أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - نجم آخر يتألق في سماء مدينة الديوانية...الشهيد رافد حنتوش















المزيد.....

نجم آخر يتألق في سماء مدينة الديوانية...الشهيد رافد حنتوش


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 00:01
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نجم آخر يتألق في سماء مدينة الديوانية...الشهيد رافد حنتوش
نبيل عبد الأمير الربيعي
إلى صديق الطفولة والشباب
إلى الشهيد رافد حنتوش عبد الحسين خضير أغا, أقرب الأصدقاء إلى محبيه , وأرواحهم والقلب تسلوا بمقابلته.
طوبى لمن....وهب الحياة حياته
طوبى لمن....كانت نهايته الشهادة
طوبى إليك أيها الغالي ..و يا عطر الطفولة الندية والشباب
على مدى أكثر من تسعة عشر عاماً وابنتك ترنوا إلى الأفق البعيد ,لعلها ترى سفينتك قادمة.. وتسأل نهر الديوانية عن أخبارك ..لقد حال بينك وبينها تلاطم الأمواج.. وعواصف الزمن..هذه الطفلة التي أصبحت بعمر الزهور تبحث عنك في وجوه الأحبة من الأهل والأصدقاء,في آلامها وأحلامها, وقد بقيت فقط الذكريات تملكها منذ رحيلك عنها, وهي تملك الحزن الكبير بجراحك الكبيرة.
رحل طلال ومحمد البغدادي عن أرض الوطن وهم ينتظرون سفينتك المحملة بقصص بطولتك عن الوطن والسجون والمعتقلات بدون جدوى, رحلوا وفي ذهنهم محفورة كل الأسماء من أبناء وطننا المغيبين في السجون مع أحلى ذكريات الطفولة والشباب.
كان همك الوطن والشعب ,رحلت وكل همك أن تحمي الوطن من سموم وجراد وثعالب البعث.
بعد نكسة الانتفاضة عام1991 في الديوانية التقيت الشهيد رافد حنتوش في باص رجوعي إلى البيت عند الظهيرة ,جلس جنبي يحدثني عن همومه ونكسة الانتفاضة وخيانة بعض المندسين وقسوة الحاكم الظالم واستخدام الحديد والنار لقمع الانتفاضة,تلك الانتفاضة التي شارك فيها كل أبناء الديوانية الطيبين من اليسار والتيارات الدينية ,صف واحد ضد الطاغوت ,لقد ساهمت معه في أول يوم الانتفاضة بحماية منطقتي حي الجزار مع إبراهيم ورعد وشكر وآدم لايم وأخوتي ضياء وحيدر وجارنا قاسم العادلي ورعد عزيز الاسدي,ثم نصبنا سيطرة من المقاتلين أمام دائرة السفرالجنسية في شارع حي الجزائر وكل الطيبين ,خوفاً من أزلام النظام ومقاومة دائرة امن الديوانية حتى صباح اليوم الثاني,كان من قاوم دائرة الأمن الشهيد رافد حنتوش وقوة من المقاتلين تساعده حتى سقطت المحافظة بأيدي المقاتلين وتم تنظيمهم بمساعدة قادة الانتفاضة.
ولد الشهيد رافد حنتوش عام 1960 في الديوانية ,أكمل الدراسة الابتدائية في مدرسة دار السلام والمتوسطة في الجمهورية 1975كانت إدارتها بعهدة الأستاذ جبار الشمري ثم الثانوية المركزية في الديوانية1978 ,دخل معهد إعداد المعلمين لمدة سنتين فحصل على شهادة الدبلوم ,وعمل ضمن سلك التعليم لحين مشاركته في الانتفاضة وبعد فشلها ,مما أدى إلى ترك وظيفته والتخفي عن عسس النظام الصدام .
نشأ في عائلة معروفة من أم مربية فاضلة الست ناهده وأب موظف في مصرف الرافدين,التصق منذ الطفولة بخاله إسماعيل الذي رعاه حتى نشأ عوده, زامل الكثير من الأصدقاء ذو الخلق العالي من منطقته والمدرسة منهم طلال ومحمد عبد الرزاق البغدادي وطلال نجاح وعادل وضياء عبد الكريم ثاقب واحمد ونبيل عبد الحميد الرفيق والكثير من العوائل الطيبة ,فشكل معهم فريق شعبي للعبة كرة القدم,ومدينة الديوانية تشتهر باخلاق أهلها الطيبين بطيب أرضها ورائحة رز عنبرها.
بداية نشأته التصق بالتنظيمات اليسارية(اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية واتحاد الشبيبة الديمقراطي)ولكن بعد انتهاء التحالف مع النظام ترك التنظيم والسياسة واهتم بمجال الرياضة وكرة القدم,كان رافضاً لمباديء وفكر البعث البائد.
بعد حرب الكويت الخاسرة وغزوها من قبل نظام صدام وعودة الجيش منكسراً ,كان همه مقاتلة أزلام النظام في الديوانية , حتى توصل إلى عناصر قيادية اتفقت على تغيير النظام , كان الشهيد من الأوائل في قيادة الانتفاضة , دخل عن طريق الشامية على ظهر دبابة عراقية قادماً من ناحية الشافعية حيث مقر كتيبة الدبابات المؤقت لأزلام النظام , بعد قدرتهم على السيطرة على الكتيبة وانهزام عناصرها بمساعدة الشرفاء من المنتفضين منهم الشهيد عدنان كلول والبطل قاسم العادلي, أسقطت المحافظة بعد صعود الدابة على جسر الديوانية ومشاهدة المقاتلين على ظهرها وهرب أزلام النظام من امن ومخابرات وبعثيين وجيش شعبي,كان تجمع قادة الانتفاضة بعد انهيار النظام في مقر الفرقة الاولى ومن ضمنهم الشهيد رافد ثم انتقل ليتجمعوا في جامع السيد عباس الزاملي مع القيادي حسين علي الشعلان والشيخ محمد الصمياني والضابط العسكري عبد الحسين عبيس والضابط توفيق الياسري وعبد الوهاب هادي, كان هم القيادة المحافظة على المدينة من هجوم أزلام النظام والمحافظة على الممتلكات العامة من العابثين واللصوص, لأن هذه شيمتهم في غياب الدولة , ومقولة للدكتور علي الوردي إن العربي نهاب وهاب, صفة السرقة صفة ملازمة لمن لا يحمل الروح الوطنية لبلدة وشعبة.
لكن بعض مرتزقة النظام قد دخلت بين المقاتلين لإحباط اندفاعهم في القتال أمثال هادي وعبد الرزاق مهدي الشيخ جواد , الذين تعاونوا مع أزلام النظام بعد سيطرة الدولة للبحث عن المقاتلين. لكن الشهيد رافد لم تثبط عزيمته من هذه السلوكيات فقد ساهم بإرسال المقاتلين إلى الحلة وكربلاء لمساعدة أبنائها في دحر قوات النظام البعثي ولغاية يوم 21-3-1991 قد أصبحت الأوضاع صعبة بسبب تخاذل البعض وضعف الدعم العسكري والمعنوي والعتاد والدور الذي لعبه ضابط شرطة المناذرة قرب مدرسة الاندلس علي الحمزاوي في تعطيل بعض الأسلحة المقاومة للدرع بالاتفاق مع العناصر البعثية الموجودة في المدينة,إلا إن الشهيد رافد خرج بقوة مع المقاتلين للتصدي لقوات النظام في منطقة الحفار راسخ الإيمان والعقيدة مع أخيه فاضل سلطان , ولكن عدم تعادل الكفتان انسحبوا سيراً على الأقدام إلى ناحية السنية ,لكن مجموعة أخرى قاومت في حي الجزائر من قبل فائز الحداد في المنطقة ,إذ تمكنت قوات النظام من اعتقالهم وتنفيذ حكم الإعدام فوراَ في موقع الفرقة الأولى مع خيرة شباب الديوانية من اللأبطال والوطنيين ممن نفذ عتاده أو تم جرحه في القتال.
كثرة البحث عن المقاتلين في دورهم مما استوجب إخفاء الشهيد نفسه في دار عمة ثم في مزرعة والدة في السدير ثم الذهاب إلى بيت أخية في بغداد, ولكن لم يتمكن والدة من تخليص نفسه ,فقد استمر استدعائه إلى امن الديوانية للتعرف عن مكان اختفاء ولده وهو يدعيّ انه قتل في طريق النجف وهذا ما سمعته عن لسان والدة عند مقابلتي له.
بعد صدور العفو العام للمشاركين في الانتفاضة , وهذا مقلب وديدن النظام للقبض على بقية من شارك وقاتل أزلام النظام , سلم الشهيد رافد نفسه واعتاد الحياة الطبيعية , ويؤكد الصديق محمد البغدادي انه طلب من الشهيد السفر إلى خارج العراق خوفاً على حياته , إلا أن الشهيد رفض ذلك لحبه وتعلقه بالوطن .
كانت أزلام النظام تحيك الدسائس لاعتقال من رفضوا ترك العراق أو خيانة مبادئهم, فطلبت من عائلة احد مفوضي الأمن المقتولين بطلب دعوى ضد الشهيد كونه قتل ابنهم في حي الجزائر , علماً إن الشهيد قد طلب من مفوض الأمن إن لا يخرج من بيته خوفاً على حياته وهذه من صفات الجيرة الطيبة وحب الجار لجارة ,إلا أن الاعتقال قد تم بحق الشهيد بتاريخ 14-4-1991 و توقيفه بمديرية التسفيرات ثم نقله إلى مديرية امن الديوانية مما تعرض لأشد التعذيب على يد ضابط الأمن رعد جودي العبودي, ثم في احد الليالي كانوا يجتمعون ضباط امن الديوانية وبمعية الضابط رعد جودي العبودي, ينقل لي الباحث ماجد البصري عندما كان سجين امن الديوانية وفي نفس السجن مع الشهيد رافد : (اخذ رافد وشد وشدت يديه بوثاق ثم اجبر على الجلوس على رأس قنينة زجاجية مكسورة الرأس مما أدى إلى استمرار النزيف ونقل لحمام السجن لحين فارق الحياة).
تم استدعاء ولي أمر الشهيد وأخباره بإعدام ولده بتاريخ 12-4-1997.

هنيئاً لكَ الشهادة يا من أحببت بلدك ووطنك وشعبك ورفاقك ,تركت طفلة عزيزة على قلبك اسمها زينب,لم ينساك إخوتك وأصدقائك وأحبتك.
المجد والخلود لكَ ولإخوانك في درب الشهادة وكل شهداء وطننا العزيز..
نم قرير العين .. يا أيها العزيز أبو زينب ..ستبقى في القلب حاضر .. وستبقى سفينتك في الأفق تبحر..
ابعث اليك السلام لأيماني إن الشهداء أحياء في أعمالهم ونضالهم.. الأخ محمد البغدادي يبعث اليك السلام ..وصديقك سعد خورشيد ووائل لاوي الحسناوي وقاسم العادلي وهم دائماً يذكرون ما قمت به من بطولة وتضحية. نعرف انك في خطر .. انك ستغيب وتغيب إلى الأبد .. ويكون لقاءنا مستحيل ..لكننا نحلم بألم وحسرة .. بحزن ودموع في ظل كابوسٍ رهيب.. لكن لا بد للشمس أن تشرق في سماء وطننا .. لابد للغيوم السوداء إن تنقشع .. وقد دار الزمن على القتله الجبناء .. لقد صعدت روحك إلى السماء .. ودمائك الزكية قد سقت تربة بلادي..



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الديوانية.. ساعة القبض على الجاسوس الكولونيل لجمن(3 ...
- من ذاكرة الديوانية.. ساعة القبض على الجاسوس الكولونيل لجمن(2 ...
- من ذاكرة الديوانية..ساعة القبض على الجاسوس الكولونيل لجمن (1 ...
- كواكب تضيء سماء مدينتي الديوانية
- تارا الجاف....قيثارة سومر الدافئة
- الدستور العراقي بين الحكومة الذكوريه وإهمال المرأة
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام1941 (2)
- الصحفي والإعلامي عدنان حسين للحديث عن الإعلام والحركات الشعب ...
- فيصل مشهد القيادي الفلاحي في حركة قسمة المناصفة في ريف الديو ...
- دور اليهود العراقيين في الحركة الوطنية العراقية
- كاظم فرهودالقائد الفلاحي ورحلة السجون
- سمير نقاش الروائي العراقي الحالم
- قصر الياهو ساسون خضوري في الديوانية
- الفنان التشكيلي أياد الزبيدي بين الحكاية الشعبية والنمنمات ا ...
- الأنصاري ناصر عواد( أبو سحر) مقاتل من مدينتي الديوانية
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941
- القائد الفلاحي والرياضي كاظم فرهود ورحلة السجون
- أنور شاؤول ....... أديب وشاعر وصحفي
- يهود العراق بين قسوة التهجير وحنان العودة للوطن
- المؤسسة الأمنية ....... وظاهرة اختطاف شباب ساحة التحرير


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - نجم آخر يتألق في سماء مدينة الديوانية...الشهيد رافد حنتوش