أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الهروب / قصة قصيرة














المزيد.....

الهروب / قصة قصيرة


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


الهروب
قصة قصيرة

في الصيّف ، وقبل انتصاف النهار يدخل جميع من في القرية الى منازلهم هربا من أشعة الشمس الحارقة . يهجعون في أكواخهم الطينية . حتىّ الدجاج يتجمّع في ظل الأكواخ ويتمرغ في التراب فاتحة مناقيرها وراخية أجنحتها مستسلمة للحرّ فالقرية تبدو وكأنها ستشتعل لا محالة . الجميع في الداخل مسترخين ويتنفسون بعمق . ألا نحن الثلاثة كنا نتسلل من بيوتنا يوميا ونلتقي عند شجرة التوت الضخمة قرب بئر الماء الوحيد في قريتنا . وعادة وما أن أهمّ بالخروج حتى توقفني والدتي بصوتها العالي غير مبالية بالمضطجعين من حولها ... (ها مهبول إلى أين ).؟ وأطأطئ رأسي في الحال وكأني لص وقد مسك بتلابيبي ، ثم تأمرني برش المزيد من الماء على أرضية الغرفة ... وافعل ذلك حتى تستحيل إلى بركة ينقصها بعض الضفادع لتقفز فيها وتنقنق ... ( والآن هفهف بالشال على والدك ثم عليّ ) ، وشال أبي هو مروحتنا اليدوية ... نطوي الشال على عصا طويلة ونمسكها من الوسط ونحركه ذات اليمين وذات اليسار فيوّلد هواءً منعشا ، ولكن متعتهم لا تدوم لأني اتعب بسرعة وأكثر الأحيان أدّعي ذلك ...( تعبت يا ماما ) ... فتقول لي أذهب عسى أن تتساقط أصابع قدميك من الحر ، واقفز من الغرفة وكأني أنا الذي تحول إلى ضفدع أقفز قبل أن تغيّر رأيها أو تطلب مني شيئا آخر وفي كل مرة أفلت من قبضة أمي يتبادر إلى ذهني أن أسال صديقاي عن كيفية هروبهما من البيت وبأية حجة يتحججان لذويهما ولكن ما أن أنطلق نحو الشجرة وألوّح لهما بيدي حتى أنسى ذلك .
الملجأ ضيّق . أضيق من أن يسعنا نحن الثلاثة ولكننا نحشر أنفسنا فيه وهو محصّن ضد الرصاص والقنابل والهاونات وكل شيء قاتل قادم من الشرق . ضيّق ولكنه يبقينا أحياء في النهار واذا ما أرخى الليل سدوله فتلك مسألة أخرى وخاصة إذا كان القمر غائبا نقوم بالعمليات العسكرية الروتينية من مراقبة وتسلل إلى اراضي العدو إلى المباغتة والهجمات السريعة وموعد العودة لملاجيء الخط الأمامي يكون دائما قبل الفجر وهكذا في الفترة الصباحية نرتاح وننام وعندما يقترب الوقت من الظهر تتحول الجبهة إلى جحيم يصبّ فيه العدو نار غضبه علينا بالقصف المكثف فيكون الخروج من الملجأ انتحارا والسماء تحجب النسمات المتاحة بينما الشمس تواصل ارسال اشعة حارة جدا وكأنها ترغب بشي الأرض شيا .
فتح عينيه . اللون الأحمر كان واضحا فيهما من أثر السهر والحّر الشديد . أشار بيديه عن الوقت فقلت له إنها تقترب من الظهيرة . قال الآخر معلنا عن إيقاظه أيضا ... حان موعد ( القصعة ) وهمّ ليخرج ، فقلت : لماذا لا نخرج نحن الثلاثة ... نخرج سوية ... إنها الظهيرة والكل مشغولين بالرقاد أوالطعام ... وهذه فرصتنا فأجاب أحدهما ولكن هذه الفرصة مواتية كل يوم فأجبته بعصبية ليس كل يوم ... هل تسمع صوتا ... لقد توقف القصف الجوي وهذا ليس جيدا إنه هدوء ماقبل العاصفة ... سيهجمون علينا ... سيهجمون ولكن بامكاننا الهرب ... إنها فرصة من ذهب ... سنأكل أولا ثم نتوارى عن الأنظار بهدوء .
خرجنا دون أن نقرر وجهتنا ، وعرفت هذه المرّة كيف خرج صديقاي فيبدو انهما لايختلفان عني كثيرا ... خرجنا دون أن نفكر في وجهتنا . شيء واحد كنا متأكدين منه نحن الثلاثة إن الشمس ستكون شاقولية على رؤوسنا وسترسل لنا هدايا لاتختلف كثيرا عن هدايا العدو الجوية .



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بتلات الورد / 4
- حكايات من شنكال 19
- حكايات من شنكال 10
- بتلات الورد / 3
- بتلات الورد /2
- حكايات من شنكال ... 18
- بتلات الورد /1
- الموعد الأخير /قصة قصيرة
- حكايات من شنكال ... 11
- حكايات من شنكال ... 13
- طبل وزرناية ... 7
- حكايات من شنكال ... 17
- طبل وزرناية ... 6
- الغريب /قصة قصيرة
- حكايات من شنكال ... 16
- حكايات من شنكال ... 9
- طبل وزرناية ... 5
- الأربعاء الملون
- حكايات من شنكال ... 8
- حكايات من شنكال ... 12


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الهروب / قصة قصيرة