أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - إشهد يا حزيران !














المزيد.....

إشهد يا حزيران !


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 22:06
المحور: كتابات ساخرة
    


لم أكن أعرف حزيران بهذا الإسم ! كل ما كنت اعرفه هو أن المعلم يكتب لنا في السبورة يونيه ! و تم استبداله في خضم التعريب المتسرع الذي خرب كل شيء بـ:يونيو..كما هو متعارف عليه !
لم أكن احب هذا الـ يونيه و لا ذاك الـ يونيو ! و حتى حينما انغرست كلمة حزيران في ذاكرتي،لم أحبها ! هذ الشهر اللعين لا يجد سبيلا إلى خاطري ! شهر لعين..
فيه افتقدت جائزة طفولية بعد أن اكتشفت حين أخبرني مدير المدرسة بكثير من السخرية أن جوائز المتفوقين حذفت ،ولم يعد لها اثر ! حينها سالني أخي الصغير الذي كان متشوقا أكثر مني ليرى الجائزة:إذن لماذا حصلت على الجائزة ولم يعطوك الجائزة؟ !
بكيت كثيرا يومها ، وبكى إلى جانبي اخي ! و اشترت لنا يومها جدتي جائزة أجمل و أحسن من جوائز وزارة التربية: كرة وحلوى "العب و كول" !..
يحمل معه الحر و القر ، و يحمل كذلك زوابع أحلام الصيف التي تعلو مع صراخك حين تكتشف أن هذا الصيف ستمضيه في بيتك تمني نفسك بإمكانية الإستجمام و السفر في الصيف الموالي ! يغير بشرتك و لون بشرة كل من تعرفه ! يفقدك أصدقاءك الذين دخلوا حتما لمذكرتك اليومية ! يقتلك بفراقهم و الحلم بملاقاة من لم تحمله الحياة بعيدا عنك !
يحمل معه كذلك رنات هاتفك الملعون ، حيث لا يتذكر الانتهازيون من معارفك إلا وقد اقترب الصيف ،أملا في استضافة ثقيلة على خاطرك ! يحملون معهم ذكاءهم الغبي في المصيف الرخيص على عاتقك ! أنت الذي لم يترك لك والدك إلا ذكراه في وفاة أليمة في ذاك الحزيران الخبيث !
ليس حزيران شقيق يونيه وقرين يونيو شهرا يذكرني بمشاكل الحياة البسيطة التي قد تواجه أيا من المساخيط في هذا الزمان ،لكنه ابن الآلام في بلاداتنا المهزومة ! فحزيران هو شهر الهزيمة التي لاتنمحي ،شهر النكسة للذين لا يعترفون بالهزيمة ! فيه تأريخ حقيقي للجيوش التي تنفرد اليوم بشعوبها تنكيلا ، تلك التي لم تطلق رصاصة واحدة في وجه عدو يجثم قريبا من عتبات قصورها ،و قريبا من موانئها التي تستورد المزيد من الفراخ المحشوة بالآلام !
لا أفهم لم هذا الحزيران يحمل كل هذا الكم من القدرة على إلصاق الحزن في دواخلنا! فيه غنينا كثيرا لشهداء حزيران بالبيضاء"إشهد يا حزيران.." وخلاله بكينا و تألمنا و غضبنا كثيرا مما وقع لنا ذات سبت اسود في سيدي إفني !
هو شهر اسود بكل المقاييس،احمل ندوبه في دواخلي ترفض أن تراوح مكانها و لو تغيرت الأزمنة و الناس ! ليس في عتمته الحالكة السواد إلا فسحة نور واحدة هي تلك التي أكلت فيها حلوى جدتي !



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحد يحب أن يموت !
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !
- جحا الذي بيننا..!
- وزارة التعليم لا تحسن الحساب !!
- إنتلجنسيا البسوس !!
- ستراوس كان وسمراء من قوم عيسى !
- العصا و الجزرة على الطريقة العربية !
- ضربني الحائط..!
- الزمزمي و الزوجة الميتة..!
- حيا الله من يانا.. !
- الحب في زمن الموت..
- درس فرانكو...
- لا الليل لا الخيل لا البيداء تعرفك.. !
- هزائم شطرنج..
- الحول.. !! ( إلى رشيد نيني ..)
- البرونزاج في الأول من مايو !
- الحصير هو الحل !
- العرب أول من اخترع الفيسبوك !
- بيكيني الحكومة المثقوب !
- من الهيبيزم إلى ثورة الهيب هوب..


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - إشهد يا حزيران !