أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء اللامي - الحضور الأكدي والآرامي في اللهجة العراقية المعاصرة















المزيد.....

الحضور الأكدي والآرامي في اللهجة العراقية المعاصرة


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


الحضور الأكدي والآرامي في اللهجة العراقية المعاصرة

علاء اللامي

نستهدف بهذه المقالات حول الحضور الأكدي والآرامي والمندائي – الأخير سنخصه بدراسة مستقلة لاحقا - في اللهجة العراقية المعاصرة التعريف بخيوط التواصل الثقافية الحية والمهمة مع حضارتنا الرافدينية العريقة إضافة إلى توفير الاستمتاع بلذة الاكتشاف والتزود بخزين طيب من تراثنا القديم متواشجا بالحاضر ومعبرا عنه في مفردات الكلام الحي للعراقيين، وكل ذلك سيكون بطريقة نأمل أن تكون منهجية مبسطة وعلمية موثقة ومؤثلة . سنحاول إذن البحث عن مفردات اللهجة العراقية ذات الأصول الكلدانية والآرامية الأصيلة والتي ما نزال نتكلمها، مع محاولة تأثيلها، و البحث عن علاقة جذورية تربطها بأخرى في المعاجم العربية القديمة إنْ وجدت.
ونود التأكيد قبل البدء، أن الاعتبار الذي يورده أستاذنا الكاتب العراقي رفعت رؤف البزركان في كتابه "الألفاظ الدخيلة في اللهجة العراقية الدارجة" والذي اعتمدناه كأحد مراجعنا المهمة، والذي مؤداه أن (هذه الكلمات هي من الدخيل)، إنما يجب وضعه ضمن السياق المنهجي التعريفي وليس محمولا على تقييم تاريخي معنوي بحد ذاته. بمعنى إننا لا ينبغي أن نفهم بأن المفردات الأكدية والآرامية "دخيلة" على لهجاتنا العراقية العربية بذات المعنى الذي نعتبر المفردات الفارسية والتركية والانكليزية والفرنسية دخيلة. فالأولى مفردات أصيلة ومتأصلة لأنها سامية الأصل والجذور كالعربية، بوصف هذه الأخيرة هي التجلي اللغوي والفينومينولوي الأخير للظاهرة السامية لغةً ومظاهرَ حياةٍ وما إلى ذلك. أما المفردات المأخوذة أو القادمة من الفارسية والتركية والانكليزية، فيمكن اعتبارها "دخيلة" بالاعتبار القيمي والتاريخي واللغوي معا، هذا إنْ لم تكن ذات جذور سامية عراقية، كلدانية أو آرامية وغيرهما، مما نزح إلى بعض تلك اللغات الأجنبية ثم عاد إلى العربية فاعتبره بعضهم دخيلا، ومثال ذلك في كلمة "جاموس" الأكدية والآرامية التي اعتبرت أعجمية وفارسية الأصل خطأ كما سيأتي تفصيله في حينه.
سنستعمل مفردة "اللسان " اختصارا لمعجم لسان العرب لابن منظور، وسترد كثيرا عبارة "بالقاف الحميرية أي الجيم القاهرية" إشارة إلى هذا الحرف، ويسميه البعض الكاف الفارسية ويكتبه بعض العراقيين " گـ " :
من المفردات التي تبدأ بحرف الألف نجد كلمة آب وتعني اسم الشهر الثامن من السنة، ومعناها الحرفي في الأكدية المُحْرِق ، و شديد الحرارة ، بما يذكرنا بالمثل العراقي السائر " آب اللهاب يحرق المسمار بالباب".ولا وجود لهذه المفردة في العربية القديمة.
وثمة مفردة أَب وتعني الوالد، وهي في الأكدية أبو ،و موجودة بذات المعنى في العربية الفصحى رغم عدم وجود تأثيل معجمي لها إلا بلفظ والد نقرأ في اللسان ما يلي: والوالدُ: الأَب. والوالدةُ: الأُم، وهما الولدان.أما كلمة آذار فتعني الشهر الثالث، في الأكدية آدارو، أي المخيف والمفزع بكثرة رياحه العاتية ورعوده مما يذكرنا بالقول العراقي ( آذار أبو الزعازع والهزاهز والأمطار). وكلمة أم أي الوالدة و هي في الأكدية أمو.
ومن المفردات المهمة أنجر، وهي مرساة السفينة ويكتبونها (أَنْجَرْ)، لكنهم يلفظون الجيم على أصلها السامي. ولهذه التسمية جذورها الضاربة في عمق اللغات العراقية القديمة. فهي من رواسب اللغات السومرية و الأكدية والآرامية. ورصد الفراهيدي البصري هذه اللفظة، وصرح بعراقيتها. وقال: ( والأَنْجَرْ مرساة السفينة، وهو اسم عراقي ). و عنها كتب الزميل كاظم فنجان الحمامي على شبكة النت ( يعود هذا اللفظ إلى الجذر( نجر). وغمرتني فرحة عارمة وأنا أسجل هذا الاكتشاف، في البحث الذي نشرته معظم المجلات العلمية، وكان بعنوان (أَنْجَرْ السفينة عراقي الأصل)
وكلمة أيلول وهو الشهر التاسع وفي الأكدية أيلولو و لا ذكر لها في المعاجم العربية القديمة.
بالانتقال إلى المفردات التي تبدأ بحرف الباء نجد كلمة بارية. وهي حصير من القصب ما يزال موجودا في جنوب العراق حتى يومنا هذا، و هي في الأكدية بورو، و لا تأثيل لها في المعاجم مع كثرة استعمالها من كتاب العصر الإسلامي ففي "البداية والنهاية" لابن كثير نقرأ ( وَقْعَةُ درب الحجارة كانت لأصحاب الأمين، قتل فيها خلق من أصحاب طاهر، كان الرجل من العيَّارين والحرافشة من البغاددة يأتي عريانا ومعه بارية مُقَيَّرَة) وأغلب ظني إن العيار البغدادي المذكور كان يستعمل بارية مقيرة كزورق أو طوف على النهر.
ويحسم ابن منظور في مادة أخرى الموقف بالقول : وفي الحديث: كان النبي لا يرى بأْساً بالصلاة على البُورِيّ؛ هي الحصير المعمول من القصب، ويقال فيها بارِيَّةٌ وبُورِياء.
وثمة كلمة باسور و تلفظ في الآرامية باسورو.وفي العربية بالمعنى نفسه نقرأ في "مختار القاموس" (الباسور علة معروفة جمعها بواسير ) وكلمة باطية وهي إناء شبيه بالكاسة المفلطحة ، آرامية و أكدية. أما بتول فتعني العذراء. وتطلق في الأكدية "بتولتو" على الشاب والشابة معا. وهي في العربية بالمعنى نفسه، ولكنها حكرا على الأنثى. نقرأ في البداية والنهاية لابن كثير: بتول / قلنا: يقول هو روح الله وكلمته ألقاها إلى عذراء بتول.
أما كلمة بربوگـ وجمعها برابيگـ ( بالقاف الحميرية أي الجيم القاهرية ) فقد ذكر صديقنا الروائي العراقي محمود سعيد في محاضرة له أن أصلها أكدي أو آثوري ومؤلفة من كلمتين " بر " و " بوگا " ولم يوضح معناهما في المحاضرة، ولكنه أكد لي في رسالة شخصية أنه سمع من أحد المهتمين باللغة الآثورية، أن الكلمة تعني العجوز الخبيثة والسيئة السمعة، ولكن الأستاذ البزركان يقول بأن أصل هذه الكلمة من اللهجة "الكراشية" إحدى لهجات اللغة الفارسية، وان معناها الكوز الصغير مثلوم الحافة والذي لا يغرق عن ألقي في النهر، ومنه قولهم " بربوك ما يغرق " وذكره البهاء زهير في بيت له يقول :
لا تعجبوا كيف نجا سالما من عادة البربوك لا يغرق.
وأنا استبعد التخريج الثاني ولا يمكنني الحكم على التخريج الأول لعدم معرفتي بمعنى الكلمتين الأصليتين في الأكدية. أما في العربية الفصحى فلم أعثر لها على أثر قريب المعنى.
ومن المفردات الآرامية الجميلة والتي لا وجود لها إلا في اللهجة العراقية بزونة أي القطة .وكلمة بستوگة وهي جرة من الخزف أو الفخار وأصلها آرامي. أما كلمة بطة و نظيرتها بَشَّة فهي البطة وأصلها أكدي وفي العربية بذات المعنى مع ان ابن منظور في لسان العرب يعدها من الأعجمي المعرب ويعتبر مقابلها العربي الإوَزَّة أو الأوزة. نقرأ في اللسان التالي: والبَطُّ: الإِوَزُّ، واحدته بطّة.. أما بَشَّة فغير موجودة بهذا المعنى في المعاجم ولكنها موجودة ومستعملة في جنوب العراق.
وكلمة بصل وهي في الأكدية بصرو، وقد أبدلت الراء لاما حسب القاعدة الأكدية الخاصة بالإبدال.وهي عربية وردت في اللسان: بصل ونقرأ في "تلبيس إبليس" لابن الجوزي ( لو كان عندي بصل أو كراث عالجته فإذا عصفور قد جاء فسقط على المثقب في منقاره بصلة فلما رأيته أضربت عما أردت وخفت أن يكون من الشيطان)
ومن المفردات العراقية جدا نجد بقباقة أي الفقاعة أو النفاخة التي تطلع من الماء والسوائل ، في الآرامية بغبوغتا وقد وردت بالمعنى نفسه في "مختار القاموس".
وكلمة بق وتلفظ بالقاف الحميرية أي الجيم القاهرية : البعوض وأصلها أكدي ، ولها جذر في العربية فنقرأ في أصول الجصاص، الجزء 2 ( بق وَمِثْلُ عِلْمِهِمْ بِأَنَّ الْجِبَابَ وَالْكِيزَانَ لَا يَخْلُو مِنْ بَقٍّ أو بَعُوضٍ يَمُوتُ فِيهَا فِي أَكْثَرِ الْحَالِ) وثمة كلمة بلوط وهي في الأكدية بيلوتو. و بوخة أي البخار والرائحة وهي آرامية
أما كلمة بُهُل وتعني أبله ، غبي وجاهل وفي الآرامية بُهلا / وفي العربية يبتعد معناها كثيرا ليكون الملعون .
ونختم بكلمة بيدر وهو الحصيد المركوم والمعد للدرس وهي آرامية . في العربية وردت في المعنى ذاته في سفر راعوث ( بيدر.. أ ليس بوعز ذا قرابة لنا الذي كنت مع فتياته ها هو يذري بيدر الشعير الليلة..فاغتسلي و تدهني و البسي ثيابك و انزلي إلى البيدر/ من ترجمة التوراة إلى اللغة العربية )



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالات التصنيف المنهجي والسِيَّري: هادي العلوي نموذجا!
- تصريحات النجيفي : الانفصال الطائفي وخلفياته
- النضال الأيديولوجي والعلاقة المباشرة مع الناس
- العراق ومجازر من الأرشيف .. مجزرة -زفاف التاجي- نموذجا!
- مرة أخرى عن القديس فالنتاين.. وهل هو مالطي أو روماني أو خراف ...
- مَن هذا الفالنتاين الذي يعلم سمنون البغدادي الحب؟
- كمين أميركي اسمه الجنرال-عمر سليمان-
- خطر التصارع الحزبي على الانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديه / ...
- خطر الاستقطاب الطائفي والعرقي على الانتفاضة العراقية ومقترحا ...
- رفض الاجتثاث وتجريم تمجيد الجلادين
- ثلاثة أخطار تحدق بالانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديها
- تطبيقات من تجربة المصالحة في جنوب أفريقيا:الضحايا كشهود
- المعادلة المغاربية الجديدة: القلب التونسي و جناحاه
- جلادون يعترفون وضحايا ومحققون يضجون بالبكاء
- من البعث إلى الانبعاث
- تجربة المصالحة الوطنية في جنوب أفريقيا بعيون عراقية:العفو مق ...
- أنصفوا قناة -البغدادية- ..فهي صوت وطني لا يدعي الكمال والعصم ...
- الركابي في -أرضوتوبيا العراق.. من الإبراهيمية إلى ظهور المهد ...
- حزب- الدعوة- والانتحار السياسي بزجاجة -عرق-!
- هادي العلوي وإشكاليات محمد أركون: تفكيك المصادرات الأورومركز ...


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء اللامي - الحضور الأكدي والآرامي في اللهجة العراقية المعاصرة