أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - الظلامية والتنوير..... الجزء الثالث















المزيد.....

الظلامية والتنوير..... الجزء الثالث


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى:

ـ الشبيبة الطليعية: شبيبة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
ـ من أجل حمل مشعل التنوير إلى أبعد مداه.
تمظهرات التنوير:

والتنوير، حسب المفهوم الذي حددناه، لا يبقى مفهوما مجردا، هكذا، بل لا بد أن تصير عدة تمظهرات تجعله يسري في الواقع، الذي يتحول، بفعل ذلك، إلى واقع متنور، يجعل جميع أفراد المجتمع يمتلكون الوضوح في الرؤيا، في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

والتمظهرات التي يعرفها التنوير، تتمثل في:

1) النص الديني، الذي يظهر في شروط معينة، ليعبر عن حاجة البشر إلى شكل من أشكال التغيير على مستوى العقيدة، وهو تغيير، في حالة حصوله، لا بد أن ينعكس إيجابا على الواقع، الذي يحصل فيه تطور ايجابي لصالح البشرية. غير أن تنوير النص الديني، يبقى مرتبطا بالزمان، والمكان، مما يجعل منه تنويرا تاريخيا. وكل تمسك بنموذجيته، بدعوى صلاحيته لكل زمان، ولكل مكان، يحوله إلى نص ظلامي، ليشكل مصدرا للاستبداد، والاستعباد، والاستغلال، كمظاهر للتخلف. والنص الديني: القرآن، خير مثال على ما ذهبنا إليه، حيث اعتبر عندما ظهر، مظهرا من مظاهر التنوير، ليتحول بعد ذلك إلى مصدر للظلامية.

2) وبالنسبة للمواقف السياسية، التي تصدر عن الدولة، أو عن الأحزاب السياسية، أو أي هيأة، كيفما كانت، يمكن اعتبارها مظهرا من مظاهر التنوير، أو مصدرا له، إذا تم اتخاذها من أجل مواجهة المواقف السياسية، ذات الطابع الظلامي، وفي إطار الصراع بين الإطارات التنويرية، والإطارات الظلامية، وخاصة على مستوى الكليات، أو على مستوى الدول المتقدمة ذات المرجعية التنويرية، والدول المتخلفة ذات المرجعية الظلامية.

3) ويعتبر الإبداع الأدبي: الشعر ـ القصة ـ الرواية ـ النص المسرحي ـ المقالة، مجالا لتمظهر التنوير، إذا كان للأدباء المبدعين، منطلقات تنويرية، تجعل إبداعاتهم الأدبية، وسائل أساسية لمحاربة كل أشكال الظلامية، المنبثقة في المجتمع. وهذا الدور الذي تؤديه الإبداعات الأدبية، هو الذي يجعل غلاة الظلاميين، يعملون على حرق الكتب، التي تضم تلك الإبداعات المتنورة، بالإضافة إلى إصدار فتواهم بالقتل، في حق الأدباء المبدعين، كما حصل، مع الكثير من الأدباء، على مر العصور.

4) أما الفكر، وخاصة عندما تكون منطلقاته علمية، حسب المفهوم المثالي للعلم، أو مادية، حسب الاشتراكية العلمية، فإنه يعتبر المجال المجسد لعمق التنوير، في مستوياته المختلفة. فظهور العلوم، وازدهارها على يد العرب في القرون الوسطى، أدى إلى إحداث تطور هائل في مجال الفكر، تبعا للتطور الحاصل في المجالات العلمية، والمعرفية المختلفة، مما أدى إلى ظهور علامات علمية، وفلسفية، وفكرية كبرى، اعتمدت منطلقا للتطور العلمي، والمعرفي، والفكري في عصر النهضة الأوربية. وهنا أخص بالذكر: ابن خلدون، وابن رشد بالخصوص. ومعلوم أن عصر النهضة في أوربا، عرف تحولا عميقا على المستوى العلمي، والمعرفي، انعكس على الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، مما أدى إلى ظهور الطبقة البرجوازية، وظهور المفكرين، المتنورين، لتدخل البرجوازية في صراع مع الإقطاع، ويدخل المتنورون في صراع مع الكنيسة. هذا الصراع الذي أدى، في نهاية المطاف، إلى سقوط دولة الإقطاع، وإقامة دولة البرجوازية. وفي نفس الوقت، تم فصل الدين عن الدولة. إلا أن حاجة دولة البرجوازية إلى تضليل الطبقة العاملة، جعل دولتها تستعيد دور الدين، في عملية التضليل تلك، كما تستعين بدور الفكر المثالي، إلى أن جاء مؤسسا الاشتراكية العلمية، التي كانت، ولازالت، أرقى ما أبدعته البشرية في تاريخها العريق.

ولذلك، نجد أن أرقى حركة تنويرية، هي التي تنطلق، في تعاملها مع الواقع، في تجلياته المختلفة، من الاشتراكية العلمية: المادية الجدلية، بقوانينها المختلفة، والمادية والتاريخية. وقد اعتبرت الحركة التنويرية، من هذا النوع، حسب تسميتنا لها، "حركة تنويرية علمية"؛ لأنها:

أولا: حسمت، وبصفة نهائية، مع كل أشكال الغيب، التي تقف وراء كل أشكال التضليل، التي تستهدف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ثانيا: تتعامل مع الواقع المادي، انطلاقا من قوانين المادية الجدلية، والمادية التاريخية، من أجل الوصول إلى تجسيد ما صار يعرف بالتحليل الملموس، للواقع الملموس، وصولا إلى معرفة ما يجب عمله لتغييره.

ثالثا: تنطلق من تمرحل التاريخ، تبعا للتحول الذي تعرفه التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية، من أجل الحسم مع كل أشكال الاستغلال، لتنتفي بذلك دواعي التضليل، وتذهب الظلامية إلى مزبلة التاريخ.

وبناء على هذا الشكل من التنوير العلمي، نجد أن الظلامية، ومعها كل المستغلين، أيا كانت الطبقة التي ينتمون إليها، يعملون ليل نهار، من أجل الفصل بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين التنوير العلمي. وهو ما نجحوا فيه، إلى حد بعيد، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. وهذا التضليل هو الذي جعل الطبقات الأكثر خضوعا للاستغلال، أكثر ارتباطا بالحركات الظلامية. وهو ما جعل هذه الحركات الظلامية قوية، والحركات المنتجة للتنوير ضعيفة.

فما العمل من أجل أن تعود للتنوير العلمي مكانته في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

إن الجواب عن هذا السؤال، يقتضي بأن نقر بأن الدور الرئيسي في عودة مكانة التنوير بصفة عامة، ومكانة التنوير العلمي بصفة خاصة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعود، حسب الترتيب، إلى:

1) أحزاب الطبقة العاملة، ومنها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، التي تعتبر حاسمة إيديولوجيا، وسياسيا، مع كل أشكال الظلامية، ومصادرها، والتي يجب أن تعمل على تكثيف عملها، وبكافة الوسائل، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل بث التنوير في صفوفهم، سعيا إلى أن يصير التنوير وسيلة لامتلاك وعيهم الطبقي الحقيقي.

2) باقي الأحزاب السياسية، التي من مصلحتها بث التنوير بمعناه العام، وبمعناه العلمي، في صفوف الكادحين، وكافة الجماهير الشعبية، حتى يعد المجال الذي تتحرك فيه، والجماهير التي ترتبط به.

3) الأحزاب الديمقراطية، التي تدخل في تناقض مع الحركات الظلامية المعادية للديمقراطية، والتي من مصلحتها بث التنوير في المجتمع، كمجال للإقناع بالممارسة الديمقراطية، وبمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى يتهيأ أفراد المجتمع لممارستها على مستوى القول، وعلى مستوى الفعل.

4) النقابات التي يفترض فيها أن تكون ديمقراطية، في علاقتها مع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والتي من مصلحتها بث التنوير في صفوف المستهدفين بالعمل النقابي، باعتباره وسيلة لامتلاك الوعي بأوضاعهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبفداحة الاستغلال الممارس عليهم، وبضرورة انتظامهم في النقابة، من أجل الحد من فداحة الاستغلال.

5) الجمعيات الحقوقية، التي من مصلحتها بث التنوير في المجتمع، باعتباره وسيلة لامتلاك الوعي بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، خاصة، وأن الحركات الظلامية معادية لحقوق الإنسان، باعتبارها منتوجا غربيا.

6) الجمعيات التربوية، التي تسعى إلى بث التربية بمفهومها الحديث في الواقع، والتي من مصلحتها بث التنوير في المجتمع، حتى يتقبل أفراده ما تذهب إليه، خاصة، وأن الحركات الظلامية لها منظورها المتخلف، لتربية الأجيال على التجييش.

7) الجمعيات الثقافية، التي تسعى إلى نشر القيم الثقافية المتطورة، والتي من مصلحتها، كذلك، نشر التنوير في المجتمع، حتى يتقبل أفراده القيم الثقافية، كما تراها، في مقابل ثقافة الشحن، والتجييش، والإرهاب، التي تعمل الحركات الظلامية على نشرها في صفوف الجماهير الشعبية.

8) المثقفون العضويون، الحاملون للثقافة التنويرية العلمية، والذين يصير من واجبهم تفكيك البنيات الظلامية، والشروط التي أفرزتها، والعوامل التي ساعدتها على الانتشار، والبحث في الوسائل المؤدية الى تجاوز الظاهرة الظلامية.

9) وسائل الإعلام الحزبية، والنقابية، والحقوقية، والتربوية، والثقافية، التابعة للأحزاب، والنقابات، والجمعيات المشار إليها، والتي يجب أن تصير وسيلة من وسائل التنوير، والعمل على تفكيك الظاهرة الظلامية.

10) وسائل الإعلام المستقلة، التي يجب أن تتحول إلى منابر للتنوير، ومواجهة الحركات الظلامية، لإتاحة الفرصة أمام امكانية إيجاد المتلقي النوعي، المستهلك للإعلام المستقل، والجاد، والمتنور.

فهل تقوم هذه الجهات بالأدوار المطلوبة منها فعلا؟

أم أن ما تعرفه، من تقاعس، سيبقى مستمرا؟

وهل تدرك هذه الجهات، أن تقاعسها لا ينتج إلا إتاحة الفرصة أمام الحركات الظلامية، لبث المزيد من التضليل في المجتمع؟

إن الظلامية تسعى إلى السيطرة على الميدان، وبكافة وسائل التضليل.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظلامية والتنوير..... الجزء الثاني
- الظلامية والتنوير..... الجزء الأول
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء التاسع
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الثامن
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء السابع
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء السادس
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب..... الجزء الخامس
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب..... الجزء الرابع
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الثالث
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الثاني
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الأول
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- تحالف اليسار الديمقراطي: ثلاثية الإيديولوجية والشكل التنظيمي ...
- تحالف اليسار الديمقراطي: ثلاثية الإيديولوجية والشكل التنظيمي ...
- تحالف اليسار الديمقراطي: ثلاثية الإيديولوجية والشكل التنظيمي ...
- ما مصير حزب الدولة بعد الذي حدث في تونس وفي مصر؟.....2
- ما مصير حزب الدولة بعد الذي حدث في تونس وفي مصر؟.....1


المزيد.....




- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات
- دراسة: السود والمسلمون والآسيويون أكثر عرضة للفقر في ألمانيا ...
- بوتين.. البدايات والموقف من الإسلام والقضية الفلسطينية
- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - الظلامية والتنوير..... الجزء الثالث