أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - حراس الهيكل المقدس















المزيد.....

حراس الهيكل المقدس


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاصلاحات التكتيكية للنظام الكولونيالي الهادفة لارساء استراتيجية ديمومة الاحتلال , لا تعد ان تكون شكلية في وثيقة التشبث بالاحتلال واستعباد الشعب الامازيغي من منظور جديد للكولونيالية , ورغم شكلية الاصلاحات للمشروع الجديد فقد اشعلت فتيل حرب كلامية لحراس الهيكل المقدس مستهدفة كل ما هو تحرري وتنويري وتعددي وعقلاني , فالتنازل الجزئي غير وارد في قاموس التيار العروبي - الاسلاموي , الشوفيني , الظلامي المهيمن سياسيا وثقافيا .
الاحزاب الرجعية , الظلامية , الاستبدادية ومنظيريها الاصوليين , الانتهازيين , لم يتركوا الفرصة تمر بدون شن حملتهم العنصرية , الاقصائية ضد ثوابت الشعب المحلي الثقافية والحضارية والوجودية .
تدمير الامم المحتلة و المستضعفة يتم من خلال محو ثقافتها ولغتها وارثها الحضاري وتبديلها بثقافة ولغة وحضارة الامم الغازية الاستعمارية , والشعب الامازيغي لا يخرج عن الاطار ,فهو ما زال يتعرض لهذه الحرب الابادية , وما لم يفلح الغزات الاوائل في تنفيذه بالكامل , كما اعترف بذلك احد قاداتهم مجرم حرب المدعو علال الفاسي بقوله ّ اخطأ اجدادنا عندما عربوا الحواضر فقط ولم يعربوا الجبال ّ , وهذا ما يثبته كذلك الواقع المجسد ,ان ما لم يفلح فيه اجداد علال في تنفيذه , بدأه هو والزمرة الاستطانية في تنفيذه بالحديد والنار , محاولة تعريب كل مناحي الحياة , تعريب الجامد والمتحرك , الساكن والمتحول , ورغم التعريب الشامل والاستبداد السياسي والتهميش الاقتصادي والاجتماعي والاقصاء الثقافي طيلة عقود من السلطة الكولونيالية الجديدة , فالمقاومة الرمزية وقفت سدا منيعا لاستراتيجية الابادة الشاملة .
حراس الهيكل المقدس الجدد ومنفذي وعد علال ّ المغرب لنا وليس لغيرنا ّ وبكل تلاوينهم السياسية والثقافية , من حزب الاستقلال و الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الى حزب النهضة والفضيلة وحزب العدالة والتنمية وكل من سار في نهجهم واستراتيجيتهم من منظيري الكولونيالية , في شن حرب عشوائية ضد الهوية واللغة المحليتين منطلقين من مرجعيتهم الرجعية , الشوفينية المعادية للتحرروالحرية , وفي عصر التغيرات الكونية وانتشار الخطاب الحقوقي والتسامح والتعدد , يتشبث هؤولاء بسيادتهم المطلقة , الممنوحة لهم الاهيا , من خلال الدين الاسلامي واللغة العربية المقدسة , فالاصلاحات الشكلية حتى ولو لم تتجاوز اطارها الكولونيالي فتبقى في نظرهم تجاوز للارادة الالهية , الاعتراف التكتيكي والشكلي بلغة اهل البلد بجانب لغة الرب وبهوية مخالفة لهوية العروبة والتساوي بينهما , يعد بلقنة وفتنة تنخر جسم الامة , بعد ان كان البلد بلون اصفر واحد ذو هوية وحضارة عربيتين منذ ّ الفتح ّ الاسلامي كما يدعي المدعو بن عمرو والمدعوالحمداوي وغيرهما من منظيري الكولونيالية .
السيد عمرو لا يعارض الهوية المحلية للشعب الامازيغي فحسب , بل يحارب كذلك تساوي اللغة الامازيغية باللغة الغربية المقدسة وترسيمهما معا في الوثيقة الاستعمارية , بدعوى وعلى حد قوله , ان ترسيم اكثر من لغة له جانبان احدهما قانوني والاخر سياسي
- الاول يتجلى في كون الترسيم يفرض استعمال جميع اللغات المرسمة في كل المرافق العمومية
- الثاني ان ترسيم اكثر من لغة يساهم في تسهيل الانفصال وبالتالي في تقسيم الدولة
السيد عمرو المتشبع بالفكر الاستعماري , متخوف من ان ترسيم اللغة الامازيغية وولوجها المؤسسات العمومية , سيغير صفة العروبة عن الدولة وبالتالي قرأة الفاتحة على شعار , الهوية الواحدة واللغة الواحدة والدين الواحد , وهذا حسب رأيه سيؤدي الى الانفصال وتقسيم الدولة .
الوحدة والانفصال شعار فضفاض في اطروحات التنويمية للتيار الكولونيالي , غرضه دغدغة الشعور العاطفي للجسد الساكن , على اية وحدة وعلى اي انفصال يتكلمون , وحدة نفي الاخر والاقصاء الممنهج للثقافة المغايرة , او وحدة الاضداد والتعدد . الانفصال تمارسه الايديولوجية الاقصائية الشوفينية وهذا ما يعارضه الشعب الامازيغي بكل اطيافه .
الفيدرالية هي شكل التنظيم الترابي , الشكل الديموقراطي المضاد للممارسة الاقصائية والتمييز العنصري والتهميش , و الذي يمارسه السيد عمرو فكريا , وهي الشكل الواقعي للحفاظ على الوحدة والابتعاد عن الانفصال , الشعب الامازيغي لا يفرط في وحدة اراضيه ولا يساوم عليها خدمة للبقاء الدائم للنظام الكولونيالي .
السيد عمرو المتشبع بالفكر الشوفيني يمارس التضليل الايديولوجي في شكله الساذج يعتمد على احد مكونات الهوية وهي اللغة لاعطاء الشرعية للمشروع الكولونيالي السيادي واهام الناس بسمو اللغة العربية المقدسة ودونية اللغة الامازيغية الوضعية وانعدام التساوي بينهما يفرض عدم المساواة بينهما وبالتالي منعها من التداول المؤسساتي وهنا خرق سافل للمرجعيات الحقوقية , حرمان شعب من ممارسة القانون الطبيعي وفرض قانون قسري ينفي الوجود الذاتي.
المقولة العنصرية المقتبسة, لا قياس مع وجود الاختلاف ولا مساواة مع وجود الاختلاف , وبالتحليل الميتافيزيقي للسيد عمرو يضعنا امام مفهوم التراتبية في تصوره السكوني , افضلية اللغة العربية في وجودها السرمدي .
اللغة تعبير تطبيقي بالوجود الذاتي والوجود الخارجي المعطى في الطبيعة , وتنقسم اللغة الى شكلين , الشكل الطبيعي والشكل الاسطناعي
الشكل الطبيعي , او لغة الام , اوما يصطلح عليه باللغة الوطنية هي لغة انتجها الشعب في صيرورته التاريخية في شكلها الشفوي , وقد تكون هذه اللغة غنية اوفقيرة حسب موطنها الجغرافي , الطبيعي , ومساهمة الذات المبدعة في نموها وتطويرها , غناها يدل عن امكانيتها للتعبير على كل مناحي الحياة .
الشكل الاسطناعي او نظام التخطيط الرمزي او لغة الكتابة تكونت على قاعدة اللغة الطبيعية او لغة الام , لارضاء الحاجة الاجتماعية للناس في عملية تمتين تراكم النشاط المادي ومن اجل اختصار التمرير العلمي والمعلوماتي .
اللغة المكتوبة مصدرها اللغة الشفوية اوما يعرف باللهجة , صقلت في ّ المختبرات ّ بعقول اللسنيين , نمت وعدلت وتتطورت باستمراروأثرت وتأثرت باللغات الاخرى سواء اجابيا او سلبيا .
التحليل الميثالي , الميتافيزيقي للسيد عمرو عزل اللغة عن واقعها الاجتماعي وعن تطورها التاريخي و عن العوامل الذاتية والموضوعية المساهمة في تطورها او في ركونها , وصنفها في عملية تراتبية بين العلوية والسفلية , بين المنزلة , المقدسة وبين المختبراتية .
ان اللغة العربية نتاج المجتمع القريشي وتطورت وعدلت بمساهمة العقل الاجنبي او ما يسمى عربيا العجمي ( سيبوايه , الجزولي , ابن منظور و غيرهم ) فهي ّ مختبراتية ّ مثل غيرها من اللغات , فتراتبيتها واحقيتها مرتبط بواقعها وجغرافيتها و مميزاتها المعرفية والتعبيرية لا تجعل منها لغة رسمية في بلدان ّ العجم ّ , اللغة العربية فرضها الاستعمار العروبي في شمال افريقيا وليست لغة الام ولا وطنية , وجودها مرتبط بالعامل الاسلامي واستمرارية النظام الكولونيالي , فهي اللغة الوحيدة في العالم المرتبطة بالايديولوجية الدينية .
اللغة الامازيغية , هي لغة الام , لغة الشعب المحلي وهي اغنى لغة لفضيا بفضل اختلاف طبيعة جغرافيتها واقدم لغة مكتوبة بفضل اختراع حرف تيفناغ ( والذي يعني بالعربي اختراعنا ) و الانتكاسة الزمنية للغة الامازيغية راجع للعوامل الخارجية (الاستعمار ) اكثر منها ذاتية , وانبعاثها اسطناعيا امتداد لصيرورتها التاريخية .
لا داعي للاطالة في مناقشة هرطقات السيد عمرو وتوجهاته الشوفينية اكثر من اللازم , فهو يعبر عن بنية ثقافية عنصرية تمارس سلطتها القسرية و القمعية و تعكس مصالح الفئوية للنظام القائم في البنية الاستعمارية التابعة للمشروع الامبريالي الرامي لتدمير البنية السوسيو- ثقافية للشعوب المضطهدة ( فتح الهاء ) وتغييب وعي هذه الشعوب تجاه القضايا التحررية .
ان انبعاث اللغة الامازيغية ككيان مستقل عن الثقافة الكولونيالية , يشكل خطر على ثقافة نفي الاخر وعن الايديولوجية التصفوية للحركة الكولونيالية حاملة لواء المشروع الاستعماري ّ المغرب لنا وليس لغيرنا ّ , فهذه الحركة بشتى الوانها السياسية والفكرية , من اسلاموية الى اليسراوية تمارس ثقافة القمع وغسل العقول لخلق كتلة بشرية منسجمة مع ايديولوجيتها الرجعية , التزييفية في خدمة مشروعها الكولونيالي .
ان تاريخنا المتحرك الحافل بانتاج نفي النفي , المستمر في صيرورة الصراع , من نفي الى نفي النفي , قادر اليوم على انتاج ثقافة المجابهة ونفي السرمدي وبناء الوعي الذاتي التحرري .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبية الجامعة والعماء الشوفيني
- الاسلام من التوحيد الى التوسع
- دلالات الدعوة للانضمام للمجلس التعاون الخليجي
- تلاميذة خشيم في الموقع النقيض
- انهاء النظام الكولونيالي وليس اصلاحه
- تحية للمرأة الامازيغية في يومها الاممي
- اقترب يوم الحساب
- ارحل يا طاغية
- سيكولوجية الخنوع والخوف سقطت في ليبيا
- متى تبدئ الثورة الامازيغية
- الضرورة الموضوعية لبروز حزب من طراز جديد
- التنظيم الشيوعي الامازيغي
- عشرية الوريث بين الاستبداد وشعار الثقافة الحقوقية
- من الجائزة الى الفضائية
- الشغيلة بين سندان الراْس مال ومطرقة المافيوية
- سيف ال قدافي ومسرحية الاصلاح
- النضال الهوياتي والطبقي
- الحكم الذاتي عائق ام بداية لتحرير تامازغا ( 2)
- الحكم الذاتي عائق ام بداية لتحرير تامازغا ( 1)
- اسكواس امينو امازيغ


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - حراس الهيكل المقدس