أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - حكومة مثل دوائها.. !














المزيد.....

حكومة مثل دوائها.. !


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 21:38
المحور: كتابات ساخرة
    


و اخيرا ،اكتشفت الحكومة أن التدخين مضر بالصحة إلى درجة المنع..إذ لم يرق لصناع القرار في ايسلندا أن تبقى السجائر في متناول سهل بل مريح لمواطنيها و مشاريع مجتمعها القادم من فتيانها و فتياتها..
طبعا لم تحتج الحكومة الايسلندية للجنة و آلية متابعة و لا لإستفتاء لتبين أن موقفها لا تراجع عنه و عن صحته ! و لم تستخدم بلطجيتها يواجهون كل الفرحين بارتشاف السجائر كما اتفق منذ بداية تاريخ هذه "البلية" !
ما قررته الحكومة الايسلندية هو ان السجائر لن تكون في متناول أي مواطن إلا بوصفة طبيب.. فاعترفت أخيرا بكون لفافات الحكمة و السرطان صارت اشبه بالدواء المداوي لكل مبتل ! و لازال المستقبل أمامنا لرؤية مدى توفقها في هذا القرار المتقدم في محاربة هذا البلاء المغري !
شخصيا أحس بالفرق المريح منذ قراءة ذاك الخبر الايسلندي ، و أقارن في دواخلي إن كانت حكومتنا قادرة على اتخاذ ذات القرار.. ! طبعا في هذه الظرفية ،هي لا تستطيع ..فكثير من النشطاء الذين يرعبونها هم من المدخنين و هي تخشى أن يتم تصوير قرارها على أنه مؤامرة جديدة ضد التغيير !
لكن ، تصوروا معي طوابير من الناس أمام الصيدليات و في عيادات الأطباء ينتظرون دورهم لأخذ وصفة تدخين.. ! أو لتتصور نفسك تنصت بانتباه إلى الصيدلي و هو يشرح لك وصفة تدخينك التي حددها لك طبيبك ! ثم يؤشر على علبة الدواء بخطه مواعيد تناولك لسجارتك ثلاث مرات في اليوم بعد الفطوروبعد الغذاء و العشاء !!
الحمد لله أن حكومتنا لم ترغب لنا في هذا الألم الخطير الذي سيصاحب أدمغتنا كل صباح نتيجة الاقلال من النيكوتين ،أو من تعنت الطبيب المعالج بالسجائر !
حكومتنا ووزارة صحتها قلبها علينا ،فهي لا تريد لنا أن ننزعج و تتلخبط مواعيد تدخيننا الكثيرة المبعثرة القاتلة ! تريدنا أن ننتشي كما نريد من سجائرها الرديئة،لكي نستفيد في وسط أو نهاية أعمارنا من دوائها الرائع .
لا أدري من أين اتت وزارة الصحة و الحكومة من ورائها بفكرة الأدوية الجنيسة ..فتعريف الدواء الجنيس في مناطق كثيرة من العالم هو أنه دواء .. ! اي أنه يداوي ! و يصفه الأطباء لأنهم يثقون به ! و يحبه الفقراء من المرضى لأنه يرفق بجيوبهم المثقوبة ! وتفرح له التأمينات و التعاضديات لأنه غير مكلف في التعويض !
لكنه للأسف لا يحمل أيا من تعاريف العالم ! فهو شبيه بالدواء لكنه بعيد عن أن يكونه ! و يسر لك الأطباء أو يعلنون جهارا نهارا أنه لا دواء و لا "عبو الريح" ! ثم إن الدواء حقيقيا أو جنيسا عليه أن يرفق بالناس و امراضهم و آلامهم لا أن يزيدها..
أعتقد أن الجنيس في الثقافة الجنيسة هذه ،صار مجرد وهم يباع للناس على أنه دواء..و ليس غريبا هذا الجنيس إن كانت المسؤولة عنه تشبهه إلى حد بعيد..فهي لا قوية مثل حكومات العالم،و لا متجانسة ولا محاسبة ، و لا ديمقراطية مثل باقي الديمقراطيات ،و لاحتى شعبية و لوبمعنى أن تستطيع إقناع الناس و لو بالامتناع عن التدخين !
إنها مثل دوائها ،حكومة جـنـيـسـة !!!



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعبع 20 فبراير..!
- مومياوات الفساد!
- نحتاج للحماية ..
- الباك القديم..الباك الجديد !
- عادت حليمة..وعاد سيزيف !
- لهذا ساقاطع الإستفتاء !
- يشفي من كل داء !
- النبوغ المغربي الجديد !
- مناصرو الضوصطور و النموذج الاسباني !
- أحزاب وازنة فعلا !
- ساركوزي يقول نعم للدستور !
- تعددية دستورية !..
- سياسيو الهيدلاينز !
- حين يتأخر المثقفون.. !
- ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)
- إشهد يا حزيران !
- لا أحد يحب أن يموت !
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !
- جحا الذي بيننا..!
- وزارة التعليم لا تحسن الحساب !!


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - حكومة مثل دوائها.. !