أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف














المزيد.....

خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 20:16
المحور: المجتمع المدني
    


استقرار النظام وثباته يعدّ حالة جمود وليس تطوراً، فلا يمكن استخدام الأساليب ذاتها في استقراء الواقع الاجتماعي الذي تشغله كائنات بشرية تبتكر أساليب جديدة لخلق الصلات بينها تؤثر في النظام القائم وتتأثر به على نحو دائم فمن دون وجود آليات مرنة للنظام تستجيب للواقع المتغير لا يمكنه أن يستمر ويتواؤم مع مجريات التغيير بنفس آلياته التقليدية.
إن آليات السلطة المستبدة قائمة على خيار استخدام العنف ضد المجتمع لإعاقة تطوره غير المنسجم مع إيقاع تطورها فلا خيار أمامها إما التطور للانسجام مع ايقاع تطور المجتمع وإما استخدام العنف لعرقلة التطور ليصبح منسجماً مع ايقاعها. إن استخدام السلطة المستبدة العنف يعيق التطور الاجتماعي بدالة الزمن لكن صعباً إيقافه على نحو كامل لأن آليات المجتمع المتطورة على نحو دائم تعمل على إضعاف آليات العنف غير المرئية الساعية إلى بث الرعب والخوف في نفوس المواطنين لاجبارهم على الانصياع. مع الزمن يكسر حاجز الخوف الذي غرسته سلطة الاستبداد في الوجدان الاجتماعي ما يشجع على مواجهتها بعنف مضاد أو بإعتماد اجراءات سلمية تقوض مسوغات استخدام العنف بدعوى الحفاظ على النظام.
يعتقد (( نعوم تشومسكي )) " أن أحد أساليب حفظ النظام واستقراره تحقيق العدالة وتلبية مطالب المجتمع لتقليل حالة الاحتقان والتوتر، فالقبضة الحديدية قد تحفظ النظام لكنها لن تجعله مستقراً ".
إن الخلاف بين المجتمع وسلطة الاستبداد لا يتأطر بإجراءات استخدام العنف وحسب، بل بعقلية السلطة وفهمها القاصر للمطالب الاجتماعية أنها دعوى لتقليل إجراءاتها العنفية وليس التخلي عنها لصالح مؤسسات جديدة شرعية خاضعة للقانون في حفظها النظام.
إن التغيير الاجتماعي المنشود ليس أمراً يصدره رأس النظام المستبد لإيقاف إجراءات العنف ضد السكان المدنيين، وإنما مطالبة بتفكيك الأجهزة العنفية غير الشرعية التي لا تمت بصلة لمؤسسات الدولة الشرعية الخاضعة إلى القانون.
إن بناء أجهزة أمنية ومؤسسات عنفية غير شرعية لا تمت بصلة لمؤسسات الدولة الشرعية يعدّ خرقاً فاضحاً للقانون تمارسه السلطة المستبدة ضد الدولة والمجتمع، ولا يمكن الوثوق بالمؤسسات العنفية ذاتها عند إجراء أي تغيير حقيقي في طبيعة النظام القائم. لأن النظام يكتسب شرعيته من شرعية مؤسساته القائمة المنصاعة إلى القانون، فالسلطة التي تعمل على خلق أجهزة قمعية غير خاضعة إلى مؤسسات الدولة وأنظمتها تكون أقرب في نهجها إلى نهج المافيا.
يحث (( توماس كوهين )) الأنظمة القائمة على : " ضمان نجاح عملية التغيير والتخلي التدريجي عن مؤسساتها التقليدية القائمة لصالح مؤسسات جديدة ومتطورة ".
إن وجود مؤسسات دولة منصاعة إلى القانون يضمن حقوق المواطنين، فمن دون وجود جهة محايدة تعمل على إلزام السلطة بالقانون لا يمكن إلزام المواطنين بالواجبات. وعلى نحو مؤكد أن المواطن الأبن الشرعي للدولة لكن صعباً عدّ السلطة القائمة أبنة شرعية للدولة، فالسلطة أي كان شأنها ونموذجها يستهويها التصرف بسلوك عاهرة غير متقيدة بقيم المجتمع العامة.
يقول (( كونفوشيوس )) : " إنه حين يسود حكم القانون في الدولة، تكلم بجرأة وتصرف بثقة. وحين لا يسود حكم القانون في الدولة تكلم بحذر، وتصرف بحكمة ".
إن خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف ضد المجتمع ليس خياراً عقلانياً على الاطلاق لأن العنف يعدّ الفيروس الأكثر فتكاً بشرعية القانون، فتحجيم استخدام العنف ليس إجراءاً إدارياً تتخذه سلطات عليا وإنما يجب أن يكون إجراءاً قانونياً تصدره سلطات مسؤولة تعي دورها في الدولة والمجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقويض شرعية سلطة الاستبداد
- تحديات السلطة والمعارضة
- لغة الحوار السياسي
- انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين
- أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم
- عنف الحاكم واستبداده
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة
- نظام التكوين التربوي
- صدر كتاب مشترك عن المياه لمجموعة من خبراء القانون والمياه ال ...
- تنمية الاستقلالية الفردية والمهنية
- تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية
- التحليل والإدراك
- الإصغاء والاستيعاب


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف