أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - التيار الإسلامي والانتفاضة السورية















المزيد.....

التيار الإسلامي والانتفاضة السورية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 03:28
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


التيار الاسلامي السوري في الحقيقة غني ومتنوع, وفي الوقت نفسه لايزال تنظيم جماعة الاخوان المسلمين وبخاصة في الخارج, هو الوحيد الذي يمتلك عدته المؤسسية, ولهذا نجد أن التيار الاسلامي هذا رغم تنوعه, إلا أنه في المحصلة يجد نفسه ملتفا حول الجماعة المؤسسة الوحيدة لديه, رغم أن الشارع السوري منذ بداية الانتفاضة, حاول أن يكون ملتفا حول مطلبه الاساس في الحرية والكرامة, هذا المطلب الذي حاولت شتى أنواع المعارضة لدينا أن تفسره على طريقتها وتحمله مضامينها التي لم تفلح سابقا في احداث اختراق ذات معنى لهذا الشارع, وهذا ليس تقليلا من قيمة أحد وتضحياتنا, بقدر ما هو تنويه ضروري لكي لا أحد يتفوه باسم الثورة, ومن ضمن هذه المعارضة كانت محاولة جماعة الاخوان المسلمين المستمرة من أجل أن تعطي مضمونها للثورة من جهة وتعمل من أجل أن تقود المناخ المعارض كله, وهذا أمر ترك نوعا من البلبلة غير الايجابية في أحيان كثيرة, هذا المضمون الذي لايزال حتى اللحظة, لا يمكننا أن نغض الطرف عنه على أنه مضمون يقتصر سياسيا وتنظيما على السنة من أهل سورية, لا يوجد لدى الاخوان في قيادة حزبهم شخصا واحدا لا ينحدر من خارج الأكثرية السنية السورية, وهذا بالضرورة سيعطي ملمحا خاصا على المستوى الوطني يترك حساسياته الملغمة أيضا بسلوك السلطة التطييفي, ينسحب على المعارضة ويخلق مع عوامل أخرى هذا النوع من البلبلة التي لا تخدم بأي حال ثورة شبابنا في الداخل. ولنلاحظ ملاحظة تتحمل فيها القوى اليسارية والليبرالية والقومية مسؤولية كبيرة أيضا, كانت جماعة "الاخوان" فاعلة في كل المؤتمرات التي عقدتها هذه المعارضة, بما فيها لقاء السميراميس الأول الذي شارك فيه معارضون من وزن ثقيل كان "الإخوان" حاضرون, من خلال موقفهم الذي اتخذوه من هذا اللقاء التشاوري, حيث لم يصدر موقفا رسميا عن الجماعة بخصوصه لا سلبا ولا إيجابا. نعم بدء من مؤتمر انطاليا حيث كان لهم دور فاعل من خلال جمهرتهم المدعوة للمؤتمر ومن ثم مؤتمر بروكسل الذي كان كله تقريبا من نفس الاتجاه وصولا إلى مؤتمر الانقاذ الأخير الذي شارك فيه الأستاذ هيثم المالح قادما من سورية, هذا المؤتمر الذي فشل في حمل صوت التنسيقيات بالداخل, وتمت الغلبة فيه لمعارضة الخارج المتمحورة حول جماعة الإخوان المسلمين.
لا أعرف في الحقيقة منذ اليوم الأول للانتفاضة سبب إصرار المعارضة على عقد مؤتمراتها في تركيا, وقد حذرت من هذا الأمر منذ بداية الثورة, يجب ان نبتعد بمؤتمراتنا عن مناطق الاحتدام الإقليمي كما أسميتها آنذاك, الا ان هناك أصرارا غريبا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك, أن "الإخوان", تركوا للتيارات الأخرى هي التي تصر على تركيا, رغم أنهم هم من أسسسوا لهذا الخيار, والنتيجة أننا اصبحنا الآن أمام محور تركي في المعارضة السورية, كنت قد نبهت منه قبل الثورة بأشهر عندما كتبت حول أن تركيا مقبولة من المعارضة ومن السلطة, فرغم أن الاتراك العداليون هم كانوا وراء السعي من أجل فك الحصار عن نظام بشار الأسد, كانت غالبية المعارضة السورية, تهلل لهم! ورغم انهم حاولوا أكثر من ذلك في هذا المضمار بأنهم بدأوا يحاولون فرض أجندة مصالحة مع النظام من قبل الجميع إقليميا ودوليا, ومع المعارضة السورية, هذا بحد ذاته أيضا أعطى زخما لجماعة الإخوان المسلمين, زخما في حركتهم من دون أن يفسروا حتى أو يكلفوا أنفسهم عناء تفسير مواقفهم, فمن معارض شديد للنظام إلى نعت موقفه من غزة بالوطني وتعليق نشاطهم المعارضة مرورا بأنهم لم يقفوا مع الثورة في الأسابيع الأولى من عمرها, وبقوا في حالة تعليق لنشاطهم المعارض, وصولا الآن إلى أنهم يريدون أن يكونوا الناطقين باسم المعارضة كلها, والثورة كلها. أراد قسم منهم أن يستمر في الحوار مع النظام, لهم القيادة ويرى القسم الآخر عدم الحوار أيضا يكون لهم ذلك والمعارضة تنتظر من سيحسم الخلاف بين التيارين في داخل "الإخوان"!! وهذا أيضا ساهم في البلبة الحاصلة, ماكنت أتمنى على معارضة الداخل المؤطرة كما تزعم, أن تظهر كل هذا العجز المؤسسي في استيعاب ومواكبة ما يحدث, لهذا وجدت أن المؤتمرات تريد تفسير ثورة شبابنا كما تشتهي وتريد القامات الداعية لها والقائمة عليها, وكنت قد توسمت خيرا في مؤتمر انطاليا وحاولت انا كغيري أن يكون لهذا المؤتمر وقعا مؤسسيا واضحا يراه العالم وتراه جموع شبابنا الذي يقدم دمه يوميا, إلا أن هذا لم يحصل ولأسباب ربما نعالجها لاحقا.ولازلت مراهنا على هذا المؤتمر, لكن هذا الرهان أصبح أقل واقعية, واكثر رغبوية, ليعذرنا شباب الثورة, إن معارضة الخارج والمعارضة السورية عموما مخترقة من قبل شخصيات تقليدية تعودت أن تكون هي في واجهة أي لقاء أو أي مؤتمر, وسبق وأن كتبت عنهم, وهؤلاء تمرسوا تماما كالنظام في أن يفعلوا ذلك, وهذا يلتقي مع الحالة المؤسسية الوحيدة وهم الاخوان, ويستفيدون من هذه التيمات المعيقة لعمل المعارضة, ففي كل مؤتمر يكون ثلث مدعويه أخوان مسلمين او من تيار إسلامي ما, عموما, والباقي لا وجهة موحدة لديهم فيضيعوا في خلافاتهم ويجمعهم الأخوان من حول ثلثهم هذا!
وهنا قلت أن هذه البلبلة لا يتحملها "الإخوان" وحدهم, وسأضرب مثالا أيضا ربما يوضح وإن كان قديما وللتاريخ, كان الإخوان من المشاركين في التأسيس ل¯ "إعلان دمشق" للتغيير الديمقراطي, وفيما بعد أصبحوا في جبهة الخلاص, وعندما تركوا جبهة الخلاص لم تساءلهم المعارضة, بل عادت أوساط إعلان دمشق تهلل وترحب بخطوتهم وعودتهم لخيمة الإعلان! وهم حاولوا اللعب على هذه القضية ولم يعودوا, رغم أنهم كانوا قد علقوا معارضتهم للنظام!
في النهاية أود ان أقول للأصدقاء في الجماعة, أنا لست ضد محاولتكم قيادة الركب, ولكن علينا أن نجد تنظيما لديكم على المستوى الوطني العام, وحزبا سياسيا لا يتموضع في سورية طائفيا, وعليكم باسم هذا الحزب تقديم مشروعكم الوطني للدولة الديمقراطية الموعودة.
أما بغير ذلك ستبقى حركتكم مثار إشكال رغم قوة حضورها في الخارج, التنسيقيات في الداخل تنادي عبر دماء الشباب السوري"الشعب السوري واحد" وهذه التنسيقيات فيها كوادر مهمة ولها تاريخ في العمل الوطني المعارض ومنهم من دخل سجونا, ومنهم من هو متوار عن الانظار,وعليكم أن تبرهنوا على ذلك حزبيا وتنظيميا, ويكون في حزبكم قيادات تنتمي لشرائح سورية غير سنية, هل هذا الطلب صعب تحقيقه?
أنا اعرف أنكم ترفضون العنف وهذا اتجاه بات أصيلا لديكم ولا يمكن التراجع عنه, وأعرف أنكم تحاولون أن تبعدوا عن أنفسكم شبهة الطائفية, ومشروعكم لمستقبل سورية المقدم من قبلكم عام 2004 على ما أذكر, يصلح أساسا للبناء عليه, فلما لا يبدأ البناء عليه من قبلكم قبل الآخرين?
والاختلاف لا يفسد في الود قضية.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حناجر وانامل وبخاخ...سيسقط النظام!
- عن الثورات العربية والسورية خاصة.
- حوران البداية والنهاية!
- فضاء الشارع المتظاهر
- نحن معارضة.. حماة تحت النار.
- الثورة السورية تقود المعارضة.
- ما سر التواطؤ الدولي مع النظام السوري؟ إنه العار
- حول مؤتمر المعارضين في سميراميس دمشق.
- إسرائيل تريد استمرار آل الأسد..
- -لا لحكومة منفى والتنسيقيات في الداخل هي من يحدد مستقبل سوري ...
- حرية المستحيل السوري.
- الشعب السوري يواجه العالم، تخاذل الموقف العربي.
- إلى كاتبات وكتاب الحوار المتمدن هنالك جريمة في سورية.
- ليكن الرئيس القادم سوريا مسيحيا.
- رسالة شخصية لشباب الثورة وشهداءها.
- تداعيات مؤتمر انطاليا للمعارضة السورية.
- حول مؤتمر انطاليا في تركيا والثورة السورية.
- آل الأسد والمقابر الجماعية وإسرائيل والسلام.
- العقوبات الأمريكية على بشار الأسد فرصة أخرى له ولن تكون الأخ ...
- مقابر جماعية في درعا تدخل تاريخ سورية.


المزيد.....




- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - التيار الإسلامي والانتفاضة السورية