحملة المُنَظمة ضد المواطن العراقي المسكين ، بإشعالهم نار الجشع ، في الأسعار ولا سيما المواد الغذائية !. لنكُن مُتسامحين مع بعضنا البعض ، أزاء .. رواية الطرائف والنوادر حول رمضان والصوم ، عّلنا نتجاوز هذا الحَر الكافر هذهِ السنة !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنقلابٌ صامت في تركيا
-
الغُربَة .. وفُقدان الذاكرة
-
جَشع التُجار .. وحماية المُستهلِك
-
زيارات الرؤساء .. مَحَلِياَ
-
ايران والحدود مع العراق
-
سياسة فرنسا وتأثيراتها على العراق
-
ترشيقٌ على الطريقة العراقية
-
بين - الميتِنك - و - الإيتِنك -
-
الصحة النفسية لرؤساءنا
-
حكومتنا وصناعة الإحباط
-
يومٌ إيراني مشؤوم في العراق
-
- عصا - عُمر البشير
-
الفساد و - الأثر الرجعي -
-
المصريون و - الإستكراد - !
-
الصحفيون العراقيون .. وكِلاب التفتيش
-
المُعّلِمون .. أمس واليوم
-
المُؤمنُ يُلدَغ من جُحرٍ عشر مرات
-
النُخَب المُهّمَشة
-
- شالومكي - هو الذي يضرُبنا
-
الحكومة ونقود الملا - سين -
المزيد.....
-
طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب
...
-
المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها
...
-
أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ
...
-
الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
-
كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
-
6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
-
فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
-
قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
-
أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال
...
-
بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|