أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - عادت حليمة..وعاد سيزيف !














المزيد.....

عادت حليمة..وعاد سيزيف !


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 13:32
المحور: كتابات ساخرة
    


من بيت الجود و الكرم خرجت قصة حليمة.تلك السيدة التي شاركت السيد حاتم الطائي أبو الكرم في تاريخ العرب قديمهم و حديثهم بيته و عطاءه اللامحدود. إنما و إن كان حاتم الطائي (حاتمي)في كرمه و جوده إلا أن زوجته حليمة كانت قليلة النفاذ إلى عالمه ! كانت تنشف ريقه كلما أقلت من السمن في أكل الضيوف الذين لا ينقطعون ! قد نظن أن خصاما حادا قد نشب بينهما في بيت النار و الكانون،أو انه رماها بيمين الطلاق و لو أنه لمن يتم تقنينه بالطريقة التي تستوطن عقولنا المريضة ! أبدا لم يفعل ذلك ،بل اسبغها بحيلة رائعة أخرجتها من عقدة البخل إلى فساحة الجود !
أقنعها أن المرأة التي تزيد في سمن الأكل يطول عمرها بمقدار إغذاقها الطعام به ،فانطلت الحيلة كما يقال على حليمة ،أو انها فهمت دون كثير جدل ما يريده مول الدار !
الناس في حاجة ماسة لسمن الطعام كي تلذ الحياة ، و حياتنا السياسية منذ زمن لم نتذوق فيها طعم الحقيقة ،و مذاق الكرم ،و حلاوة الديمقراطية الحقيقية ! كم وددنا أن نشتم نسائم استفتاء بلادنا على دستورها الجديد بدون مرارة النسب الفلكية التي ظننا في الانتقالات الديمقراطية السابقة(!) أنها انتهت و ذهبت بلا رجعة ! ظننا أن روح الاستفتاءات و الاستشارات و الانتخابات السابقة التي تفوح منها روائح المخزن العتيق و أتباعه المهرولين وراء حلاوة استفرادية بالغنيمة السياسية قد أخذت طريقها إلى النهاية أو حتى إلى الجحيم ! اعتقدنا رغم إيماننا العميق بأن لاشيء تغير أن المغرب يتطور أو لنقل يتغير. كنا نعتقد انه فعلا يتغير !
توهمنا بصدق أن المخزن لن يعود إلى تجييش المئات من المناصرين الذين لا يفهمون شيئا،الحاملين بغباء لشعارات تكاد أن تدفع البلاد إلى ما يشبه الفتنة ! توهمنا باقتناع أن أصحاب السوابق السياسية لن يجرؤوا على ركوب قطار الانتقال الآخر القادم على حصانه ! لكننا للأسف اصطدمنا بواقع آخر ،مما جعلنا نتأكد اخيرا من اللاجدوى !
لاجدوى من ممارسة السياسة في هذا البلد إذ لا شيء يتغير وفق قوانين التغيير المعروفة منذ الأزل في بلادات الناس ! لاجدوى من توهم أن عذابات سيزيف المغربي ستنتهي بإيصال الصخرة المتدحرجة إلى قمة الديمقراطية ! لاجدوى من توهم أن كثيرا من الناس سيتجاوزون فكرة الشروع في مايشبه القتل من أجل عطايا انتهت عند إغلاق راحة اليد عليها ! لا جدوى كذلك من توهم أن المسؤولية يتحملها المخزن فقط ، فهؤلاء الاخرون الذين يحشرون حناجرهم وخناجرهم في أمور دون بذل مجهود لفهمها مسؤولون كذلك ! في الأخير لاجدوى من اعتبارهم أولياء صالحين..
حين فقدت حليمة ابنها ، فجعت فيه و ألمت كثيرا لفراقه فتمنت أن تموت و تلحقه ! فألهمتها عبقريتها أن تقل في سمن الطعام كي يقصر عمرها ! فعادت إلى البخل..عادت إلى عادتها القديمة !
ترى كم مرة يمكن أن نعود للتاريخ كي نفهم أن بلادنا تعيد تاريخها ذاته ،و تجاربها ذاتها ،وعاداتها نفسها و كأنها حليمة تلك ! وكم مرة نتساءل في ذواتنا عن الزمن الذي ستنتهي فيه عذابات سيزيف الذي طحنته صخرة الرغبة في الوصول ليعود إلى سفح البداية من جديد !
هل يمكنني أن أنتقل إلى حليمة اخرى تداولتها "اغنية" شعبية مغربية و أستعير منها قولها شيفورك* آحليمة داو*لو لاكريما* !! لأقول: سيزيفك آحليمة داو لو الحليمة* !

ـــــــــــــــــــــــــــــ
شيفورك:سائقك
داو لو :أخذوا له
لاكريما :رخصة سياقة التاكسي
الحليمة : تصغير للحلم.




#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذا ساقاطع الإستفتاء !
- يشفي من كل داء !
- النبوغ المغربي الجديد !
- مناصرو الضوصطور و النموذج الاسباني !
- أحزاب وازنة فعلا !
- ساركوزي يقول نعم للدستور !
- تعددية دستورية !..
- سياسيو الهيدلاينز !
- حين يتأخر المثقفون.. !
- ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)
- إشهد يا حزيران !
- لا أحد يحب أن يموت !
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !
- جحا الذي بيننا..!
- وزارة التعليم لا تحسن الحساب !!
- إنتلجنسيا البسوس !!
- ستراوس كان وسمراء من قوم عيسى !
- العصا و الجزرة على الطريقة العربية !
- ضربني الحائط..!
- الزمزمي و الزوجة الميتة..!


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - عادت حليمة..وعاد سيزيف !