أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - خرجة إستكشافية سياسية..














المزيد.....

خرجة إستكشافية سياسية..


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 22:54
المحور: كتابات ساخرة
    


حين يأخذنا أساتذتنا في الماضي إلى الخرجات الجيولوجية الصغيرة كي نتعرف وقت تعاقب القمر و الجزر،كانوا يمرون بنا في ما يشبه حجة و زيارة على أحجار ليرونا الطبقات المترسبة للأرض و الصخور... كنا نستغرب في أماكن معينة أن طبقات الأتربة غير متجانسة اللون و المكونات ،فيشرح لنا أساتذتنا أسباب هذه الترسبات و انتمائها لأزمنة متباعدة.. و حين لا يفهم بعضنا نشرح له انطلاقا من أسناننا التي لم تكن تعرف شيئا إسمه معجون الأسنان ،و يفتخر كل من لا ترسبات له على سطح اسنانه !
فهمنا الدرس ، و تغيرت الازمنة و الناس ،و بقيت الأتربة و الأماكن التي زرناها مع أساتذتنا كما هي يزورها أبناؤنا اليوم كذلك مع أساتذتهم كلما توفرت لهم ظروف ذلك.. لكن ما لم نفهمه هو ذاك التشابه الخيالي بين تلك الطبقات الترابية المترسبة البالية و المتآكلة مع طبقتنا السياسية !
لازالت نفس الوجوه تتعب المرايا كل صباح حين تمر عليها في عجالة اقتلاع النقط السوداء من بشرة سياسية مهترئة ! تتصفح جرائدها التي لازالت على عادتها في تناول أخبار صباح أول أمس و افتتاحيات تشم فيها رائحة أسواق سمسرة الصباح ! و لازالت نفس الوجوه تتأبط وطنا بكامله غير أبهة برائحة إبطها التي تعود لزمن الاغتسال كل عيد !
طبقتنا السياسية هي طبقة لاوجود لمثيل أو واصف لها لا في صراع طبقات ماركس و لا في تصادم طبقات الأرض من تحتنا ! تكونت كلها بالفجائية حتى أنه في زمن ما من زمن الريع السياسي الممتد في بلادنا يمكن أن تجد نفسك سياسيا كبيرا حين تستيقظ في الصباح، انت الذي لم تكن تعلم معنى السياسة حن سئلت عنها عشاء الليلة السابقة !
إنها تنشأ بالصدفة و تتكون بإرادة ملء الشارع السياسي بالبالونات الفارغة ! يتوهمون أنهم سياسيون و أحزاب سياسية ،و نتوهم نحن اننا نتوفر على حياة ديمقراطية ،و يتوهم الصانع التقليدي مخزن أفندي أنه وفر شروط الاحتماء من زلازل التغيير !
ابسط مثال عن فراغ "طبقتنا السياسية" هو أنها لم تستطع منذ زمن ان تفهم حتى أن المغرب عليه أن يتغير..و لم تعمل و لو كلاما لتغيير المشهد الذي هي مرتاحة فيه ..و فسرت كل ما يقال هنا و هناك على أنه مجرد كلام مقاهي...
اليوم وجدت تلك الأحزاب و الشخصيات السياسية، التي لا مثيل لها في الصناعات التقليدية العالمية، نفسها في مفترق طرق..فهي تطبل لتغيير ما ،لم تفهمه بالأكيد ،و هو رغم علاته ليس من إنتاجها و لا من تفكيرها ! إنها مثل قرد الحلقة يقوم برقصة القايد و الدومالي دون ان يفهم اصلا من هؤلاء !
غريب أن ترى وجها من وجوه السياسة المغربية التي لا تطاق ،يتحدث عن ضرورة تغيير المشهد السياسي و الوجوه التي تطل علينا من نوافذها نصف قرن .. يقولها و كأنه يعني الآخرين فقط ،و كأنه ولد البارحة فقط !
إن أمثال هؤلاء يستحقون أن يفرد لهم حراك بكامله لكي يقتنعوا أن زمنهم المليء بالخداع والمكر والتفاهات قد ذهب بلا رجعة بعد فبراير المجيد !
تمنيت لو أن شباب 20 فبراير صانعي كل هذا الحراك في المغرب ، يصوبون فوهة الغضب إلى هذا النوع المقيت من السياسيين و الأحزاب و الطبقة السياسية ! فأنا من الحالمين ببلد جديد خال من كل هؤلاء الناهقين بالحمد لتغيير لا يستحقونه !
تمنيت لو أني مررت يوما أمام موقع طبقات الأرض التي درسها لنا اساتذتنا في الخرجة الاستكشافية دون ان أتذكر تلك الطبقة السياسية المغربية المترسبة البالية و المتآكلة !



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة مثل دوائها.. !
- بعبع 20 فبراير..!
- مومياوات الفساد!
- نحتاج للحماية ..
- الباك القديم..الباك الجديد !
- عادت حليمة..وعاد سيزيف !
- لهذا ساقاطع الإستفتاء !
- يشفي من كل داء !
- النبوغ المغربي الجديد !
- مناصرو الضوصطور و النموذج الاسباني !
- أحزاب وازنة فعلا !
- ساركوزي يقول نعم للدستور !
- تعددية دستورية !..
- سياسيو الهيدلاينز !
- حين يتأخر المثقفون.. !
- ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)
- إشهد يا حزيران !
- لا أحد يحب أن يموت !
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !
- جحا الذي بيننا..!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - خرجة إستكشافية سياسية..