أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - جحا الذي بيننا..!














المزيد.....

جحا الذي بيننا..!


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 22:26
المحور: كتابات ساخرة
    


نوادر جحا..تلك القصص العجيبة المضحكة التي كانت تؤنسنا في ليالينا القديمة ،حين كان آباؤنا و امهاتنا يطفئون انوار أعيننا عليها في ليل كان الهم فيه ان ننام ! لم يعد لتلك النوادر من اثر على ألسنتنا و لا في مذكراتنا اليومية فاستبدلناها بمهند العظيم الوسيم !
في تلك القصص كثير من الضحك و الذكاء و الغباء ،تجتمع كلها في كيمياء عجيبة لم تتحقق قبله و لا بعده ! فحين شكا يوما جحا من عدم مرافقة أمه لعرس، بغبائه المعهود نفذ وصية أمه قبل أن تذهب بأن اقتلع باب المنزل حاملا إياه على ظهره ليلتحق بها في العرس ! حين تفاجأت الأم بجحاها الصغير حاملا الباب سألته فما كان منه إلا ان أجابها بأنه فعل ما طلب منه ! يحرس الباب جيدا من اللصوص !
بلادنا العربية من أقصاها إلى اقصاها هي تلك الكيمياء العجيبة ،كل يحمل بابه معه ليترك كل شيء عاريا ، و يظن أن الأمن محمي جدا ! لا أمن كامل هناك، فقط أمن متخيل ومختزل في باب خشبي محمول على الظهر !
وفي نادرة اخرى تنم عن ذكائه الغبي ، عالج مشكلة ابنه الذي يكسر الجرة كلما حملها ليسقي الماء من الينبوع بأن أشبعه ضربا ذات يوم دون سبب قبل أن يناوله الجرة ! و حين سأل اناس عن السبب في ذلك كان جواب جحا أن يتذكر ابنه حين يحمل الجرة ما اكله من عصا فيحافظ عليها حتى لا تنكسر !
كسرت وزارة التربية المغربية عظام المعلمين قبل أن تسوي وضعيتهم ،وكأنها استفادت من عبقرية جحا لكي يتذكر المعلمون تكسير عظامهم كلما لم يجدوا حلا في أفق انتظارهم ! وكسرت وزارة الصحة عظام الأطباء الغاضبين لتذكرهم أنه من غير المعقول أن يتركوا أقسام المستعجلات لأجل التظاهر ! فمن سيداوي جراح المتظاهرين و يجبر كسورهم بعد أن يأكلوا ما تيسر من عصا المخزن ! فهي ترى أن في كل مرة سيفكر طبيب في الخروج للشارع لن يحتاج لرؤية ضحايا الهراوة بل يتذكر نفسه يوم زارت الهراوة العجيبة ظهره أو رأسه !
أما أروع ما سمعته عن جحا ،هو حين كان يمتطي حماره و يحسب الناس دون أن يحتسب نفسه ! فيجدهم تسعة.و حين ينزل عن حماره يجد ان العدد ازداد واحدا ! ولم يفهم ابدا أنه في الأعلى لا يحسب إلا من اسفل..
تماما مثل السيد جحا ، فحكوماتنا لا ترى مانعا من تعداد أخطاء المواطنين ،و كانها لا تخطئ..فحين يخرج الوزراء و النواب لمكان ما و يقيمون حفلا أو لقاء لنسمه تواصليا هل يطلب منهم أن يصرحوا بهذه التجمعات لدى السلطة و طبقا للقوانين الجاري بها العمل؟ ! ام أن شباب التظاهر السلمي وحدهم من يخرق هذا القانون الجاري به العمل؟ ! ثم إني أود أن أطرح سؤالا يؤرقني كثيرا عن معنى جريان العمل في القانون أو القانون الذي يجري..به العمل ! ومن تحت القانون و من فوقه يجري ! ومن يجري و من لا يجري !
الذي يقول إن جحا مات ،نخبره اننا لم نشهد له جنازة او حضرنا له تشييعا..و الذي يقول أن نوادره انتهت ،ماعليه إلا ان ينزل من على ظهر حماره كي يرى أن بلادنا كلها جحا.. ! في الوقت ذاته يجتمع فيها الغباء و الذكاء و الضحك على الذقون !



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة التعليم لا تحسن الحساب !!
- إنتلجنسيا البسوس !!
- ستراوس كان وسمراء من قوم عيسى !
- العصا و الجزرة على الطريقة العربية !
- ضربني الحائط..!
- الزمزمي و الزوجة الميتة..!
- حيا الله من يانا.. !
- الحب في زمن الموت..
- درس فرانكو...
- لا الليل لا الخيل لا البيداء تعرفك.. !
- هزائم شطرنج..
- الحول.. !! ( إلى رشيد نيني ..)
- البرونزاج في الأول من مايو !
- الحصير هو الحل !
- العرب أول من اخترع الفيسبوك !
- بيكيني الحكومة المثقوب !
- من الهيبيزم إلى ثورة الهيب هوب..
- ايميلات مزعجة !!
- سيكولوجية القرعة* !!
- الجريدة الأكثرمبيعا في المغرب..


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - جحا الذي بيننا..!