أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - بين الاتهامات ضد ايران ومبادرات الحل















المزيد.....

بين الاتهامات ضد ايران ومبادرات الحل


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتكالب الاتهامات على ايران خاصة من قبل دول الخليج وعلى رأسها السعودية وأتباعهم ومواليهم الوهابيين في مختلف الدول الاسلامية وخاصة في مصر بأن ايران دولة عدوة وأنها تسعى الى نشر الفكر الشيعي واعادة احياء الامبراطورية الفارسية وغير ذلك من الاتهامات التي يطلقها أعداء التقارب الاسلامي الحقيقي القائم على مبدأ الندية لا على أساس العطية كما يحلوا لدول الخليج أن تتعامل مع بقية الدول الاسلامية من باب المَن والعطف والمنح والمساعدات ، ان ايران لا تسعى الى اعتماد مثل هذه المقاربات المواجهية والعنيفة كما تروج دول الخليج ذلك أنها تعلم تمام العلم أن ذلك ليس من مصلحتها ولا من مصلحة المنطقة بل والعالم ككل .

وان كان هناك فريق من المتطرفين في ايران فمن القائل أن أمثالهم انقرضوا في دول الخليج وأية دولة في العالم ولا يستثنى من ذلك أمريكا الا اذا كنا نريد اعتبار فرق ليندون جونسون ونيكسون وريجان وبوش الأب والابن من حمائم التفاهم والسلام الوديعة وكأنهم لم يسعوا الى تكوين امبراطورية أمريكية.

وكأنه لم تتم اثبات محاولات التبشير الفعلية التي تقوم بها كثير من الكنائس الغربية وبدعم من دول غربية ، ولكننا لم نسمع عن مواقف رسمية تطالب بقطع العلاقات مع هذه الدول وهي بالمناسبة مواقف مرفوضة تمامآ ، فلا وصاية على شعب ولا تعامل مع الشعوب وكأنها لا تفقه من امورها ومصالحها شيئآ ، وكأن المواطن بدون سلطانه وحاشيته والأوصياء عليه فان هذا المواطن (وفق ما يروجون ويفعلون) سيكون ضائعآ وتائهآ الى الجحيم ملقى !!! .

ان ايران دولة شقيقة - فهي تقول لا اله الا الله محمد رسول الله - والأفضل أن نتعامل معها ونتعاون معها كذلك خاصة بعد اعلاناتهم المتكررة عن هذه الرغبة وتأطيرها في برامج عمل مشترك ، خاصة بعد انجازاتهم التكنولوجية الكبيرة واطلاقهم مؤخرآ لقمر صناعي بتكنولوجيا ايرانية كاملة غير اختراقاتهم القوية والهامة والتي تمثل فخرآ لنا جميعآ في مجالات الصناعة والتصنيع العسكري والفضاء ، وذلك على الرغم من سنين الحصار الأليمة التي تقف فيها دول اسلامية شقيقة وللأسف الشديد دور المؤيد والمشجع لسياسة الحصار .

ولو افترضنا القبول بما يروج له الاعلام السعودي ورجال الحكم السعوديون الذين لا هم لهم الا الحفاظ على احتكار العروش والسلطات وأغلب الثروات ، فاذا كان الرفض منبعه الخوف من نشر الفكر الشيعي وبناء الامبراطورية الفارسية وفق مزاعم السلطات السعودية والخليجية ألا يكون من الأولى عدم التعامل مع اسرائيل وأمريكا والصين وروسيا وبقية الدول المغايرة لنا في الدين لا في المذهب فقط ؟ أهذه الدول مجتمعة تعشق الدين الاسلامي على المذهب السني وكارهة للمذهب الشيعي ؟ أم أن الأمر يتعلق بحسابات المحافظة على العروش التي توفرها لهم الحماية الغربية وسيل اللهاث الروسي والصيني للحصول على رضا القابعين في العروش؟ .

واذا كان الأمر كذلك أيضآ فماذا نسمي السعي السعودي والانفاق الباذخ على نشر المذهب الوهابي في كل أنحاء العالم لا العالم الاسلامي فقط واعتبار ذلك لدى كثير جدآ من السعوديين واجبآ جهاديآ؟، أيجب ساعتها على الأتراك والسوريين والمصريين والسودانيين والمغاربة والأندونيسيين والماليزيين وحتى العمانيين الذين يتبعون في أغلبهم المذهب الأباضي ، هل يجب أن يقوموا هؤلاء جميعآ بقطع علاقاتهم مع السعودية وغالبية دول الخليج المؤيدة للفكر الوهابي الماضوي والمرسخ لعبادة الحاكم وعدم الخروج عليه مهما كان ظالمآ - وذلك هو مربط الفرس للسعي السعودي الخليجي لنشر الوهابية كأحد الوسائل لاتقاء شر ثورات التحرر العربيية التي تجتاح عالمنا العربي الآن؟ أم أن الأمر سيدخل في دائرة حلال لهؤلاء حرام على أولئك ؟ .

هناك مقولة هامة في علم الاجتماع سبق وقالها ديكارت دع الأفكار تتصارع فالفكر السليم سينتصر في النهاية ، ولو أن الوهابيون والسنيون واثقون من مذهبهم فلم كل هذا الرعب من الشيعة هذا كما قلنا لو افترضنا أن كل همهم هو نشر مذهبهم ولو على حساب مصالحهم الاستراتيجية وما يرتبه ذلمك من امكانية نشر حالة عدائية ضدهم.

كذلك في عالم السياسة هل دول العالم كلها بما فيها اسرائيل وأمريكا والصين وروسيا وأوروبا تقدم أشياءً وهدايا مجانية وليست لها أية مصالح لتحققها وكل أهدافها متوافقة بشكل تام بل ورائع ومتناغمة مع المصالح العربية والاسلامية أم أن هناك دور لابد أن تضطلع به الأجهزة السياسية والاستراتيجية كوزارة الخارجية والمخابرات العامةنحو العمل على تعظيم مصالحنا وتحقيق أهدافنا بأقل قدر ممكن من الخسائر وبأعظم قدر ممكن من المكاسب ،

وذلك بديلآ عن جلوس تلك الأجهزة خاملة بلا عمل ومتقاضية لأعلى الأجور والرواتب والامتيازات من جيوب المواطنين دافعي الضرائب ، وبديلآ عن الاستسهال برفع أكف الدعاء الى الله بأن لا ينصر هذا أو ذاك علينا وأن لا يضعوا جميعآ خططآ تعكر أهدافنا ومصالحنا ، أظن أن السياسة - الناجحة والقوية والتي تغيب عن مجتمعاتنا العربية - أبعد ما تكون عن الخمول والسياسيون أكثر من مجرد داعين ، لا ضير لدولة أن تكون لها مصالحها وأهدافها سواء كانت هذه الدولة هي ايران والسعودية أو حتى اسرائيل ، الضير والضرر والضرار هو ألا تكون هناك أهداف ومصالح تسعى أية دولة لتحقيقها فذلك هو تعريف الدول (والا ما أصبحت دول) ، وكذلك فامن كل الضرر ألا نجد الدولة الأخرى قادرة وواثقة من نفسها وساعية لمواجهة الأهداف الحقيقية الغير متوافقة معها بشكل موضوعي وحقيقي كدولة لا كأسرة حاكمة مرعوبة على عرشها وكل همها احتكار السلطات والثروات والقضاء على الثورات ضد ظلمها وطغيانها .

ولا تزال على وجه الخصوص المشكلات العالقة بين بعض الدول العربية من جانب وايران من جانب آخر تتسبب في عرقلة هذا التوافق والتكامل الاسلامي المنشود ، فتلك المشكلة التي تثار من حين لآخر بين الدول العربية المطلة على الخليج من جانب وايران من جانب آخر حول تسمية الخليج الذي يطلون عليه فيما بين خليج عربي كما يدعوا العرب وخليج فارسي كما يحلوا للايرانيين يظهر الى أي حد وصلت الرغبة في الخلاف ، ذلك الخلاف الذي تسبب في الغاء دورة الألعاب الاسلامية التي كان من المقرر عقدها في طهران .

من المؤكد أنه لو وجدت رغبة حقيقية في حل هذا الخلاف الشكلي لما افترق شباب المسلمين بسبب من هم المفترض أ؟نهم حكمائهم أو هكذا يقال ، ان ايران تمتلك أطول ساحل على الخليج وهي أقدم دولة عليه ولا يمكن تجاهلها ولكن على الضفة الأخرى من الخليج هناك مجموعة كاملة من الدول العربية تطل على الخليج وارتبطت به حياتيآ وتاريخيآ ولا يمكن تجاهلها ، ولكن تصادف أن جميع الدول المطلة على هذا الخليج تدين بدين واحد ألا وهو الاسلام وكلها تؤكد أنها في خدمة هذا الدين وفي صف المفاخرين به والمدافعين عنه وأن الاسلام يجمع ولايفرق وأن للدين الأولوية فوق كل اعتبار ، اذآ لا أظن أن هناك أحد على طول ساحلي الخليج يمكن أن يعارض في تسمية هذا الخليج ب ( الخليج الاسلامي).

كذلك فان مشكلة الجزر الاماراتية طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى والتي تطالب الامارات بها ايران متهمة اياها بالاستيلاء عليها فانه يمكن الاجوء الى الدبلوماسية الهادئة وسياسة الحوار في اطار من التفاهم والرغبة في تعزيز الثقة وتفعيل التعاون في مختلف المجالات وازالة المخاوف الايرانية من أن تستغل تلك الجزر في حال اعادتها للامارات كقواعد عسكرية أجنبية متقدمة في مراقبة وحصار السواحل الايرانية وخاصة أن هناك قواعد عسكرية أجنبية في الأراضي الاماراتية نفسها .

فان كانت الامارات تلجأ الى مثل تلك القواعد خوفآ من تهديد ايراني محتمل أو تحت تأثير أجنبي أمريكي كان أو فرنسي أو غيرهما فان حدوث اختراق حقيقي نحو نحقيق توافق وتفاهم اماراتي ايراني مشترك ومعزز باتفاقية أمنية تحت اشراف منظمة المؤتمر الاسلامي يمنع كلتا الدولتين من الاتيان بأية ممارسات أو أفعال من شـأنها الاضرار أو الاعتداء ضد بعضهما البعض ودعم تطوير منظومة أمنية مشتركة بين كافة الدول المطلة على الخليج الاسلامي ،والكف تمامآ عن شن أية حملات دعائية سلبية بل ومواجهة حازمة لكل منظمة أو فرد أيآ كان يحاول اثارة الفتن والوقيعة والاساءة لأية دولة شقيقة .

بالاضافة الى اتفاقيات حقيقية وقوية بين كلتا الدولتين وبين الدول المطلة على الخليج لبناء منظومة استثمارية وتجارية واقتصادية مشتركة بما يعود بالنفع والخير على الجميع ويفرضون بمثل هذه الاتفاقيات سيطرتهم على أراضيهم وثرواتهم وخليجهم ؛ ومن شأن حدوث مثل ذلك الاختراق البناء أن يزيل مخاوف الجميع من بعضهم البعض ويعمل على اخراج القوات الأجنبية التي ترفضها شعوب المنطقة ويحل تلك المشكلات الحدودية بين ايران من جانب والامارات والعراق من جانب آخر .

ان تقديم الدعم للملف النووي الايراني والرفض الحقيقي لأية عملية عسكرية ضد ايران أو ضد غيرها من البلدان الاسلامية حاليآ ومستقبليآ بل بدء العمل على الاستفادة من الخبرات والمنجزات الايرانية في هذا المجال نحو بناء معرفة نووية مستقلة لا تعتمد على الغرب ، انما ليعد فرصة سانحة تحمل في طياتها أبلغ الأثر والدلالة نحو بدء تكتل اسلامي حقيقي يستند الى الأفعال لا الى الأقوال بعيدآ عن تلك المهاترات التي يروجها الغرب وحلفائهم من الأنظمة الحاكمة الفاشلة من أن ايران أكبر خطر يهددنا وأننا يجب أن نتعاون مع أية دولة حتى لو كانت اسرائيل لكبح هذا الخطر .

وهو بالفعل خطر ولكن لاعلينا بل عليهم ، ذلك أنهم يعلمون أن البرنامج النووي الذي أصبح يسير بالجهود الذاتية الايرانية ولم يعد في حاجة كاملة للمساعدة الخارجية سيتحول الى معين ونقطة انطلاق للدول الاسلامية ان أمكن لهذه الدول أن تشكل تكتلآ وتفهمآ فيما بينها وهو ما يصب في مصلحة ايران أيضآ في مواجهة الغرب ودعم علاقاتها ومصالحها وهو ما يتناسب طرديآ مع دعم النفوذ العالمي للدول الاسلامية .

كل هذا سيتحقق لو خلصت النوايا وتخلصنا من الفاشلين وممن لا يفكرون الا في مصالحهم الشخصية الذاتية في الخلود في الحكم .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعآ عن الاسلام من اضطهاد الاسلامويون
- المجتمع والزواج
- انهم يهينون الثورة المصرية
- مصر وايران يد واحدة
- الديموقراطية عند السلفيين
- أيتها المطلقات لا تزرعن الشوك
- مع السلفيين ... ذلك ضياع جدآ
- الحدود في الشريعة الاسلامية
- لماذا المطوعون ؟!
- خريطة طريق نحو تحقيق سلام عادل وحقيقي بعيدآ عن الأماني والاد ...
- فصل المقال فيما بين النظامين السوري واليمني من اتصال
- ساركوزي ، كاميرون .. أنتم رائعون ، أردوغان .. !!! ، أوباما . ...
- محبط من المجلس العسكري
- السلفيون واسرائيل
- العدل في الميراث و الشهادة
- تداعيات مقتل بن لادن
- لا يمكن احداث مصالحة مع التيارات الاسلامية
- الى أشقائنا ثوار اليمن
- كفاكم ... دعونا لشأننا
- يا داعيآ الى النور


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - بين الاتهامات ضد ايران ومبادرات الحل