أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - حرية المستحيل السوري.














المزيد.....

حرية المستحيل السوري.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 10:00
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



منذ بدء الثورات العربية، في تونس حيث البداية، والسؤال كان لماذا لا يتحرك الشعب السوري؟ والإجابات كانت متنوعة، لكنها كانت تقف عند عامل رئيسي وهو القمع الذي حكم البلاد لأكثر من أربعة عقود، والذاكرة السورية المليئة، بقصص القتل والاعتقال المزمن أو الاعتقال حتى الموت، القمع وما سببه من خوف أعتقدنا جميعا أنه تجذر إلى قعر لا حدود له، هذا الأمر الذي حدا ببعضنا أن يرى أنه لا إمكانية لإسقاط النظام إلا عبر المجتمع الدولي وتدخله، لأن هذا القمع يمتلك أكبر أجهزة أمنية وعسكرية في العالم، قياسا بحجم سورية وتعداد سكانها وتحمل اقتصادها، الذي أنهكه فساد النخبة الحاكمة ومواليها أصلا. لايوجد في العالم دولا لديها كل هذا العدد من أجهزة الأمن وتبعية الجيش لها، وتخصيص فرقا خاصة من الجيش ذات لون طائفي واحد لقمع المجتمع يتولى القيادة الفعلية لكل هذا المركب القمعي أخ الرئاسة العميد ماهر الأسد، كل هذا إضافة إلى تعقيد الوضعية المجتمعية السورية مما زرعه هذا النظام من طائفية ومحاولة حقن الاحقاد بين مكونات الشعب السوري، واللعب على أوتار كل الظواهر الماقبل مدنية من أجل إدامة حكمه وتحكمه بمقاليد السلطة والثروة في سورية. كل هذا وفرت له إسرائيل ومركبها الدولي الإقليمي غطاء له من حيث الحرص على إظهاره كنظام ممانعة، والسبب يكمن بالطبع في أن إسرائيل لا تريد السلام، أو لنقل أنها غير جاهزة له، على مستوى إعادة الجولان لوطنه الأم ولا على مستوى السماح بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، كما نصت اتفاقيات أسلو. وكل هذا في تأطير دولي وإقليمي لا يخل بالتوازن المبني على حالة اللاحرب واللاسلم، والذي يصب في مصلحة النظام من جهة- والنظام بوصفه نظام ناهب للثروة السورية وقاتل لشعبه- ومصلحة الرؤية الإسرائيلية لمصالحها من جهة أخرى. وهذا ما نلمسه الآن من خلال الضغط الدولي المخملي على النظام القاتل لشعبه، وكأنه طفل مدلل يراد تأديبه فقط، لكن بأدوات مخملية فصلت على قياس محاولة استمراره بالحكم.
لهذا عندما تحرك الشعب السوري في حوران بداية كان الجميع كالمشدوه، واعتبر أن الشعب السوري يواجه المستحيل ويصنعه، لهذا ما يعيشه الشعب السوري اليوم هو حريته في محاولته تحقيق المستحيل ذاته كما كان يدرس ويتعامل معه قبل الثورة.
الشعب السوري يعيش حريته الآن في قلب المستحيل، واستطاع أن يتذوق الحرية أمام أعتى آلة قتل بالمنطقة وأكثرها إجراما، اعترضت الثورة الشبابية السورية، عوائق كثيرة غير آلة القتل هذه، لكن أهمها التالي:
- نظام مصر على القتل وشعب يتظاهر بشكل سلمي، ودون أن يجد من يوقف هذه الآلة، وماكان من هذا النظام وأعوانه من المخبرين الصغار في لبنان أو في من يحسبون أنفسهم على المعارضة أو على النشاط الحقوقي السوري وهم عار على الحقلين، بأن النظام يواجه حركات سلفية مسلحة. وهذا ما أوقع على عاتق شباب الثورة مهمة أضافية وهي التفرغ نسبيا للرد على هذه التخرصات والدفاع عن سلمية ثورتهم. وكأنهم متهمون. وأنا اقتنع بما يقوله النظام إذا سمح لقناة الجزيرة والعربية والسي إن إن مثلا بتصوير حربه ضد ما يسميه الحركات المسلحة، عندها يكون لنا حديث آخر.
- الوضع التطييفي للبلد والذي وظفه النظام خير توظيف حتى اللحظة، كي لا ندخل في لعبة أن النظام لم يستطع توظيف هذا الأمر بحجج شتى، لا.. النظام استفاد ويستفيد من هذا الوضع، ولولا استفادته هذه لسقط هذا النظام أو على الأقل لما كان يمتلك كل هذه الكتائب من الحرس الجمهوري من والشبيحة.وهذه أيضا عقدت الوضعية أمام شباب الثورة وباتوا مصرين على تأكيد أن ثورتهم لا طائفية، وكأنهم هم المتهمون وليس النظام، وشارك في هذه اللعبة أيضا بعضا من وجوه يعتبرون أنفسهم معارضة وعلمانيين أيضا، شاركوا بتواطء رخيص" من أن ثورة الشباب السوري ذات سمة طائفية" وبات مطلوبا من شباب الثورة ومن المعارضة التي التحقت بثورة هؤلاء الشباب أن تقدم يوميا صك براءة، وكأن شباب الثورة هم الطائفيون، بينما النظام واتباعه والحريصين على استمراره تحت ذرائع شتى هم الوطنيون السوريون فقط.
وكأننا أمام قاض علماني!! يسانده العسكر، أو يعمل على طريقة عمل محكمة أمن الدولة العليا في سورية، حيث تصل للقضاة هناك الأحكام جاهزة من قبل القوى الأمنية. تندرج في هذا السياق رسالة أدونيس لسيده رئيس جمهوريته..شباب الثورة اليوم يرفعون شعار جمعتهم باسم الشيخ صالح العلي، وتقدموا ببرنامجهم السياسي لمستقبل سورية، ماذا يريد هؤلاء أكثر من ذلك؟ ليجيبوا عن هذا السؤال؟
- العائق الأكبر كان تواطأ الوضع الإقليمي والدولي مع النظام ضد الشعب السوري الاعزل، هذا إذا أضفنا صمتا عربيا رسميا يعد العار الأكبر الذي كشفته ثورة شبابنا.
- العائق الآخر هو عدم وجود معارضة مؤسسية ولهذا أسبابه الكثيرة منها الموضوعي ومنها الذاتي، إضافة لانكشاف حالة اختراق مخابراتي ليس قليل لهذه المعارضة ولنشاطها الحقوقي أيضا. ممن حاولوا إرباك شباب الثورة من خلال طروحاتهم.
بالطبع هنالك عوائق أخرى لا نريد ذكرها الآن، لكننا نعيش وضعا يمكننا تسميته حرية الاستحالة، شعبنا يعيشها الآن، وعندما يصل إلى تحقيق المستحيل هذا عندها سيكون الشعب السوري قد سجل ملحمته الخاصة من أجل حريته، وهذا ما سيحصل قريبا.
وللذين يحملون المعارضة السورية مسؤولية التحريض والتجييش نقول لهم، فليقدم نظامكم مبادرة حقيقية تؤسس للخروج من هذا القتل الوحشي، وبإشراف أطراف محايدة، مبادرة لا تعود بسورية لكي يستمر في حكمها قتلة. مبادرة تؤسس لانتقال ديمقراطي حقيقي، والشعب السوري حريص على سورية أكثر منكم ومن نظامكم الذين تخترعون يوميا فتاوى علمانية ومدنية من أجل استمراره والدفاع عن شرعية قتله لشعبنا.
حريتنا بين أيد أمينة، أنهم شباب سورية، ولن تسجن ثانية.
إنها حرية المستحيل.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب السوري يواجه العالم، تخاذل الموقف العربي.
- إلى كاتبات وكتاب الحوار المتمدن هنالك جريمة في سورية.
- ليكن الرئيس القادم سوريا مسيحيا.
- رسالة شخصية لشباب الثورة وشهداءها.
- تداعيات مؤتمر انطاليا للمعارضة السورية.
- حول مؤتمر انطاليا في تركيا والثورة السورية.
- آل الأسد والمقابر الجماعية وإسرائيل والسلام.
- العقوبات الأمريكية على بشار الأسد فرصة أخرى له ولن تكون الأخ ...
- مقابر جماعية في درعا تدخل تاريخ سورية.
- الفن والثقافة والثورة السورية.. إلى سميح شقير ومي سكاف..
- في سورية -العالم عم تتذبح والحريمات عم تتفضح- والمعارضة عم ت ...
- نظام الأسد وإسرائيل واللعب الطائفي. اقتلوا واعتقلوا لكن لا ت ...
- إسرائيل تحمي الحقد وقاتل اطفالنا وشبابنا.
- لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الخارجي!
- موت بن لادن والثورة السورية!
- حوران في مجلس الأمن وتركيا
- نساء درعا يخرجن بوجه الجيش..
- إلى أهلي في درعا...النظام السوري والنموذج الليبي.
- رسالة لأوباما وردود الفعل عليها..
- الاصلاح يبدأ بالمجازر في سورية.


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - حرية المستحيل السوري.