أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - يشفي من كل داء !














المزيد.....

يشفي من كل داء !


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 20:25
المحور: كتابات ساخرة
    


أتفكر الموقف و أجده متناسبا تماما مع موقف الحلايقي* الذي يحمل في يده قارورة صغيرة و يقسم بأغلظ الأيمان أنه دواء يداوي آلام الظهر و الزكام و يشفي من قشرة الرأس و يزيل النحس ! ويجعل الرجل فحلا حقيقيا بل إنه في زمن لاحق سيشفي نهائيا من الإيدز !
ترى الناس معجبين إلى حد الانبهار بهذا الدواء العجيب ،و لا يتجرأ اي منهم بتوجيه سؤال لذاك الحلايقي عن مكونات ذاك الدواء ،و هل وافقت عليه منظمة الصحة العالمية ! بينما يستمر هو في ما يشبه النشوة في الاستعلاء و إعلاء الصوت بأن دواءه العجيب لا يساوي إلا ثمنا قليلا أقل بكثير من أدوية الكذابين من أطباء و صيادلة ! و التجربة تكون حالا !
هو نفس الموقف الذي نواجهه هذه الأيام مع حلايقية* من نوع آخر..حلايقية سياسيين و نقابيين و جمعويين ! أو لنقل بدون كثير عناء حلايقية المخزن !
يجمعون الناس المبهورين ،و الذين لا يجدون مكانا لتزجية الوقت لقلة ما يفعل ليوزعوا عليهم كثيرا من أعاجيب الزمان المرتبطة بدستورهم المرتقب ! هكذا يبدو الدستور تماما مثل دواء الحلايقي ،يداوي من كل داء أصاب البلد ! فيه شفاء من الفقر لأن المواطنين أسياد بلادهم ،و فيه شفاء من قلة الحركة التي تجمد الدماء في الأرجل و تخلق الروماتيزم في العظام لأنه يضمن لنا أن نتحرك و نتنقل إلى اي مكان في البلاد دون حسيب أو رقيب ! و يشفي من الأمراض المزمنة التي تصيب الجيوب و الأجساد لأن الدولة من خلاله تضمن "تسهيل " الولوج للخدمات الطبية الرفيعة التي خرج الممرضون و الأطباء في شوارع الرباط فرحين بها يحتفلون و يهللون و يزغردون لروعتها ! و لأن السياسيين فرعوا رؤوسهم في الحلم و التفكير في شكل آخر للحكم و التسيير فإن الدستور أتى بمسكن أكثر نجاعة من الأسبيرين فأضاف كلمة صغيرة جميلة فاتنة نقلت بسرعة البرق المغرب إلى الـ"برلمانية" ! قليلون من يصدقون القدرة الخارقة لهذه الجرعة الصغيرة ،إنها قد تدوم أكثر من توقعك ! تحسب بالدقيقة لتصل إلى قرون ! (...)
بالنسبة للمتحلقين ،يبدو الأمر رائعا فهم يكتفون بما يقال و لا يقرؤون في غالبيتهم ! بل إنهم غير مستعدين لقراءة ورقة تعليمات الدواء ! و لا يجرؤون على المناقشة و يتوقعون أن يفضح الحلايقي الذي يشهر الدواء العجيب ذواتهم المخرومة ! فهو في نهاية الأمر مشعوذ قد يستعمل طلاسمه و جنه كي يعرف أسرارك و يفضحك امام الملإ ! لذلك من الأحسن أن ترى و تسمع و لا تنتقد ولو سرا فقد يسمعك !
لكن حلايقي الدواء بعد كثير البهتان المعطر بالأيمان الغليظة ، يقول لك بعد أن أقنعك أن هذا الدواء العجيب سيُِريك العجب العجاب ! و يدعو كل من دفع الثمن إلى فتح فمه ،فيضع لكل واحد حبة عجيبة من دوائه و يطلب من الجميع أن يبلعوا الحبة كلهم في وقت واحد بعد أن يعد إلى ثلاثة !
يجمع الحلايقي أدوات عمله و شعوذته ، و يودع الناس الذين بلعوا الدواء مؤكدا أنه سيخرج منهم العجب العجاب الليلة أو غدا على أبعد تقدير !
تصل إلى منزلك مسرعا و أنت تتوجع غير قادر على مسك أعصاب بطنك ! فيخرج منك العجب العجاب !
لقد صدق... خرج منه العجب !!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلايقي،وجمعه الحلايقية: من يتحلق الناس حوله ليحكي لهم حكايات أو يغني ... مثل الحكواتي عرفت به المدن العتيقة في المغرب و جامع الفنا خصوصا.



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبوغ المغربي الجديد !
- مناصرو الضوصطور و النموذج الاسباني !
- أحزاب وازنة فعلا !
- ساركوزي يقول نعم للدستور !
- تعددية دستورية !..
- سياسيو الهيدلاينز !
- حين يتأخر المثقفون.. !
- ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)
- إشهد يا حزيران !
- لا أحد يحب أن يموت !
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !
- جحا الذي بيننا..!
- وزارة التعليم لا تحسن الحساب !!
- إنتلجنسيا البسوس !!
- ستراوس كان وسمراء من قوم عيسى !
- العصا و الجزرة على الطريقة العربية !
- ضربني الحائط..!
- الزمزمي و الزوجة الميتة..!
- حيا الله من يانا.. !
- الحب في زمن الموت..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - يشفي من كل داء !