العرب بين العمل و الفعل 1

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 13:00
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

لا اقصد بالفعل العربي ما (تفعله) او (تعمله) او )لا تفعله) و (لا تعمله) العرب رغم ان (عَمِلَ – يعَمل) من الافعال التي تعود الى المجموعة الصغيرة التي تأتي بالكسرة على الحرف الثاني في الماضي و تتحول الكسرة الى الفتحة في الحاضر مما يدل على ان (عمِل) عند العرب فعل ثابت verb state لم يكن ابدا فعلا ديناميكياdynamic verb و لذلك لا يخضع للتطور و التغيير و لا يدل ايضا على بذل جهود جبارة لانجاز (عمل) ما كما نجده في الفعل العربي (فعَل – يفعَل) الذي لا يفرط بالفتحة على الحرف الثاني في الماضي و المضارع معا.

الافعال التي تتميز بالكسرة في الماضي مثل (فهِم و علِم) هي عادة قصيرة الامد تشير الى مرة واحدة فقط في معناها النووي لانها افعال ساكنة كسلانة لا تتحرك رغم ان معظم الافعال في جميع اللغات ديناميكية تشير الى التحرك و ان معظم الافعال في العربية ايضا تأتي بالفتحة اي على وزن (فعَل – يفعَل).

تقول الدراسات اللغوية ان الافعال التي تأتي على وزن (عَمِلَ – يعَمل) هي تماما عكس التي تأتي بالضمة على الحرف الثاني من نوع (كبُر و صغُر) التي هي عادة طويلة الامد و قليلة جدا بالمقارنة مع الانواع الاخرى. فاذن و بناء على ذلك فان العرب عادة (تفعل) ولا (تعمل). الفعل العربي كما نعرف مشهور و مشبوه لان (الفعل) بعكس (العمل) ليس دائما ايجابيا عندما تقول (فعل فعلته) و بالعامية العراقية يدل (الفعل) ايضا على عمل جنسي او لا اخلاقي.

تعتبر الكسرة و بسبب صوتها المتدني المنخفض قصيرة الامد تنتهي بسرعة لان نفسها قصيرة بعكس الفتحة التي هي مرفوعة الرأس ترتفع و تعمل باجتهاد و مثابرة و لكن رغم ان هناك فرق بين الفتحة و الكسرة و الضمة الا ان العربية كاللغات الاخرى ليست دائما بهذه الشفافية لان بعض الافعال ليست دائما ثابتة بل تتقلب او تتغير معناها تأريخيا فمثلا ياتي (عرَف) بالفتحة و احيانا تتغير الفتحة الى الكسرة لانه قريب في معناه من (علِم) و لكن الفتحة في (عرَف) تدل على ان معنى (عرَف) كان يشير الى (التعاقب) و (السيل) في الاصل اكثر من المعرفة و (شرب) كان يشير الى عملية النقع بالماء.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل