أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - ما جدوى الحوار مع انظمة فاسدة؟















المزيد.....

ما جدوى الحوار مع انظمة فاسدة؟


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المثير للأستغراب في الأحدات التي عرفتها وتعرفها سنة2011 ,السنة التي ابت الا ان تكون سنة انعتاق شعوب من نير الديكتاتورية والرأي الواحد ألأوحد. هي تلكم النداءات التي تدعو الى الحوار. سواءا اصدرت عن ممثلي النظام او عمن يعتبرون من المعارضة .ووجه الغرابة هنا لصيق بالسؤال لماذا الحوار اليوم وليس امس؟ ولماذا الحوار اصلا وقد فقد النظام ما يستوجبه سيما طغيان ازمة الثقة لدى المطلوب للحوار؟
بمجرد انفجار براكين الغضب الشعبي في اقطار الشمال الأفريقي والشرق الأوسط, وبمجرد ادراك النظام للفشل الذريع الذي يحصده من اعتماده الحل الأمني, سيما بعد اعلان المحتجين عن سقوط اول قتيل على ايدي القواة التي تمول من دافعي الضرائب لحماية الشعب ضد كل تهديد اجنبي. وبعد استنفاذ كل الأوراق التي يعتقد انه بلعبها سيرجع المياه الى مجاريها المعتادة, والأبقاء بالتالي على دار لقمان على حالها, وبعد النداءات الموجهة اليه عبر القنوات السياسية والديبلوماسية الأجنبية الداعية الى الأنصات الى مطالب المحتجين ونبذ العنف, يسارع النظام الى المطالبة بالحوار كاقصر طريق لمحاولة الألتفاف علىمطالب الشعب وظمان بقائه واستمرار ادارته لشؤونه .
اقول وحكما مسبقا ان مطالبته هذه للحوار لا تخرج مطلقا عن هذا الهدف ,لسبب بسيط هو انه لو كان حقا قد يستجيب لمطالب المحتجين لكان على الأقل اختار اللجوء اليه في ابانه ,واعلن عن حسن نيته في تقبلها قبل اعطائه الضوء الأخضر ليده الباطشة لتعذيب المواطنين وازهاق ارواحهم. اذ ان لجوئه الى هذه الوسيلة انما هو ايمانه المسبق بان استعماله لمرتكزات وجوده القمعية لهي اجدى وانفع له من الأنصات الى نبض الشعب ,هذا الذي لا يخرج عن كونه قطيعا لا يستحق ادنى التفاتة انسانية .وهو ما يعبر وبوظوح عن كونه نظاما يعيش خارج زمان شعبه ويتشبث لقصر نضره بادوات ادارة وتدبير صدئت شكلا وموظوعا وتجاوزها الزمن .بحيث ان نظاما يساير حركات شعبه ليله ونهاره .سيتفادى المفاجآت التي قد تعصف بوجوده .وهي المفاجآت التي اطاحت بنظامين في الشمال الفريقي ما كان ممثلوهما وخدامهم ليتنبؤوا بها يوما .كما انها المفاجآت التي ما تزال تتداعى بسببها اركان انظمة اخرى.
فالنظام الذي لا يعتمد معايير قياس درجات مد وجزر الحركات المطلبية لشعبه بالنظر الى تقارير لجان مختصة تتولى دراسة وتحليل الواقع الأجتماعي من كل جوانبه, وألأهتمام بنتائج الدراسات المستقبلية ليكون على اهبة الأستعداد لأستباق كل حركة احتجاجية قد لن تحمد عقباها لن يكون له من مصير سوى الزوال . وعدم المبالات والأهتمام بالأمساك بزمام امور الشعب من حيث يجب واقعيا, سيما بفسح المجال امامه في تنظيم نفسه عن طواعية في هيآت سياسية ونقابية حقيقية, ووضع ادوات الأتصال العمومية رهن اشارته, وتفادي احتكارها من قبل الرأي الواحد الممثل للنظام وكذا تفادي خلق وانشاء هذه الهيآت على مقاس مايريده هذا النظام هو مما افظى الى ما تعرفه الأقطار المذكورة من احداث جلبت اهتمام الأجنبي بعد ان طغت واستفردت باهتمام افراد الشعب المعني.
ان الأستهتار بحقوق الشعب وعدم ايلائه ما يستحقة من اهتمام بتهميشه, والكذب عليه كذبا صراحا, من قبل النظام. باعتماده البليد لممثلين لا تربطهم به ادنى رابطة ماداموا صنيعة له هو, تم ايجادهم لذر الرماد في العيون بتمريره لسلوكات وقوانين هي في المبتدأ والمنتهى خادمة لمصالحه المتمثلة في نهب ما امكن من الثروات ,وشراء الذمم بمنحه للزبانية امتيازات ضمانا لللجوء الى خدماتهم متى استوجبت الظروف ذلك. فتشكل بذلك نظام اخطبوطي مافيوزي تتحكم في شبكته اخلاق اللا اخلاق. يتعايش وسط عناصرها الحذر,الحيطة , النفاق والحربائية في السلوكات والمواقف غير انها لا ترغب عن البوثقة الموحدة لها من بديل .حتى اضحت عناصره غير قادرة على السماح بالمساس باي منها. وعلى اهبة الأستعداد لبذل الغالي والنفيس من اجل تبادل ادوات الحماية والطرق المحققة للهدف .
ان التآزر بين عناصر شبكة النظام المافيوزي المفروض بفعل الأهتمام والحماية للمراكز المالية والأجتماعية الموحدة لها, هو الذي ينتج طرق المواجهة للمحتجين والمعاشة اليوم ليل نهار في الأقطار موظوع ثورات الحرية والكرامة. لتتنوع طرق الخداع للنيل من عدالة مطالبهم واسباغ صفة المشروعية على استعمال العنف المجرد قصد نسف كل محاولات جرها الى حبال المشنقة .هذا التآزر هو الذي دفع بها الى الأستعانة بالدهماء من ابناء الشعب من بلطجية وشبيحة للوقوف في وجه المد الثوري الموصوف بالتسونامي الشعبي .الذي هدفه الأساس اسقاط النظام الجائر بكل اركانه ,وتقديم الفاسدين الى المحاكم مذلولين محسورين .هذه المحاكمات التي ما تفتأ تريهم مدى عزم واصرار الشعوب المقهورة على الشبث بها ويكون الدرس المصري والتونسي مؤرقا لمضاجع من سولت له نفسه بالأمس التهوين من شانها وعدم ايلائها ادنى اعتبار.
ان الخوف من المصير المحتوم الذي لم يعد يخفى على احد من افراد العصابة الحاكمة جعل هذه الأخيرة تتخبط خبط عشواء في اختيار الطرق التي تعتقد ان من شائن سلوكها اخراجها من الورطة التي دخلتها عن طواعية واختيار. بعد ضربها بمصالح الشعب عرض حائط اللا مبالات, وتمكن الجشع والأنانية المفرطة منها في استنزافها لأمكاناته المادية والمعنوية المعول عليها لللحاق بركب باقي الشعوب المحترمة من قبل انظمتها.
ان السلوك اللا انساني الذي يميز صفة الأنظمة المثار عليها, وفقدان أي بصيص امل في رجوعها عن غيها بالنضر الى ما راكمته على مر الزمن من مساوء واخطاء في حق شعوبها لدرجة اتصاف بعظ ممارساتها بجريمة الخيانة العظمى للوطن, وما تقدم عليه من افعال في حق المتظاهرين من ابناء شعبها والتي لا تقارن الا بما يقدم علي فعله العدو الأجنبي, لكاف لوحده على ان يولي لها الشعب بظهره والأستمرار في المواجهة السلمية الى حين سقوطها والقصاص من رموزها, مع وجوب تحمل ثمن الحرية والكرامة اياما كان نفيسا وغاليا.
ان ما يعرفه كل من االقطر الليبي ,السوري , اليمني والبحريني لهو الصورة الواظحة والجلية التي يتعين على الشعوب المقهورة اعتبارها لمعرفة مدى تشبث العصابة الحاكمة بالسلطة حتى وان ادى بها الأمر الى القضاء على آخر فرد من افراد الشعب, بعد ان ايقنت انها اضحت الهدف الدي لا محيد لهذا الأخير عن اقتياد عناصرها الى الرقص تحت حبال المشنقة.
لا رحمة ولا عفو بعد الأن وبالتالي فان الدعوة للحوار سواءا اصدر من ممثلي النظام العدو او من يرغب في ملء المقاعد بعد افراغها من المؤدلحين الوصولين والأنتهازين الذين يتسابقون للأستجابة لها او يتزعمون المنادين به انما هي دعوة ليس لها من غاية سوى خلاص المجرمين.



#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرائة الزبانية لكلمات الملك
- التدافع السياسي والأخلاق
- 1 يوليوز ورهان النظام المغربي
- الأنظمة الفاسدة والمطالبة بالحوار
- الحكيم الغربي والفوظى الخلاقة
- الدستور الممنوح وتطبيل ناهبي المال العام
- ثامازيغث الدسترة وجيوب المقاومة
- ما بعد اسقاط النظام
- حركة20فبرايروضرورة التصعيد
- لماذا الهروب الى الأمام يا ملك؟
- نظام فاسد يتنازل ويعد
- عن الموقفين من التدخل الأجنبي
- الفوضى الخلاقة وثورات 2011
- 20فبراير تفظح (دولة الحق والقانون)
- 20فبراير بالون اختبار والثورة قادمة
- اظواء على حركة شباب20فبراير
- 20فبراير ثورة اشبال الأطالس
- انتم علمتمونا الا نثق فيكم يا حكامنا
- شباب الثورة والعبء الثقيل
- 20فبراير من اجل مغرب جديد


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - ما جدوى الحوار مع انظمة فاسدة؟