أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - التدافع السياسي والأخلاق














المزيد.....

التدافع السياسي والأخلاق


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد مجتمع على البسيطة الا وهو يرنو الى حياة افظل مما هي عليه. فألأنسان تواق دائما الى اشباع رغباته الحياتية وفي ارقى ما ينتهي اليه تفكيره ,هذا الذي يعتبر وليد محيطه موضوعيا وذاتيا. لذا كان من البديهي ان تتعدد الأراء في اختيار الطرق المفظية الى تحقيق هذه الأمال والأماني. وكان بذلك من الضروري ان يحتد الصراع بين حاملي هذه الأراء ومحاولة كل منهم استقطاب اكبر عدد ممكن من المؤيدين, حتى يتمكن من تصريفها على ارض الواقع وانتظار نتائجها .من هنا يكون التدافع بين مختلف هذه ألأراء قد انطلق عمليا وعلى ارض الواقع .غير ان عملية التدافع هذه لا تتخذ لها ادوات موحدة الأستعمال بين حاملي هذه الأراء المتصارعة حتى وان كان التدافع منظما قانونيا, ذلكم انه غالبا ما يستعان بالمكر والخديعة. لذا قد يتسائل سائل لماذا المكر والخديعة لتمرير افكار واراء في الوقت الذي يستلزم الموقف انسانيا التمسك بالمنطق والموظوعية؟
للجواب يتعين الرجوع الى معنى الفعل لكونه لوحده كاف لأشفاء الغليل .فالتدافع المادي لا يختلف في شيء عن التدافع المعنوي الفكري الا في كون المادي عمل غير مشروع ,وسهل للأثبات بالمشاهدة العينية ,حيث يدخل في باب العنف المجرم والمعاقب عليه, الا فيما هو مرخص بقوانين خاصة كما هو الأمر في انواع من الرياضات البدنية. بينما يصعب ذلك بل وقد يستحيل احيانا كثيرة في التدافع الفكري.ليبقى بذلك المجال في هذا الشق واسعا وفسيحا يستغل وفق مدى الجرأة التي يتمتع بها الفاعل وقابليتة للدفاع عن نفسه متى ووجه بمخالفته للقوانين وكذا كم ووزن الكثلة التي يستند اليها ويستعين بها من انصار.
انه بالرجوع الى الواقع المعاش سيلاحظ وجود كثل متدافعة على الساحة السياسية وهي متميزة من حيث الوزن الكثلوي والأفكار موضوع التدافع, من فاعلة مؤثرة وضعيفة ما تزال في طورالبحث عن موضع قدم ,وكل هذه الهيآت المتدافعة لا تخلوا منها ولو واحدة الا وتلتجىء الى ألأستعانة بالمكر والخديعة في سلوكها المومأ اليه.
فهل المكر والخديعة ياترى ضروريان في التدافع السياسي ام اللجوء اليهما انما هو دليل وصولية وانتهازية الفاعل؟
فاذا نحن سلمنا بكونهما ضروريان في العملية السياسية كان من اللازم قبولهما في دائرة الأخلاق للمجتمع القابل لممارستهما وهذا مناف لما يتشبث به الأنسان حيثما وجد لأعتباره اياهما خارج الأخلاق الحسنة. وان نحن اعتبرناهما دليل وصولية وانتهازية الفاعل فكيف يمكن اثباتهما وبالتالي اقناع الغير بتوفرهما في سلوك الفاعل السياسي كوسيلة لدفع الجمع لينفظ من حوله؟
لميكيافيلي في كتابه الأمير مقولة مفادها ( الغاية تبرر الوسيل). وغالبية ساستنا تعتمد هذه المقولة وتعمل بها. أي انها تفعل كل وسائلها بما فيها المكر والخديعة من اجل تحقيق الغاية المرجوة .وكمثال لذلك ادعاء الكثلة الأسلاماوية ان (القرآن هو الحل ). لتبقي الموجه اليه الخطاب بين حيص وبيص متسائلا وكيف؟ هذا في حالة المخاطب المثقف الواعي اذ انه سيدخل في سجال معها وهي تعلم مسبقا كيف تخرج من كل مأزق ينشأ عن هذا السجال بالمكر والخديعة ايضا. سيما انها تعتمد استغلال الدهماء والمؤمنين ايمان العجائز وهم ألأكثرية وبالتالي فهم المعول عليهم ما دام ان هذه الكثل تتصيد نقط ظعف المجتمع ومجتمعاتنا تطغى عليها الأمية بفعل الكثلة الحاكمة, التي بدورها اعتمدتها وسيلة لبقائها,و وسيلة لليحلولة دون ظهورمنافس قوي مهدد لوجودها. ثم حالة المواجهة العنيفة التي تعتمدها الأنظمة المثار ضدها في اقطار الشمال الأفريقي والشرق الأوسط كما هو حال ليبيا, اليمن ’البحرين وسوريا على الخصوص.
باعتماد انظمة هذه الدول المكر والخديعة فيما تتخذه دواعي واسباب المواجهة العنيفة التي وصلت حد ازهاق ارواح افراد وجماعات من شعوبها. كزعمها محاربة عصابات مسلحة متطرفة مخربة, والتي هي في الحقيق لا وجود لها واقعيا. بل قد تغتال منشقين عن قواتها وترمي بالمسؤولية على عاتق المحتجين. لتتخذ الحادث مبررا لأستعمال العنف المجرد. فنجد الأنسان المؤمن بعدم اخلاقية السلوك المذكور يعمل جهده للتاكد من الأدعاء عن طريق لجن تقصي الحقائق. وتفاديا لما سوف تنتهي اليه هذه الأخيرة من نتائج, قد يلتجأ الفاعل السياسي المذكورايضا الى المكر والخديعة لمحو اثار الفعل تارة او اعداد ادوات اثبات ادعائه تارة اخرى انه المكر والخديعة اللصيقين بالممارسة السياسية حتى اضحت هذه الصفة بديهية ولدى كل اطراف اللعبة .ليس الأمر بالحديث بل هو قديم قدم السلوك السياسي وهذا لصيق بالأنسان باعتباره حيوانا سياسيا .كل ما في الأمر هو ان ألأنسان بما وصله من درجات التطور وما يملكه من وسائل ما كا نت متوفرة له سابقا ,اصبح شديد الحرص على اصطياد هذا السلوك الماكر المخادع وألأقاع بممارسه لتطبيق القانون في حقه. وهو العدو اللذوذ لكل فعل اجرامي .غير ان كل المحاولات المبذولة والمنتظر بذلها من قبل اخينا الأنسان في اطار اللعبة السياسية لن ينتهي بالقضاء على هذا السلوك المشين, مادامت اوجه المكر والخداع تتبدل وتتغير بالتغير الزمكاني, كما تتطور طرق مواجهته لتنتهي على الأقل الى الحد نسبيا من اللجوء اليه.



#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1 يوليوز ورهان النظام المغربي
- الأنظمة الفاسدة والمطالبة بالحوار
- الحكيم الغربي والفوظى الخلاقة
- الدستور الممنوح وتطبيل ناهبي المال العام
- ثامازيغث الدسترة وجيوب المقاومة
- ما بعد اسقاط النظام
- حركة20فبرايروضرورة التصعيد
- لماذا الهروب الى الأمام يا ملك؟
- نظام فاسد يتنازل ويعد
- عن الموقفين من التدخل الأجنبي
- الفوضى الخلاقة وثورات 2011
- 20فبراير تفظح (دولة الحق والقانون)
- 20فبراير بالون اختبار والثورة قادمة
- اظواء على حركة شباب20فبراير
- 20فبراير ثورة اشبال الأطالس
- انتم علمتمونا الا نثق فيكم يا حكامنا
- شباب الثورة والعبء الثقيل
- 20فبراير من اجل مغرب جديد
- مثقفونا والحكيمين الغربي والأسرائيلي
- ولماذا الملكية؟


المزيد.....




- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...
- رحلة اللقالق تحت المجهر: رومانيا تطلق مشروعًا علميًا فريدًا ...
- أهداف الناتو الجديدة أعباء وتحديات جديدة للجيش الألماني
- خبراء يحذرون من -سلبيات- العمل قبل السابعة صباحاً!
- 7 بدائل طبيعية للسكر تقلل استهلاكك دون التخلي عن حلاوة المذا ...
- قائد الجيش الإيراني: نقاتل اليوم من أجل النصر
- شمخاني يؤكد: اليورانيوم الإيراني المخصب لا يزال موجودا
- عراقجي يجري في موسكو محادثات -جادة ومهمة- مع بوتين
- واشنطن تحذر رعاياها بالداخل والخارج وتقلص بعثتيها في لبنان و ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - التدافع السياسي والأخلاق