جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 12:41
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
اذن (العمل) بنّائي وايجابي و لكن (الفعل) قد يكون بنّائي او هدّامي (ايجابي او سلبي) لان (الفعل) اقدم من (العمل) و لذلك هناك فرق بين (استعمل) و (استفعل) فالاخير يدل على الكذب و التفليق و الاختلاق كصفة ملازمة للانسان فاذن (الفعل) كالانفعالات غريزة طبيعية عند الانسان قديمة بقدم الانسان (المنفعل) و لكن (العمل) حضاري ظهر على السطح بعد التخلي عن حياة البدو و الرحل. و هناك ايضا (المفتعل) الذي يصب ايضا في خانة الخدع و الكذب و التفليق.
يقول احد المستشرقين ان العرب تأريخيا بحكم بيئتها و عاداتها و تقاليدها تميل الى الهجوم و الغزو و هذا هو ايضا احد (عوامل) انتشار الاسلام التي يطلق عليها المسلمون بالفتوحات و لكن الغزو ليس (عمل) بل (فعل) يتكرر كلما دعت الحاجة اليه و كان الغزو ايضا مصدر من مصادر الرزق عند القبائل العربية قبل الاسلام و بعد الاسلام و في غزوات محمد.
(للعمِل) اشتقاقات كثيرة من ضمنها (العميل) و (العمالة) و (العملة) و (المعاملة) و من ناحية اخرى (العامل) و (العملية) و (المعمل) و هذه كلها مفردات عصرية نسبيا و قد يكون (الفاعل) مجرما و لكن (العامل) المسكين ليس في ذهنه الا تكاليف قوته اليومي. رغم ذلك فان هناك ايضا اوجه التشابه بين (العمل) و (الفعل) و احيانا يمكن تعويضها بالاخر.
و من ناحية مفهوم الماضي و المضارع في الفعل العربي غير محدد و واضح المعالم لان (فَعَلَ) قد يستعمل اما:
اولا للاشارة الى نقطة محددة في الزمن الماضي: ذهبنا الى المدينة امس
او
ثانيا للتعبير عن استمرارية من الماضي الى المضارع و المستقبل (وفي الصديق بوعده: كل صديق يفي بوعده) او (كان الله غفورا رحيما).
هذه الاستعمال قديم نسبيا لان العرب حتى يومنا هذا تخلط بين العربية قبل و بعد الاسلام و العربية بعد الثورة الصناعية في انجلترا و العربية في عصر المعلومات الرقمية. فليس هناك حدود زمني واضح بين (فعل) و(يفعل). لربما يعود هذا الاختلاط الى طبيعة حياة القبائل الصحراوية و طريقة تعاملها مع الزمن و الا لماذا نخلط عند الاشارة الى المتوفي بين (رحمه الله) و (الله يرحمه). هل هناك فرق زمني ام ان استعمال الفعل التام perfective يدل على الاستمرارية لان (رحمه الله) امنية نتمناها ام ان الفعل العربي يرتفع فوق الزمن؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟