تغيير النظام الجزائري أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقليمي

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 02:40
المحور: مقابلات و حوارات
    

مهني فرحات رئيس الحكومة المؤقتة للقبايل بالمنفى
تغيير النظام الجزائري أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقليمي

يقول مهني فرحات رئيس الحكومة المؤقتة للقبايل بالمنفى، أنه من العار حقا أن تعاين السلطة السياسية على رأس بلد غني مثل الجزائر، بانتفاضة الجائعين والمقصيين والمهمشين. كما يقرّ أنه بمجرد أن وصلت تداعيات حركة العضب المستطير إلى منطقة القبائل تغيّرت طبيعتها وأضحت المطالب المعبّر عنها مطالب سياسية محضة ، سيما مطالبة أبناء "القبايل" بالاستقلال الحكم الذاتي الإقليمي. ولا يستبعد أن تكون بعض جوانب حركية الغضب هذه، عملية مدبرة ومخطط لها من طرف جهات وازنة في دواليب الدولة، لأنه من الناحية السياسية ، بوتفليقة مات بالفعل، وما يجري الآن بالجزائر هو النضال من أجل الخلافة وما بعد بوتفليقة.
ويعتقد مهني فرحات أنه منذ وقت طويل، فقد الجزائريون الثقة في النظام القائم وحكومته. يعاني المواطنون من ديكتاتورية هذا النظام واستبداده وتسلطه ولا يتحملونه، إن الشعب الجزائري وجد نفسه دائما في مضمار مرمى أسلحة الجيش.
لذا يرى أن النظام الجزائري محكوم عليه بالزوال ويحيا سنواته الأخيرة. ورحيله أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقليمي. إنه شرط استقرار نسعى إليه جميعا، إنه عنصر أساسي ولكنه ليس الوحيد.



كيف تنظرون إلى ما يحدث في بلدكم ؟

إن الاحتجاجات العارمة ومظاهر السخط التي تنتشر كالهشيم من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق بالجزائر وصفتها الصحافة الجزائرية ووسائل إعلامها بانتفاضة الخبز والمأوى ومطالب الفئات الاجتماعية المهمشة والمقصية. لكن بمجرد أن وصلت تداعيات هذه الحركة الاحتجاجية إلى منطقة القبائل ، بدء من 6 يناير 2011 ، تغيّرت طبيعتها أضحت المطالب المعبّر عنها مطالب سياسية محضة ، سيما مطالبة أبناء "القبايل" بالاستقلال الحكم الذاتي الإقليمي. إن كلّ المؤشرات تدل على أن هذه الحركية لن تتوقف في وقت قريب.

في رأيكم ما هي الأسباب التي أدت إلى هذه الانتفاضات الشعبية في مختلف أرجاء الجارة الجزائر ؟ ومن هم الجناة؟

أوّلا لا بد من الإشارة إلى أنه يجب علينا أن نتجنب أي خلط بين مع ما يحدث الآن بالجزائر وما هو واقع في تونس في الوقت الراهن. فإن كانت جارتنا الشرقية مسرحا لردود فعل شعبية عفوية من أجل تحسين الأوضاع المعيشية، فإن ما يحدث اليوم في الجزائر من انتفاضات وأعمال الشغب وفوضى عارمة، هي عملية مدبرة ومخطط لها من طرف جهات وازنة في دواليب الدولة. ويمكننا القول من الناحية السياسية ، إن بوتفليقة مات بالفعل. إن ما يجري الآن بالجزائر هو النضال من أجل الخلافة التي هي سبب هذه الاضطرابات رغم أن وسائل الإعلام تقوم بكل ما في وسعها لإخفاء هذه الأمر محاولة إظهار ما يجري كأنه مجرد حركة مطلبية اجتماعية عادية ليس إلا، لكن الأمر ليس كذلك.

هل الاضطرابات التي تعرفها العديد من المدن الجزائرية تخدم حكومتكم المؤقتة في المنفى؟

إن أي شيء يقوض مخططات مجرمي السلطة والمافيا في الجزائر هو مفيد للحكومة المؤقتة للقبايل في المنفى. من خلال العمل الذي نقوم به كما فعلنا للتو من خلال البيان الذي وجناه إلى الجزائريين ، برهنا على تشبثنا بوطننا الذي لم يعد يرانا عبر عين الحكومة الجزائرية. لقد حاول النظام الجزائري دائما ومنذ إنشاء ANAVAD (الحكومة المؤقتة للقبايل)، أن يقدمنا للرأي العام كشيطان متربص بالبلاد وهي جهة نظر التي تحطمت بفعل حركات السخط الاجتماعي التي تعم البلاد من أقصاه إلى أقصاه . ونحن الآن شرعنا في حصد بداية المزيد من التعاطف مع نهجنا ومع الحكومة المؤقتة للقبايل في جميع أنحاء الجزائر. هذا يُعتبر انتصارا ضد التضليل المنظم والممنهج عبر وسائل إعلام للنظام العسكري الجزائري.

كيف يمكن لبلد غني بثرواته الطبيعية أن يحتضن هذا الكم الهائل من المهمشين والمقصيين الذين لا خيار لهم إلا الانتفاض والثورة على النظام القائم ؟

إنه من العار حقا أن تُواجه (بفتح الجيم) السلطة السياسية على رأس بلد غني مثل الجزائر، بانتفاضة الجائعين والمقصيين والمهمشين. كيف لبلد في جعبته 150 بليون دولار (أكثر من 1500 بليون درهم) من احتياطي العملة الأجنبية أن لا يوجد لديه حليب للرضع و مدارس للأطفال ، وطرق صالحة للاستعمال والأدوية الكافية للمرضى والمياه والكهرباء اللازمين لحواضره وقراه له...؟ إن الصراعات مفيات الحكم حرمت الجزائر من الإدارة الجيدة والتدبير الجيدة للاقتصاد والمجتمع وتهييء مستقبل البلاد. بل منعت توصيف الواقع المزري القائم والمأسوي كما هو.

كيف تقيمون مستقبل الحركات الاجتماعية في الجزائر بعد هذه الانتفاضات؟

نحن نقدر هذه الحركات الاجتماعية حق قدرها. إنها تعبير عن الطلاق بين النظام العسكري لبوتفليقة من جهة، والجزائريين من جهة أخرى. في واقع الأمر إنه مسار معارض لنظام الطغمة العسكرية المتسلطة على الجزائريين، وهو ما لا يريد النظام والسياسيين الموالين الاعتراف به، وذلك بفعل الضعف وعدم الكفاءة أو الفساد المستشري. ويمكن للتطورات القادمة أن تكون كارتية خارج القبايل لأن هذه المنطقة أخذت وقتا لتنظيم نفسها.

هل تعتبرون أن الجزائريين، والحالة هذه، سيواصلون دعم النظام الذي قاد البلاد إلى الهاوية؟ وماذا عليهم أن يقوموا به الآن ؟

أعتقد أنه منذ وقت طويل فقد الجزائريون الثقة في النظام القائم وحكومته. يعاني المواطنون من ديكتاتورية هذا النظام واستبداده وتسلطه ولا يتحملونه، إن الشعب الجزائري وجد نفسه دائما في مضمار مرمى أسلحة الجيش. هذا الجيش الذي يضمن استمرار هذا الحكم الطاغي ويسهر على صيانته ويحميه من غضب الجزائريين المستطير. هدفنا الأمثل أن تكون هذه الحركات الاحتجاجية أقرب إلينا ، لكن ومهما يكن من أمر وفي جميع الحالات حكومتنا مستعدة لمساعدتها على أن تكون في تناغم مع أساليب العمل والتفكير مع القبايل.

لماذا تصر الطغمة العسكرية الحاكمة بالجزائر على قمع بوحشية الأمازيغي بصفة عامة وخاصة في منطقة القبائل بوحشية؟

بكل بساطة لأن النظام الجزائري يمثل قوة عنصرية، وعاجز كليا على الالتفات للشعب واستيعاب تعددية هويته.

يعتقد الكثيرون أن قضية الصحراء وكثير من المشاكل الداخلية في الجزائر لن تجد حلا حقيقيا إلا مع زوال النظام الحالي ، ما رأيكم؟

أعتقد أنه قد اتضح الآن،أكثر من أي وقت مضى، أن النظام الجزائري محكوم عليه بالزوال ويحيا سنواته الأخيرة.ورحيله أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقليمي. إنه شرط استقرار نسعى إليه جميعا، إنه عنصر أساسي ولكنه ليس الوحيد.

في رأيكم ما هو الحل الأفضل في الوقت الراهن وممكن التحقيق لطي قضية الصحراء بشكل نهائي؟

الحل الوحيد هو حكم ذاتي إقليمي بالنسبة للصحراء كما هو الحال بالنسبة لمنطقة القبائل.

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل